إستراتيجية الولايات المتحدة للحد من التنمية الصينية ستكون فاشلة ، بقلم : تشو شيوان
أختتمت القمة الأمريكية اليابانية الكورية الجنوبية الأولى يوم السبت في كامب ديفيد بإصدار ثلاثة بيانات تضمنت الاستمرار في المزايدة بالشؤون المتعلقة بمضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي والترويج لقلقها الأمني وتحريض الأطراف الأخرى على “مواجهة التهديد”، ما يعد تدخلا صارخا في الشؤون الداخلية للصين ومحاولة أمريكية أخرى لتشكيل نسخة مصغرة من الناتو في منطقة آسيا والباسيفيك بغية الدفع الأمريكي لما تسمى “إستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ. ويبدو أن القمة حققت نتائج لتعزيز التعاون الثلاثي، إلا أن هناك عدم وجود مسارات وخطط ملموسة ضمن نصوص البيانات، فيمكن القول إن المحاولة الأمريكية لتشكيل دائرة صغيرة في المنطقة لاحتواء الصين ستكون فاشلة.
وبالنسبة لليابان، تود بناء “حلف شمال الأطلسي الصغير في آسيا والمحيط الهادئ” للتخلص من أغلال “دستور السلام” وتحقيق “طموح القوة العسكرية”، لكن تضطر في الوقت نفسه إلى الحفاظ على روابط اقتصادية وثيقة مع الصين.
ومن وجهة نظر كوريا الجنوبية، تأمل في أن تصبح ما يسمى بـ”المركز العالمي” عبر استغلال التحالف الثلاثي، إلا أن العلاقات بين كوريا الجنوبية واليابان لا تزال “لوحة صغيرة” في العلاقات الثلاثية.
القمة الأمريكية اليابانية الكورية الجنوبية في كامب ديفيد ظاهرها التعاون، ولكنها في الواقع رمت إلى إثارة توترات وأزمات وجلبت الانقسام والمواجهة في منطقة آسيا والباسيفيك، هذا ما يمثل خيانة للمطالب الأساسية للمنطقة الساعية للسلام والتنمية. ومن المحتم أن تواجه الأطراف الثلاثة معارضة قوية من بلدان المنطقة ومقاومة حازمة من الشعوب المحبة للسلام.
وبالمقابل، تعمل الصين على التنمية بشكل سلمي، حيث طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، ويتمثل جوهر هذه المبادرات في الاحترام المتبادل، والتعاون والفوز المشترك، وتنطبق أفعالها على أقوالها، وذلك يختلف من الولايات المتحدة بشكل كامل. ولكن إذا تستمر الولايات المتحدة التعامل مع قوة الانفصال في منطقة تايوان الصينية، فلا بد من الصين أن تتخذ الإجراءات الصارمة لحماية مصالحها الشرعية وسلامة الأراضي.
ختاما ندعو الولايات المتحدة التوقف من التدخل في الشؤون الداخلية الصينية، وتبذل الجهود الحقيقية للمساعدة على عودة العلاقات الصينية الأمريكية آلى مسارها الطبيعي في أسرع وقت ممكن، وذلك لا يصالح الجانبين فحسب، بل يصالح العالم بأجمله.