شفا – أكد المشاركون في ندوة سياسية نظمها تحالف السلام الفلسطيني في رام الله، اليوم الثلاثاء، ضرورة وضع برنامج وطني موحد لاستثمار الاعتراف بفلسطين دولة غير كاملة العضوية في الامم المتحدة، ولمواجهة الهجمة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية.
وتحدث في الندوة التي أدارها نضال فقهاء، المدير التنفيذي لتحالف السلام، كل من: ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس تحالف السلام الفلسطيني، والنائب قيس عبد الكريم، والخبير في الشؤون الإسرائيلية نظير مجلي.
وعن تحديات ما بعد الاعتراف بفلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة، قال عبد ربه: أمامنا مرحلة في غاية الصعوبة، خصوصاً في ظل الهجمات العدوانية التي تشنها الحكومة الإسرائيلية بقيادة اليمين المتطرف ضد أبناء الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية.
وأضاف عبد ربه أنه “لم يسبق لنا أن شهدنا مثل هذا التأييد والدعم الدولي تجاه ما حصدناه في الامم المتحدة، ولكن يبقى السؤال المطروح على جميع الفلسطينيين بقيادتهم السياسية ومؤسساتهم الحكومية وغير الحكومية هو: ما خيارنا اليوم؟ وكيف نستطيع أن نرد هذه الهجمة الإسرائيلية الشرسة؟ وكيف نعمل على تطوير الإنجاز نحو تحقيق الاستقلال الوطني الكامل والناجح؟
وأكد عبد ربه ضرورة وجود برنامج نضالي يسند الكفاح الشعبي ويطوره إلى الامام، مشيراً إلى أن “الدعم العربي لن يستنهض ما لم نشهد حالة استنهاض وطني داخلي على أرضنا، وهذا يضع الجميع أمام مسؤولية لا يستطيع أحد التهرب منها”.
وأضاف: “إن الاستنهاض الشعبي له مقوماته، وإنه من الضروري أن نتابع الإنجاز الذي حققناه في الامم المتحدة على المستوى السياسي والدبلوماسي لتطوير مكانة فلسطين في كافة المحافل والمنطمات الدولية، وسندخل جميع المنظمات الدولية وسوف نفتح بابها”.
وتابع عبد ربه: “وعلى رأس أولوياتنا الذهاب بمجرمي الحرب الى المحاكم الدولية في حال استمرار النشاط الاستيطاني الحالي، وإن المعركة السياسية الدبلوماسية التي تقودها القيادة الفلسطينية تحتاج إلى نهوض شعبي على الأرض”، مؤكداً ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطنية التي تعتبر جزءاً أساسياً من عملية التعبئة في حشد قوانا لمواجهة المعركة السياسية والوطنية الكبرى، وهي الدفاع عن مشروع الاستقلال الفلسطيني.
ووجه عبد ربه رسالة إلى الشعب الفلسطيني في سورية، أكد فيها أن “منظمة التحرير الفلسطينية سوف تعمل كل ما في وسعها وبكافة السبل لتوفير الحماية والأمان لأبناء شعبنا في سوريا، وذلك في ضوء ما يتعرضون له من قمع وإرهاب”.
الدور العربي وأثر الاعتراف فلسطينياً
بدوره، قال عبد الكريم: إن الاسابيع الماضية شهدت تطوراً له أهمية على صعيد الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي، وهو فشل العدوان الاسرائيلي الاخير على قطاع غزة، والنجاح الفلسطيني في الحصول على الاعتراف الاممي بفلسطين في الامم المتحدة.
وأضاف عبد الكريم: إن من يرى أن الإنجازين اللذين تحققا خلال الفترة الماضية يصبان في المصالح الحزبية الضيقة فهو مخطئ، لأنهما يصبان في مصلحة الشعب الفلسطيني الذي يتغلب على المصالح الفردية الحزبية، معتبراً أن الخطوة المطلوبة الآن هي العمل على تعزيز هذه الانجارات و تحقيق خطوات إلى الأمام، أهمها انهاء الانقسام وتنفيذ اتفاقيات المصالحة.
وعن الدور العربي وأثر الاعتراف على الساحة الداخلية الفلسطينية، قال عبد الكريم: “إن مسألة إعادة النظر في مبادرة السلام العربي لا تعني سحب عملية السلام، وإنما سحب شروط السلام، وإطلاق العنان للدول العربية لتضع شروطها الخاصة في العلاقة مع إسرائيل، بما يخدم الدولة الفلسطينية، ويساعدها على تحقيق حلمها في الاستقلال، ووقف العدوان الاسرائيلي المستمر بحق ابناء الشعب الفلسطيني.
ودعا إلى حوار يشمل جميع القوى السياسية والاجتماعية الفلسطينية من أجل الوصول إلى سياسة متفق عليها على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي لإنهاء حالات التوتر التي تشهدها المنطقة في الآونة الأخيرة.
الموقف الإسرائيلي
وحول الموقف الإسرائيلي من الاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة، قال مجلي: إن الحكومة الإسرائيلية عملت كل ما في وسعها لإيقاف القرار الفلسطيني في التوجه إلى الأمم المتحدة، لكنها لم تنجح في ذلك، مضيفاً أن “الحكومة الإسرائيلية بقيادة اليمين المتطرف تسعى إلى خلق قيادة فلسطينية لا تعمل بالسياسة ومرفوضة في العالم، حتى تتمكن من توجيه ضربات لها متى ما شاءت و في أي وقت تشاء”.
وأكد مجلي أن النجاح الفلسطيني في الأمم المتحدة وجه ضربة قوية للحكومة الاسرائيلية، ولخبط حسابتها، وأن الحكومة الاسرائيلية تسعى إلى اتخاذ قرارات استيطانية، والقيام بالمزيد من الأعمال العدوانية لإبراز عضلاتها ومعاقبة القيادة الفلسطينية.