هذه ليست طريقة للزواج! بقلم : فاطمة المزروعي
تزايد الاحتيال والخداع عبر شبكة الإنترنت جعل دولاً كثيرة وهيئات دولية تنشئ إدارات وأقساماً ومؤسسات هدفها الرئيس مراقبة المحتوى ومحاولة بناء سياج حماية أمام التدفق الهائل للمعلومات والتي تضم بين جنباتها أموراً مخلة بالذوق العام وخادشة للحياء، فضلاً عن تجاوزها الأخلاقي، سواء من خلال كلمات أو صور أو حتى أفلام، تستهدف مختلف الأعمار والمستويات.
هذا الكلام لم يعد جديداً أو مبتكراً في عالم اليوم، ولا تعانيه دولة دون أخرى، ولا يهدد مجتمعاً دون سواه، فمعظم دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية التي شهدت ثورة شبكة الإنترنت ومولدها تكتوي اليوم بنار الإجرام المعلوماتي، وضحايا الشبكة المعلوماتية في تزايد يومي، ضحايا على المستوى المالي، كمن تعرّض لعمليات سرقة من أمواله ومدخراته، أو ضحايا الأفلام الإباحية والصور غير اللائقة، أو من أدمن شبكات التواصل والدردشة على شبكة الإنترنت، فبات يقضي الساعات الطويلة معرّضاً جهازه العصبي وحياته الاجتماعية والنفسية للمرض.
وتتنوع أخطار الشبكة المعلوماتية حتى في الألعاب التي تستهدف الأطفال، حيث يظهر من بين جنباتها صور ومفاهيم سيئة جداً وغير أخلاقية.
قبل أيام حذّر عدد من المسؤولين والخبراء في العلاقات الزوجية من تعامل المواطنين مع مواقع إلكترونية وهمية منتشرة تروّج للخطبة والتقريب بين الفتاة والرجل الراغبين بالزواج، هذه المواقع تتوجه للإماراتيين على وجه الخصوص، وقد قام أحد المواقع الإخبارية العالمية الناطقة باللغة العربية بنشر إعلان لموقع عن تزويج الإماراتيين، صندوق الزواج كان أول المحذرين عندما قالت المديرة العامة حبيبة الحوسني إن هناك خطورة كبيرة لتعامل الشباب مع مثل هذه المواقع، خصوصاً مع عدم معرفة القائمين عليها ولا كيفية استغلال البيانات والصور التي يرسلها الأشخاص إلى هذه المواقع، والنقطة المهمة التي أشارت لها الحوسني أن البحث عن شريك الحياة بمثل هذه الطرق يتنافى مع عاداتنا وقيم المجتمع الإماراتي، خاصة أن معظم حالات الزواج عبر الإنترنت باءت بالفشل.
نحن بحاجة للمزيد من برامج الوعي والمعرفة بخطورة مثل هذه المواقع، وأيضاً بحاجة لحماية أطفالنا وشبابنا وفتياتنا وأسرنا وأحبابنا من المحتويات الهابطة والمنتشرة بين جنبات هذه الشبكة العالمية، ويجب أن تتصاعد أساليب الحماية وتتفوق على أساليب الاحتيال والنصب، وهذا يأتي بمشروع مؤسساتي مؤثر وفعال، ونحن في الإمارات قادرون على تصميمه وتنفيذه، ولله الحمد.