عصيان مدني ورفض شعبي لسلطة حماس في قطاع غزة ، بقلم : عمران الخطيب
لم يعد ممكن استمرار حركة حماس في حكم أبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة من خلال سياسة الأمر الواقع على المواطنين، حيث تسود حالات الاحتجاجات الشعبية نتيجة القبضة الأمنية ونظام الجباية والضرائب والجمارك المتصاعدة على المواطنين إضافة إلى استمرار حماس بجمع فاتورة الكهرباء رغم قيام السلطة الفلسطينية بتحمل واجباتها اتجاه المواطنين فيما يسود قطاع غزة ارتفاع نسبة البطالة، وتمكين ما يقارب من 20 الف عامل فلسطيني من الحصول على تصريح العمل لدى الاحتلال الإسرائيلي، ويحاول العديد من الشباب البحث عن وسائل الهجرة من قطاع غزة.
وقد نجم عن ذلك وفاة العشرات أو المئات نتيجة الغرق في المياه خلال رحلة العذاب وسفر والمغادرة بسبب الفقر والبطالة والجوع والفقر وانسداد إمكانية العيش الكريم وتوفير الحد الأدنى من احتياجات المواطنين الفلسطينيين بقطاع غزة
لقد شاهدنا حالات متكررة من اقدام الشباب والشابات على الانتحار بل أصبح حاله مألوفه، ليس نتيجة الحصار والعقوبات والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فحسب حيث آلاف المواطنين من الشهداء والجرحى والمصابين وتدمير البنايات والأبراج بل حتى المدارس والمستشفيات ولم يتوقف العدوان الإسرائيلي حيث يتكرر وبشكل مفاجئ بدون سابق إنذار ويدفع المواطنين الضريبة الكبرى من الشهداء والجرحى والمصابين إضافة إلى تدمير منازلهم وحقولهم وفقدان ممتلكاتهم ، ومع كل ذلك فلم تشفع لهم عند حماس وهم من قاموا بانتخاب قائمة الإصلاح بقيادة حماس.
وتستمر معاناة المواطنين في قطاع غزة، في حين أن قيادات حماس قد غادروا قطاع غزة هم وعائلاتهم إلى تركيا وقطر ولبنان ودول آسيا حيث تمتلك هذه القيادات ليس فقط إمكانية مغادرة قطاع غزة والسفر بل تمتلك إمكانية شراء الشقق والفيلا والبنايات ورصيد في البنوك يستطيع الحصول على الجنسية كما حصل في تركيا، لكل تلك التداعيات والأسباب فإن الجماهير الفلسطينية بقطاع غزة تقوم في الاحتجاجات داخل قطاع غزة رغم البطش والاعتداءات عليهم أمام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ومراسلين الفضائيات، لم تعد تستطيع حماس من خلال القبضة الحديدية قمع المواطنين في غزة، وفي هذا السياق لا أتحدث من باب التشهير أو الخلاف السياسي بل من باب الحرص وتكريم أبناء شعبنا بقطاع غزة على وجه التحديد الذين قدموا أرواحهم في مختلف المحطات النضالية لشعبنا عبر مسيرة الكفاح حيث كان لهم الدور الطليعي في مسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة وقبل ذلك لكل تلك الأسباب وتداعيات والمصالح الوطنية لشعبنا الفلسطيني ندعو حماس إلى ضرورة إنهاء قبضتهم عن المواطنين الفلسطينيين والعمل على إنهاء حالة هذا النهج والسلوك المشين من خلال، القبول بحكومة وحدة وطنية كخطوة أولى اتجاه إنهاء الانقسام الذي تحول إلى انفصال جغرافي ووطني يسبب الضعف والاضرار للقضية الفلسطينية حيث قدم شعبنا الفلسطيني العظيم الغالي والنفيس خلال مسيرة الثورة الفلسطينية نحو طريق الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري.
لذلك على قيادات وكوادر حركة حماس والذين سبق وقدموا إعداد كبيرة من الشهداء والجرحى والمصابين والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي التراجع عن الاستفراد في السلطة والسيطرة على قطاع غزة وهذا يتطلب التفكير الإستراتيجي بما يخدم القضية الفلسطينية وخاصة ونحن نمر بمنعطف خطير يستهدف تصفية القضية الفلسطينية وفي مقدمة ذلك منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، لذلك فإن التواصل إلى اتفاق وتوافق ببن فتح وحماس على تشكيل حكومة وحدة وطنية يشكل ردا على مختلف التحديات ألتي تواجه القضية الفلسطينية ويدفعنا إلى خطوات أخرى تتعلق في الشراكة الوطنية داخل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها التنفيذية وتشريعية بما يسهم بدرجة الأولى نحو التحرير وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري في ضل حكومات إسرائيلية تتجدد وتتصاعد في التطرف والإرهاب لمصادرة حقوقنا الوطنية الفلسطينية
لكل تلك التداعيات والأسباب ندعو حماس إلى المبادرة في إعلان بخطوة عملية تنهي هذه الحقبة السوداء من المعاناه من الانقسام .
قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم …)