التعليم والتعلم لمواجهة المستقبل ، بقلم : فواز عقل
التدريس هو الذي اختارني ولم اختاره ولكنني عشقت التدريس وأصبح التدريس بالنسبة لي هو العشق الآخر لأنه يخلق الأمل وأرى نفسي وانا امارس التدريس بأنني عداء في سباق طويل لن أبلغ نهايته أبدا وأنا لا أريد أن أشعر انني أمتلك كل الاجابات وأنا ما زلت على طريق التعلم محاولا بلوغ الأفضل في مجال مليء بالتحديات. احاول ان أكون دائم الحركة وأن أمارس المرونة والحوار وأن أقدم العون وحسن الاستماع وأعمل على خلق الإبداع والمتعة والمرح الصفي.
وأنا أحب مراقبة النمو المعرفي للطلاب وجني الثمار كما يراقب المزارع نمو شجرة الزيتون وبعد مدة يجني ثمارها وأنا أردد دائما:
ما قاله الشاعر أبو فراس الحمداني:
لقد زدت بالأيام والناس خبرة وجربت حتى هذبتني التجارب
استطعت خلال سنوات التدريس الجامعي بناء فلسفة تعليمية وتعلمية وتتمثل في تبني كثير من الأفكار والممارات والمقولات التربوية والتي مارستها ولا زلت امارسها في كل لقاء تعليمي وكنت في السابق احاضر أو أكتب أو أقرأ لأعلم ، لكني الآن اصبحت اكتب وأحاضر لاجعل المستمع والقارئ يفكر فيما يسمع وأقول لو لم أكن معلماً لوددت أن أكون، وأنا أرى أن:
التعليم هو فتح نوافذ جديدة امام المتعلم / تكوين رؤية لدى المتعلم / نقل الطلاب إلى العصر الذي يعيشون فيه لأن من يرى العالم وهو في الخمسين من عمره مثلما كان يراه في العشرين من عمره فقد أضاع 20 سنة من عمره ، وويل للمجتمع.
كما قال سيدنا علي:
علموا أولادكم لزمان غير زمانكم وكما قال الامام محمد عبده أن مستقبل أي أمة يقوم باستعدادها لكل زمان بما يناسبه.
من لم يتعلم شيئا جديدا كل يوم يزداد جهلا يوما بعد يوم / من لا ينمو يذبل / التعليم شيء لا يمكن الانتهاء منه.
التعليم يعني نشر ثقافة التساؤل وثقافة العطاء والحوار ومحاربة ثقافة الصمت الصفي. وكما قال الشافعي:
الذي كان يوصي طلابه بقوله:
إذا عرضت عليكم أمرا لا تقبله عقولكم فارفضوه.
التعليم يعني تزويد الطالب مهارات العصر الأكاديمية والحياتية والتكنولوجية واللغوية والتواصلية.
التعليم الرديء أسوأ من الأمية.
وكما قال فولتير:
يجب ان لا نتكلم أو نكتب إلا في التعليم.
لا تعلم بدون احتكاك وحوار ومناقشة لأن تسع أعشار التعلم هو نتيجة للمشارطة والتفاعل الصفي.
الغاية من التعليم هي خلق أجواء صفية ممتعة آمنة جذابة شيقة محفزة تساعد المتعلم على توليد أفكار جديدة.
التعليم بالرفق واللين والمحبة والكلمة الطيبة مفتاح القلوب
مهنة التعليم هي أم المهن.
التعليم هو تحرير عقول الطلاب من الخرافات والتقاليد التي تخدر العقل
والتعليم يجب ان يوقظ العقل.
وكما قال سقراط:
التربية التي جعلت الإغريقي إغريقيا وليس المولد.
تعليم الإبداع لا يقل اهمية عن تعلم المهارات الأساسية: الكتابة والقراءة والحساب.
القيم لا تعلم بل تكتسب وكما قال الشاعر
دماثة الخلق نبع طاب مورده وليس علماً مع الايام تكتسب
مظفر النواب يقول:
إذا لم يكن فوق المراكب عالم بالبحار تنز
لا تنام بنفس العقل الذي استيقظت به
إذا علمت نفس الموضوع مرتين بنفس الطريقة فانت ميت
ويقول الغزالي:
إذا علم المعلم جميع طلابه بنفس الطريقة لأمات قلوبهم
من أراد ان يعلم الطلاب الحرية يجب ان يكون
هارون الرشيد يقول: من شاور كثر صوابه
ويليام بتلر يقول: التعليم ليس ملء الوعاء ولكن ايقاد شعلة.
اختلاف الألوان تعطي جمال للوحة الفنية
المعلم الجامعي هو مولد للأفكار
دور المدرسة أكبر من ان يحكم على الطالب من خلال ورقة وقلم.
أساليب التدريس يجب ان تكون اكثر تحفيزا ومرونة وتنوعا وكما قال جون ديوي اذا علمنا طلاب اليوم بأساليب الامس فقد سرقنا مستقبلهم.
الشهادة هي بداية التعلم وليست نهاية المطاف
مالك بن انس يقول نص العلم لاادري
القراءة من اجل التعلم والتأثر والتوظيف فيما قرأت
المتعلم في هذا العصر بحاجة إلى من يرشده إلى الطريق ويتركه لوحده لا يمسك بيده.
عبد الله بن مسعود يقول:
كونوا للعلم رعاة ولا تكونوا له رواة.
دور المعلم اكتشاف مواهب الطلاب وتنميتها وتوجيهها وتطويرها.
يمكن الرضا عن كل شيء إلا المعرفة لأن المعرفة والمهارة هي عملة المستقبل
أن تكون متعلما لا يعني أن تخزن الكثير من المعلومات في ذاكرتك بل تكون قادرا أن تعرف الفرق بين المعلومات التي تستحق ان تخزن إلى الأبد والمعلومات التي يجب ان تمحى على الفور.
غرفة الصف يجب ان تكون كالبيت
إذا أردت ان تعرف نوع المعلم انظر إلى وجوه الطلاب
وأقول للمعلمين:
اعظم شيء في التعليم هو أنك تدخل غرفة الصف كل مرة كإنسان جديد
اللين والرفق بالمتعلم.
الأنظمة التعليمية العربية رغم التحولات التربوية لم تشجع ولم تصمم لتشجع البحث وروح المواطنة والمشاركة والديمقراطية والتعاون وقبول الآخر والإبداع والابتكار والتي كلها تأتي نتيجة التعددية والمرونة والتنوع وتشدد على اكساب الطالب مادة معرفية محددة مع زملاء متفق عليها مسبقا من جانب واحد أحادي التفكير بعيدا عن التوظيف والنقد والتحليل والتفسير والتقويم.