شفا -أكد الامين العام لـ’حزب الله’حسن نصرالله ان ‘الامور في سوريا تزداد تعقيدا ومن يظن ان المعارضة قادرة على السيطرة فهو مخطئ فالصراع ليس بين النظام والشعب، وهذا توصيف غير صحيح لان في سوريا الانقسام الشعبي اصبح حقيقي. فهناك نظام وشعب معه وفريق يستعين بقوى اقليمية ودولية ادت الى مواجهة مسلحة’.
وسأل نصرالله ‘هل اهل قطنا سوريين او جلب؟ هل اهل جرمانا سوريين او جلب؟ والكثير من المدن التي ترسل سيارات مفخخة اليها عند عودة التلاميذ الى والعمال الى منازلهم، هذا قمة اللؤم وانا اسألهم اين الموقف الاخلاقي من الشعب السوري الذي تقتله المعارضة ويقتل على الحائط امام الكاميرات؟ اين الموقف الاخلاقي ممن يلقى بهم من اعالي البنايات وممن يقتل على الهوية في سوريا؟’، مشيرا الى ان هناك نظام يدافع عن قناعته وهناك مجموعة مسلحة تخوض قتال قاسي ودامي والمعركة طويلة في سوريا.
ورأى أن ‘أي منصف يمكن ان ينظر الى خارطة سوريا ويقرأ المناطق التي تسيطر عليها النظام والمعارضة ويعرف من ذلك ان النظام اقوى بالحد الادنى’، معتبرا ان ‘لا رهانات لقوى 14اذار كانت صحيحة’، وتوجه اليهم بالقول: ‘منذ سنتين ترتكبون نفس الخطأ وانتم تركيب سياسي يعتمد على الخارج فلنجلس ونتلك لبنانيا وانصح هؤلاء ان لا يستمر في التقدير الخاطئ واعادة النظر في المقاطعة وليتفضلوا الى المجلس النيابي لنناقش قانون انتخابات’.
وأكد أن ‘المسار الطبيعي ان نجلس سويا وان ندرس قانون انتخابي جديد وبعد الانتخابات تشكل الحكومة وفق القوى التي تفرزها الانتخابات’.
واعتبر نصرالله انه ‘من المؤسف ان عدد كبير من القوى السياسة لا تولي هذا الموضوع اهتمامها ومن 2004 منذ صدور القرار المشؤوم 1559 عبر الخطب والبيانات الى اليوم، الموضوع بالنسبة لهم الاهم هو المقاومة وسلاحها وكل حديثهم عن هذا السلاح’. وقال: ‘حتى دماء رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري استغلت لاستهداف المقاومة’.
وشدد نصرالله على أن حزب الله هو جزء متواضع من الحكومة والحكومة ليست حكومة حزب الله، وما يؤكد على ذلك هو دعم المجتمع الدولي لهذه الحكومة.
وقال: ‘في السنوات الماضية سقطت كل الالاعيب لاسقاط المقاومة والحروب العسكرية فشلت والجميع يعرف ان المقاومة التي هزمت اسرائيل هي متجذرة وحاضرة في وجدان اهلها وهي اقوى من ان تنال منها كل المؤامرات ولذلك بقي الكلام فقط’.
وتحدّث نصرالله عن سلسلة الرتب والرواتب، معتبراً أن ‘الوضع الحالي غير مناسب ووضع الشرائح التي يطالها هذه السلاسلة غير مناسب’، مشددا على أن ‘على الحكومة ان تعالجه وفق قدراتها وكعنوان عريض لا خلاف عليه’، مشيرا الى ان ‘الخلاف هو تطبيقي حول الضغوط ونحن نعتقد كجزء من الحكومة أن موارد للتمويل تحتاج الى الجرأة والتعاون من البعض’، مناشدًا ‘الحكومة ان تخرج من سلسلة الجلسات المتعلقة بسلسلة الرتب وان تعمل جلسة جدية ولو هناك خلافات في وجهات النظر ولو عبر التصويت فالحكومة سترسل المشروع الى مجلس النواب وكل الكتل موجودة هناك وكل المواقف تتضح هناك وكل المزايدات تفضح في المجلس. بالنهاية هذا المستوى من القرارات يحتاج الى مشاركة الجميع الغير موجودة في الحكومة لاسباب سياسية’، وقال: ‘آن الاون للحكومة ان ترسل هذا القانون الى مجلس النواب والانهاء من هذا الملف’.
و خلال حفل التخرج الجامعي السنوي الـ23، أكد نصرالله أن ‘الجامعة اللبنانية كما في السابق يجب ان تحظى بعناية استثنائية لانها جامعة الفقراء، عدد اللبنانيين الواقعين تحت خط الفقر يزداد وفي الافق ليس ما يؤكد انهم سيخف عددهم بل ستزداد وهذه مسؤولية الدولة’.
وتطرق نصرالله الى مسألة الاساتذة المتعاقدين في الجامعة، مشيرا الى ان ‘هناك استحقاق دائم ويدخل هذا الملف في التعقيدات اللبنانية ودائما كان هناك مشكلة فرض سقف عدد وعلى الادارة تحت هذا السقف ان ترشح اساتذة متعاقدين ليتم تفريغهم وهنا يختلط الحابل بالنابل فالبعض يراها حاجة ضرورية وجزء يدخل فيه القوى السياسية والفعاليات ما يحشر الادارة تحت السقف’.
ودعا نصرالله الحكومة اللبنانية التي تناقش هذا الموضوع الى مقاربة مختلفة، مشيرا الى انه ‘على الحكومة ان لا تضع سقفًا عدديًا لعدد الاساتذة’، معتبرا ان بذلك ‘مهما كانت الصيغة التي تعتمدها الادارة سيتم انصاف كثيرين ويلحق الحيف بآخرين’.
وأشار الى أن ‘المقاربة هي ان 80 استاذ يخرج الى التعاقد تقريبا سنويا والجامعة تتوسع فهذه الجامعة تحتاج الى اساتذة ويجب ان نعرف احتياج الجامعة من الاساتذة دون وضع سقف ويتم تثبيت المتعاقدين والاولية للقدامى وكل الزعامات السياسية ستتدخل’.
وذكر نصرالله بتثبيت 4000 عنصر في عهد الحكومة السابقة في وزارة الداخلية و1000 عنصر في عهد الحكومة الحالية بسبب التوازن الطائفي، وقال: ‘الانفاق في الامن نعالج النتائج اما الانفاق في التربية يعالج الاسباب والعاقل يعالج الاسباب’.
وأشار نصرالله الى ان ‘حجم المعاناة في لبنان اصبح كبير جدا والكثير يواجهون ازمات حقيقية على هذا الصعيد وخاصة مع بدء العام الدراسي وندخل موسم الشتاء يكبر الهم، وانعكاس هذه الازمة واضحة لان الحاجة اوصلت الى الجرائم والسرقة والامراض النفسية والازمات النفسية للبعض كل هذا بسبب الازمة المعيشية والناس لا تداري ظروف بعضها امام هذه الازمة’.
وقال: لاشك ان هناك قوى وجمعيات تحاول مد يد العون لكن هذا لا يحب مشكلة فالازمة بهذا المستوى يجب على ادولة ان تحلها بكل مؤسساتها وليس فقط الحكومة، فليس شرط الحل هو زيادة المعاشاة بل هناك تخفيف النفقات على الناس وهنا نحتاج الى برنامج حقيقي.
وأشار الى ان كل مدة الجهات كلها تحذر من الانهيار الاقتصادي والمرجعات الدينية خصوصا مطلعة لان الناس تطرق ابوابها وهذه الازمة لا تحلها الحكومة لان هناك فرق سياسية غير ممثلة يجب تشكيل مجموعة عمل وطني لتقول ان اللبناني بمعزل عن المعارضة والموالاة كيف يمكن ان نواجه هذه الازمة.
وفي موضوع غزة، اشار الى ذهاب وفد من 14 اذار الى غزة ليهنئ وقال: ‘فرحت كثيرا وهذا شيء جيد وانا اشجع ان يذهب هذا الفريق الى غزة ولا نريدهم ان يؤيدوا سلاح المقاومة في لبنان فالمقاومة في لبنان يصلنا حقنا عندما يهنئون المقاومة في غزة. والاجمل ان بعض الشخصيات قالت لن نتخلى عن شبر واحد من فلسكين وهذا ممتاز ونرسلكم على حسابنا اذا سيتحول موقفكم الى الدفاع عن مقاومة غزة’.
واعتبر ان ‘المسار الانحداري بدأ عام 2000 عندما تم هزم اسرائيل بعد ان خرجت ذليلة مهزومة دون قيد او شرط وهذا كان المسمار في نعش اسرائيل والمسامير الباقية آتية’.
وقال: لكل من تحدث في حرب غزة وبعدها وافترضوا التباس في العلاقة بين حماس وحزب الله وايران والتحاليل كثرت في الاونة الاخيرة ان حماس اتت الى الحضن العربي وخرجت من الحضن الفارسي، وبالتجربة نعرف ان ما يكن اماني وليس واقع’.
وأكد أن ‘هذه العلاقة انها طبيعية ولم يختل اي شيء وعن ايران فهذه الدولة تقوم بواجبها العقائدي وعلى قادة الفصائل المقاومة ان تقول ان ايران تدخلت بأي شأن فلسطيني اذا وجد، وطوال 30 سنة ايران تقدم الدعم دون قيد او شرط ولم تتوقع كلمة شكرا فايران تقوم بواجبها في غزة’.
وقال نصرالله عن لسان الايرانيين ومرشد الثورة الايرانية: اذا الدول العربية تعطي غزة مال وسلاح وصواريخ وتدربهم وتنقل تجارب عسكرية فنحن نحيي هذا الدول ونسير خلفها ويوفر ذلك على ايران المال والسلاح ونأخذ نحن ما كانت تعطيه لفلسطين كل ما تريده ايران ان تسعيد الفلسطيني ارضه وهي لا تريد شيئا فمن يريد ان يجمل راية المقاومة مصر؟ ونحن نقول له نحن معك وخلفك من اجل فلسطين وهذا موضوع لا تحفظ فيه.
واعتبر ان ‘رفض الحوار يعني الاستمرار في العركة المسلحة ونزف الدم فلماذا ترفضون الحل السياسي؟’، مشيرا الى ان ‘هناك دول لديها اموال كبيرة واذا استمر القتال في سوريا فلديها الكثير من المال والقوى الاقليمية تستفيد من هذا الصراع’.
وقال: ‘بيننا وبين القاعدة لا يوجد خلاف ولكنني اوجه نداء واقول بعض الحكومات في العالم الاسلامي والغربية نصبت كمينا لكم في سوريا وفتحت لكم ساحة تأتوت اليها حتى يقتل بعضكم بعضا في سوريا وانتم وقعتم في هذا الكمين. ولو فرضنا ان هذه الجماعات استطاعت ان تحقق انجازا فهي اول من سيدفع الثمن في سوريا كما دفعته في دول اخرى’.