شفا – كشف د.موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عن أدق الأسرار التي تزامنت والحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، مؤكدا أن الدور المصري تغير تماما، متمنيا أن يحتل مقعد الريادة في حل الأزمة السورية، مشيرا إلى أن الكرة الآن في ملعب أبومازن إن أراد المصالحة.
وقال أبو مرزوق : ” نهدف إلى أن نجعل تكاليف بقاء الاحتلال أكبر من مكاسبه فيجبر على الرحيل، وفي غزة المقاومة موجودة وأصبحت هناك معادلات جديدة وتستخدم وسائل تستخدمها الجيوش وليست وسائل مدنية، وفرضت المقاومة المعادلة الجديدة على إسرائيل، فحين طلبوا وقف إطلاق النار وبدأوا يفاوضون حماس وهي المرة الأولى، حيث كان دور الوسيط المصري نقل الرسائل وتسهيل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين كما قامت أمريكا بالضغط على إسرائيل للوصول لوقف إطلاق النار، فحماس لم تعد حركة مجهولة بالنسبة للسياسة الأمريكية وإسرائيل، بل اعترفوا بها”.
وحول وضع حماس الآن في الذكرى الـ 25 لانطلاقتها، قال أبو مرزوق “اليوم حماس هي الفصيل الأول في المعادلة السياسية وبرنامجها الآن هو الذي اقتنعت به كل الفصائل بعد انسداد التسوية السياسية، فقد خسرنا كثيرا بسبب اتفاقيات أوسلو، بينما لجأ “أبو مازن” إلى الأمم المتحدة للحصول على وضع الدولة المراقب، وهذا إنجاز سياسي جيد، ولكن لن يغير من الأمر الواقع شيئا، ونقول إننا في تقديرنا للمرحلة المقبلة لا خير فينا إلا أن نكون شعبا موحدا في الداخل وكل الشتات، ولا نستطيع إطلاقا أن نستغنى عن الوحدة، وهذه المهمة الكبيرة بلا شك، نحن فاوضنا كثيرا، والحرب الأخيرة ضيقت المسافة بين الفرقاء، والذهاب للأمم المتحدة ضيق المسافة أكثر، ومن الصعب أن نأخذ مساحة من الزمن فى الانقسام أكثر مما أخذناه.
وحول قدرات حماس العسكرية والأسلحة التي لديها قال أبو مرزوق “من الصعب الحديث عن إمكانيات المقاومة، والحرب الأخيرة تجعلنا ندرك مدى تقدم حماس عسكريا، بشكل لا يقل أهمية ولا قدرة ولا إمكانيات عن الجانب الآخر، لكن بدون تفصيلات”.
وبالنسبة للدور المصري في وقف العدوان قال أبو مرزوق في حوار لمجلة “الأهرام العربي” التي ستصدر يوم السبت، وكما نشر على موقع على الفيسبوك، “مصر وقفتها الأخيرة هي الوقفة الطبيعة بعدما غابت لـ 30 – 40 سنة ماضية، ومصر عادت لريادتها الطبيعية، وأستغرب عندما تكون هناك أزمة في سوريا ألا تمسك مصر بخيوطها، ولكن يجب أن تقود مصر باتجاه رؤية واضحة ملتحمة بشعوب المنطقة وتحافظ على الوضع الإستراتيجي بالمنطقة، الظروف تغيرت، والتغير الأساسي هو الرئيس مرسي الذي كان السبب الرئيسي في ذلك”.
وحول الخلافات السياسية في مصر قال ” نريد لمصر كل الخير، ونريد هذا التدافع السياسي أن يظل سياسيا، وألا يتحول لعنف، ونريد ألا يكون هناك تدخل خارجي، وبلا شك مصر كعمود الخيمة في الربيع العربي، إذا انكسر ستقع كل الخيمة، وسينهار الربيع العربي، وأرى أن هناك حرصا عاما عند كل العرب ألا ينكسر عمود الخيمة، ونسنده جميعا”.
وقال ابو مرزوق بعيدا عن المقابلة، على موقعه على فيسبوك، ان المصالحة ستكون قريبة اذا طبق ما تم التوقيع عليه وينبغي على الجميع ان يأتي للمصالحة برغبة حقيقة وبدون شروط.
وان معبر رفح هو أكثر موضوع تم الحديث عليه في كل ملفات الحوار واقترحوا علينا تارة ان يشرف عليه حرس الرئاسة (في السلطة الفلسطينية) او الاوروبيون لضبط التهريب والممنوعين وتارة إشترطوا المصالحة، وان معبر رفح “لن ينقل جغرافيا” من مكانه الحالي، وسيبقى المعبر اطارا للعاملين فيه حاليا ولن يحدث به كثير من التغييرات عن الوضع الموجود ومن يريد مشاركتنا فليأت بدون شروط.
واشار ابو مرزوق ان كل احرار العالم الذين يدخلون غزة يشعرون بمعنى الحرية الحقيقي، ومعركة حجارة السجيل (الحرب في تشرين الثاني/نوفمبر) شكلت نصرا مؤزرا للفلسطينيين والمسلمين.
وحول ما يتردد من عقد لقاء لقادة الفصائل بحضور الرئيس محمود عباس في القاهرة، قال ان مثل هذا اللقاء يعتمد على رغبة ابو مازن (الرئيس عباس) اولا بالدعوة للاطار القيادي للمنظمة للاجتماع والبدء بخطوات جدية نحو اعادة بناء المنظمة وانتخاب المجلس الوطني.