شفا – حذر مسئول رفيع في قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الإسرائيلي من ان ما يحدث في الضفة الغربية يشير بوضوح إلى سوء الأوضاع الأمنية, وأن الهدوء السائد في الضفة خادع ومضلل.
وقال “شلومو فاكنين” ضابط أمن المستوطنات في الضفة الغربية “نحن بالطبع نلمس ازدياد التوتر على أرض الواقع من ازدياد حجم المظاهرات والمواجهات وعدد الزجاجات الحارقة الذي تضاعف على خلفية العملية الأخيرة في غزة، فضلاً عن التظاهرات الضخمة التي وصلت إلى الطرق الرئيسية بل إلى مداخل المستوطنات، والشعور السائد هو أن هناك أعمال منظمة في هذا الاتجاه”.
وأضاف فاكنين “إن كل ما يحدث هنا حول حماس ودون أدنى شك يعطي دفعة إلى المواطن العادي والذي في نهاية المطاف يجب أن يقرر بين هذا وذاك، وينظر إلى الانجازات التي حققتها حماس وعليه وبكل بساطة يتعاطف معها بشكل أكبر”.
وأشار فاكنين إلى أن الجيش الإسرائيلي اضطر إخفاء بعض الأحداث التي وقعت في الضفة الغربية خلال عملية عمود السحاب، من أجل منع مزيد من التدهور, حيث تم إصابة حوالي 30 من قوات الاحتلال والمستوطنين جراء إلقاء الحجارة، بمعنى أن الهدوء الذي كان سائداً في الماضي لم يعد قائماً.
وعقبت مراسلة الإذاعة الإسرائيلية العامة للشئون الفلسطينية “أوفرايت بايس” على تصريحات المسئول الإسرائيلي قائلة “إن هناك ظاهرة تلوح في الأفق منذ ثلاثة أشهر تدلل على نوايا خطيرة، حيث وصلت المواجهات إلى ذروتها خلال عملية عمود السحاب”.
وأضافت بايس “في الواقع نحن نتحدث عن نوعين من الأعمال العدائية”:
الأول: هو غضب شعبي يتمثل في قذف الحجارة على الطرق الرئيسية بالإضافة إلى الزجاجات الحارقة وإشعال إطارات السيارات، وكذلك أعمال العنف التي تحدث في أماكن عدة في الضفة الغربية يشارك خلال أعداد كبيرة من المتظاهرين، ومعظمها أعمال عنيفة يتخللها إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على قوات الأمن الإسرائيلية كما رأينا في الآونة الأخيرة في منطقتي “كدوم والخليل”.
الثاني: هو عمليات المساس بشكل مخطط ومنهجي حيث وصلت الإنذارات في المنطقة من عمليات إطلاق نار وعبوات ناسفة إلى مستوى كبير، وهناك تهديدات جدية وهامة حول العبوات الناسفة, في المقابل يقوم الجيش الإسرائيلي بالرد على هذه التهديدات بعمليات اعتقال طالت مئات الفلسطينيين, وهي ظاهرة لم نتعود على رؤيتها خلال العامين الماضيين, على حد تعبير مراسلة الإذاعة.
وبحسب بايس فإن هناك عدة عوامل تغذي موجة العنف الأخيرة, أهمها ما ذكرته مصادر عسكرية إسرائيلية أن هناك جهوداً تبذل من الخارج بما في ذلك قطاع غزة، لإخراج عمليات ضد قوات الجيش الإسرائيلي إلى حيز التنفيذ من الضفة الغربية، إلى جانب الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية الذي يزداد صعوبة، وكثيرٌ من الأحيان لا يوجد لدى السلطة أموالٌ من أجل تغطية مرتبات الأجهزة الأمنية والتي لا تقوم بواجبها كما يجب في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى غياب تسوية سياسية وذهاب أبو مازن إلى الأمم المتحدة، وتعزيز قوة حماس في الضفة الغربية والذي كان من أهم أسبابه صفقة شاليط.
وأضافت بايس “حركة حماس تتمتع الآن بشرعية كبيرة أكثر من أي وقت مضى، ويمكن تلمس ذلك من خلال المهرجانات والاحتفالات التي تقوم بها حماس في ذكرى انطلاقتها الخامسة والعشرين في العديد من مدن الضفة الغربية وعلى رأسها الخليل ونابلس، وهي مشاهد لم نراها في الماضي في ربوع الضفة الغربية، وهذه بالطبع أمور تلقي بظلالها في الشارع وتشجع على القيام بعمليات سواءً ضد المستوطنين أو ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي, وعليه نستطيع القول بأن عملية عمود السحاب ساهمت في تصعيد الأمور”.