زيارة تاريخية في ظروف استثنائية ، بقلم : عبير البرغوثي
فيما تعتبر حلقة من تعزيز تماسك ووحدة الارض والسلطة على كافة الأراضي الفلسطينية، تأتي زيارة سيادة الرئيس محمود عباس إلى مخيم جنين، ليس فقط لدعم الشعب الفلسطيني وتعزيز الوحدة بين مكونات الجسد الفلسطيني، وانما حلقة مهمة لإبقاء المشروع الفلسطيني متماسكًا في هذه المرحلة الخطرة التي تتعرض فيها القضية والأرض والانسان الفلسطيني لأعتى هجمة في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية.
تأتي زيارة سيادة الرئيس محمود عباس، إلى مخيم جنين بعد سلسلة من المواجهات ومحاولات التصفية التي تعرض لها المخيم ومدينة جنين خلال الفترة الماضية، خطوة مهمة في توقيتها وتعكس التزام الرئيس بدعم الشعب والتواصل مع الجماهير، وتعزيز الوحدة الفلسطينية في ظل التحديات والصعوبات التي يواجهها شعبنا في مسيرته نحو الحرية والاستقلال.
وتزداد أهمية الزيارة لتخصيصها وتركيزها على مخيم جنين خاصةً وأنه يعتبر واحدًا من أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة، حيث شهد على مر السنوات العديد من الأحداث المهمة والمأساوية، لتكون زيارة الرئيس عباس إلى هذا المخيم رمزًا للتضامن والتلاحم بين القيادة الفلسطينية والشعب شاء من شاء وأبى من أبى.
إن وجود السيد الرئيس ولقاءاته مع الفعاليات والقيادات وجموع المواطنين من سكان المخيم وقادة المجتمع المحلي، تشكل تعبيرًا عمليًا عن دعمه الكامل للمخيم وأهله، والوقوف إلى جانبهم في ظل الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهونها يوميًا.
زيارة تنطوي على تقدير السلطة لأهمية النسيج الاجتماعي الذي يشكل أساس صمود اللاجئين في مواجهة التحديات والمحافظة على هويتهم الوطنية وروح الصمود التي تميزهم على مدى سنوات التهجير.
هذه الزيارة تشكل رسالة لكافة القوى الفلسطينية لتعزيز الوحدة الفلسطينية وعدم الوقوع في فخ الخلافات الداخلية والعمل المشترك لمواجهة التحديات الراهنة وتحقيق المصالحة الوطنية على أسس متينة ترتقي لمواجهة التحديات والتهديدات المتصاعدة وتمكين المشروع الفلسطيني من تحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
لقد شكلت هذه الزيارة خطوة مهمة لاضطلاع السيد الرئيس على هموم السكان واحتياجاتهم، وكذلك مدى حاجة المخيم لمشاريع إنمائية تساهم في تغيير الواقع الصعب للسكان وتفتح بوابة الأمل لآلاف السكان الذين يعانون من ظروف اقتصادية في غاية الصعوبة، لا سيما تحسين ظروف الحياة في المخيم وتوفير فرص اقتصادية وتعليمية وصحية تخلق بيئة تنموية مستدامة.
يبقى أن نقول إن زيارة سيادة الرئيس محمود عباس إلى مخيم جنين تعتبر حدثًا مهمًا يعكس التضامن والتواصل بين القيادة الفلسطينية والشعب، انها زيارة تعزيز الثقة والأمل بين الفلسطينيين، وتعزيز الجهود المبذولة نحو تحقيق الحرية والاستقلال وإقامة دولة فلسطينية عادلة ودائمة السلام.