عرف على نطاق واسع وعلى مدى عقود طويلة أن المرأة هي العنصر الأضعف في علاقتها مع الرجل، بل هي الخاسر الأوحد، في حال انهارت العلاقة – الزوجية – وأنها هي الوحيد التي تدفع الثمن من صحتها البدنية والنفسية، وكنا دوماً نسمع أن المرأة تتأثر بانهيار الحياة الزوجية على كافة الصعد من الناحية المالية إلى الاستقرار العاطفي والوجداني والنفسي. كان هذا التحليل دوماً يلقي الضوء على جانب من الحقيقية وهو تأثر المرأة لكنه يغفل عن الجانب الآخر ومدى تأثره وهو الرجل، فترسخ في الأذهان أن المرأة تخسر أولاً وأخيراً، وأن الرجال لا يضرهم شيء. اليوم بدأت تظهر مؤشرات بل وقصص تعطي دلالة أن التأثر أحياناً يكون وقعه أكبر وأكثر فداحة وضرر على الرجل. بل إن المرأة قد تقاوم وتحمي نفسها عند حدوث انهيار لحياتها الزوجية على سبيل المثال، أفضل من الرجل نفسه، فتعيد ترتيب أولوياتها وتنطلق من جديد.
الشواهد ماثلة لكن أفضل هذه الأدلة هي الجوانب العلمية، فقد أعلن قبل فترة من الزمن عن دراسة قام بها اثنين من أهم علماء العلوم الاجتماعية، وهما ربين سيمون وآن باريت، ونشرت في المجلة العلمية السلوك والصحة، تضمنت هذه الدراسة البحثية رصد السلوك العاطفي لدى 1611 من الرجال والنساء، وخلصت إلى أن الضغط العصبي الناتج عن العلاقة غير المستقرة يؤثر في الصحة العقلية للرجل أكثر من المرأة، وليس هذا وحسب إنما أظهرت النتائج أيضاً أن إنهاء العلاقة لها نفس النتائج على الرجل أكبر من المرأة. مثل هذه الدراسات العلمية والتي هي نتائج سنوات من العمل البحثي وشارك فيها المئات من الناس على مختلف الأعمار والأجناس والاهتمامات، تبين أن الإنسان له مشاعر وأحاسيس، له عواطف واحتياجات بغض النظر عن جنسه أو لونه بغض النظر عن كونه رجل أو امرأة، فالجميع يتأثرون تماماً كما يؤثرون في بعض تماماً كالعلاقة تحتاج لطرفين ونتائجها الإيجابية تنعكس على الطرفين، فدون شك أن نتائجها السلبية سيكون لها وقع أكبر وأثر أبلغ على الاثنين، وإن كنا اليوم نرى أن الطرف الأكثر خسارة في انهيار مثل هذه العلاقة هو الرجل. لذا على الرجال الانتباه والحرص على صحتهم النفسية والعقلية.
شاهد أيضاً
اللجنة الرياضية لمحافظة سلفيت تزور نادي سرطة الرياضي
شفا – بتوجيه من محافظ سلفيت اللواء د.عبدالله كميل، نفذت اللجنة الرياضية في محافظة سلفيت …