شفا – عبّرت الأرجنتين والبرازيل، وهما أكبر اقتصادين في أميركا الجنوبية، أمس الثلاثاء، عن رفضهما لموقف الاتحاد الأوروبي من المفاوضات مع تكتل “ميركوسور”، بشأن اتفاق تجاري معلّق تأخّر إبرامه طويلاً بسبب مخاوف بيئيّة أوروبيّة.
وقال الرئيس البرازيلي، لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، الذي يتولى الرئاسة الدورية لـ”ميركوسور” حتى نهاية العام الجاري، إنّ “الاقتراح الأوروبي الأخير غير مقبول، والشركاء الاستراتيجيين لا يتفاوضون على أساس عدم الثقة والتهديد بفرض عقوبات”.
وبيّن لولا خلال القمة: “نحن لسنا مهتمين بالاتفاقيات التي تفرض علينا أن نكون إلى الأبد مصدّرين للمواد الخام والمنتجات المعدنية والنفط، والحكومة البرازيلية تُعد اقتراحًا مضادًا لتقديمه إلى بروكسل حين تستضيف قمة الاتحاد الأوروبي، ومجموعة دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك) يومي 17 و18 تموز/ يوليو الجاري، ومن الضروري أن تقدم ميركوسور ردًا سريعًا وقويًا”.
وبدوره، أكّد الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز، أنّ “لا أحد يستطيع أن يفرض علينا بأن نكون مورّدين للمواد الخام التي يصنّعها الآخرون ثم يبيعونها لنا مجددًا بأسعار باهظة، والاتحاد الأوروبي يقدم لنا رؤية جزئية للتنمية المستدامة تركز بشكل مفرط على الجانب البيئي”.
وكانت دول “ميركوسور” التي تضم الأرجنتين والبرازيل والباراغواي والأوروغواي، قد توصلت عام 2019، إلى اتفاق مبدئي للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة بعد مفاوضات صعبة استمرت عقدين.
ومنذ ذلك الحين يقترح الاتحاد الأوروبي، أن تُرفق “رسالة جانبية” بالاتفاق تتضمن ضمانات بيئية إضافية، ما أثار استياء زعماء الدول الأميركية الجنوبية، الذين يشكون أنّ “الحمائية” تقف وراء هذه المماطلة.
وردّ زعماء “ميركوسور”، أمس الثلاثاء، خلال قمتهم التي استمرت يومين وعقدت في بويرتو إغوازو بالأرجنتين على الاقتراح.