“حكومة إسرائيل الشمشونية” ستهدم بيوت اليهود في العالم ، بقلم : موفق مطر
بات واضحا الآن أن بنيامين نتنياهو رئيس حكومة منظومة الاحتلال والاستيطان الإسرائيلية العنصرية الفاشية يعمل بكل قوة لبلوغ حلمه (المعجزة) الذي تحدث عنه، وهو الوصول بصلاحية الكيان الاصطناعي المسمى (إسرائيل) إلى مئة سنة! وكأنه يعلم إلى حد اليقين أن العمر الافتراضي (للدويلات) التي تنشئها الإمبراطوريات والدول الاستعمارية لا يبلغ القرن! ونعتقد أن القوة العسكرية والتكنولوجية والاقتصادية لمنظومة الاحتلال (إسرائيل) المتراكمة على أساسات الدعم الأميركي والأوروبي الاستعماري منذ إنشائها، تدفع المجتمع السياسي الصهيوني لإسقاط قناع الديمقراطية، وإظهار الوجه الحقيقي للصهيونية الدينية الإرهابية العنصرية، ومسح مساحيق التبرج التي أبهرت أنظار الكثير من دول العالم، قبل قرار الشعب الفلسطيني الدخول في مسار الكفاح الوطني التحرري بعد حوالي عشر سنوات على النكبة عندما بدأ شباب فلسطين وتحديدا الخلية الأولى لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح منذ عام 1958 على الاتفاق على مبادئ وأهداف وسبل ووسائل ثورة فلسطينية الوجه عربية القلب عالمية وإنسانية الأبعاد.. فكانت الانطلاقة فجر اليوم الأول من يناير عام 1965 بعد أقل ربع عام على تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية التي كان إطلاقها ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني بمثابة قاعدة الارتكاز لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية، وبداية دك أركان المشروع الصهيوني ومنع استقرار ركائزه على أرض وطن الشعب الفلسطيني (فلسطين) ونعتقد أن ثورة الشعب الفلسطيني، ونضال حركة التحرر الوطنية الفلسطينية في الميادين الوطنية والعربية والدولية، وفي محافل القانون الدولي، والشرعية الدولية، وكذلك التفاعل مع التظاهرات الثقافية العالمية لإثبات الوجه الحضاري للشعب الفلسطيني، والتفافه حول المنظمة الممثل الشرعي والوحيد له، جميعها أسباب أدت إلى تراجع وتيرة تهجير اليهود من أوطانهم الأصلية، وتوجيههم – تحت إغراءات مادية كثيرة – نحو وطننا فلسطين، وكذلك حجم التناقضات التي نشأت في المجتمع (الصهيوني) الخلافات والصراعات (المكبوتة) في أعماقه، والمسيطر عليها حتى لا تطفو على السطح، تحت تهديد “الخطر الوجودي” السائدة سابقا و”رمي اليهود في البحر” سابقا، وما زالت رواية “الخطر على وجود إسرائيل” أفضل لعبة خداع يمارسها (الساحر نتنياهو) لتمرير مشاريع الصهيونية الدينية أصلا المتبرجة بالسياسة – حسب تصنيفاتهم – فالصهيونية الاستيطانية الاحتلالية العنصرية ليست ذات صلة بالمعنى الحقيقي للسياسة، وهو “علم وفن إصلاح الأمور” بينما الصهيونية الدينية كانت بمثابة “القواعد النظرية والتطبيقات العملية في كيفية نسف مقومات الشرائع والمواثيق الأممية، والقوانين الدولية، وأساليب تدمير السلم الأهلي والسلام بالعنف والإرهاب، في فلسطين وفي الوطن العربي، وفي كل دولة أو مجتمع لا يتبنى دعايتها، واحتكارها الحديث باسم اليهود في العالم بخطاب مصطنع لا صلة له إطلاقا بالحقائق وحتى الحقيقة التاريخية على أرض فلسطين .
أحدث خطاب في سجل (الأشرار هؤلاء) صدر على لسان بتسليئيل سموتريتش عضو كنيست عن حزب ما يسمى “البيت اليهودي” ضمن ائتلاف الصهيونية الدينية، وزير المالية في حكومة نتنياهو الحالية، فقد طالب بتسخير قدرات حكومة الاحتلال لدعم المستوطنين، وتوفير المظلة السياسية لإرهابهم وجرائمهم بحق المواطنين الفلسطينيين، ومنع اعتقال المجرمين منهم الذين ارتكبوا جرائم إحراق بيوت ومركبات وقتل لمواطنين فلسطينيين، مطمئنا إلى انسجام سلطة القضاء الإسرائيلي مع ذاتها الصهيونية أصلا، وفعلا فقد أمرت المحكمة المركزية في القدس المحتلة، بمنع إخلاء بؤر استيطانية جديدة( 5 كرفانات جاهزة) أقيمت بعد العملية في مستوطنة عيلي فتراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي التي كانت في طريقها إلى الموقع لإخلائه. وبالمقابل صادق ما يسمى المجلس الأعلى للتخطيط على بناء 5,623 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الفلسطينية المحتلة، ليبلغ ما صادقت عليه حكومة المستوطنين خلال 6 أشهر 13 ألف وحدة استيطانية! أما محاولات ذر الرماد في العيون التي يظن وزير حرب جيش الاحتلال الإسرائيلي غالانت أنه قادر على النجاح فيها لخداع العالم، عندما أمر بإخلاء 7 بؤر أقيمت مباشرة إثر العملية المذكورة، فقد كذب نفسه، وأظهر صهيونيته الدينية أيضا عندما قال: “من الصعب على إسرائيل إيقاف هجمات المستوطنين على الفلسطينيين”!! ما يعني أن الكل الصهيوني السياسي والديني متفق على مبدأ الجريمة والإرهاب بحق الشعب الفلسطيني، لكن الخلافات بينهم على التوقيت والأساليب، وقدر الاستفزاز وردة الفعل لدى المجتمع الدولي، وبدون شك تبقى الرغبة السلطوية لديهم محركا للاستحواذ على مواقع القرار رقم واحد.. وبالتوازي نرى ونسمع ما يسمى وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، في أحدث تحد للعالم وللقانون الدولي وحتى للإدارة الأميركية ذاتها التي لم تتجاوز حتى اللحظة مسار الموقف الهلامي، عندما شجع هذا الأرعن ما يسمى (شبان التلال) على المضي بجرائمهم، وتقديم العون لهم وحمايتهم من الملاحقات، “وطالب بإنشاء بؤر استيطانية بالضفة الفلسطينية المحتلة جديدة كل يوم، مع عمليات عسكرية حتى لو كان نتيجتها القضاء على آلاف الفلسطينيين!
لن تخدعنا تصنيفات الصهيونية، ولن تخدعنا المواقف الهلامية، والكلامية للإدارة الأميركية، وحتى الحكومات الأوروبية الغربية، ولن نصدق كلمة مما يقولون ما لم يتقدموا بخطوات عملية حقيقية أولاها الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية حسب قرارات الشرعية الدولية، والاتفاق على إقرار عقوبات على منظومة الاحتلال الصهيونية الاستيطانية العنصرية، تمهيدا لفرض القانون الدولي على (إسرائيل) وإلزامها بالخضوع والعمل تحت سقفه، لأنها ستهدم بيوت اليهود في العالم، بسبب إرهابها وجرائمها المرتكبة بذريعة حمايتهم، فليس أمام العالم إلا الاتفاق وإقرار ما يلزم كما اتفق يوما وقرر إسقاط حكومة دولة جنوب أفريقيا العنصرية البائدة.