شفا – أكدت اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، أن إخضاع الشعب الفلسطيني وحسم الصراع بقوة الإرهاب ما هو إلا مجرد وهم لا يصلح مع شعب يتدافع أبناؤه على التضحية ولا يعرف المهادنة ولا السكوت على الحق.
وشددت مركزية “فتح” في بيان أصدرته عقب اجتماعها اليوم السبت في مدينة رام الله، على أن مساعي حكومة المتطرفين لشرعنة تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً لهو مس بالسيادة الفلسطينية على المسجد الأقصى ولعب بالنار.
وحذرت من أن أي مس بهذا المقدس الثابت لدى شعبنا الفلسطيني سيشعل فتيل إنفجار ستمتد عواقبه إلى ما هو أبعد من عقلية المتطرفين ليطال المنطقة والعالم.
وأكدت مركزية “فتح” أن التوغل الاستيطاني، والاستمرار في سرقة الأراضي والاعتداء على ممتلكات ومحاصيل المزارعين والتجمعات البدوية وشرعنة العودة للبؤر الاستيطانية، سيقابل بكل أشكال الدفاع عن أرضنا ومواجهة جرائم المستوطنين وتعزيز صمود وامكانيات المزارعين، وتصعيد المقاومة الشعبية.
وشددت على وقوفها الدائم مع نضال الاسرى في سجون الاحتلال بوجه الجرائم التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقهم، واستمرار الجهود لإطلاق سراحهم.
وفيما يلي نص البيان الصادر عن إجتماع اللجنة المركزية لحركة “فتح”
جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم..أيها الثابتون على الحق، والراسخون في الأرض تصنعون النضال وتسطرون المعجزات..
يواصل الاحتلال عدوانه بحق شعبنا ومناضلينا ومقدساتنا وأسرانا مستخدماً كل أدوات القمع والقتل والهدم والاستيلاء والتهويد التي تشرعنها حكومة اليمين الفاشي عبر عديد القرارات والقوانين العدوانية الرامية لحسم الصراع وإخضاع الشعب الفلسطيني وقتل روح النضال فيه، فيقابلها شعبنا العظيم بالمزيد من الصمود والعنفوان والإصرار على مواصلة النضال والاستعداد لبذل التضحيات والدماء على طريق الحرية ودحر الاحتلال.
شعبنا الصامد الأبي الوفي.. تثبتون من جديد أن صخرة صمود الشعب الفلسطيني وروح الثورة فيه، هي الصخرة المنيعة التي ستسقط أمامها كل محاولات البطش والعدوان، وأن صوت الحق ونقاء الفعل الفلسطيني أعلى وأقوى من كل مؤامرات تصفية قضيتنا، ومن صمت وعجز منظومة الأمن الدولية التي لا تقوى على محاسبة المجرمين وحماية الشعب الفلسطيني. وأن ارتفاع وتيرة العدوان ترفع من منسوب الصمود والنضال والإصرار على المواجهة التي يجعلها المحتل مفتوحة بكل ما أوتي شعبنا الفلسطيني من أدوات التحدي حتى النصر والحرية والتحرير.
جماهير شعبنا اليقظ بحجم التحديات.. كلكم يعايش هذا الانفلات في سلوك حكومة الإجرام وعلى كل الأصعدة، وتجاوز لجوهر وثوابت القضية من تهويد لعاصمتنا المقدسة إلى إتساع رقعة الاستيلاء والاستيطان، وجرائم الإعدام، وهدم البيوت، واستهداف الأسرى وتعاظم عمليات القمع بحقهم وشرعنة قتلهم بالاهمال الطبي وعدم تقديم العلاج لهم، وتزايد اعداد المعتقلين الإداريين دون محاكمة، تضعنا مجتمعين أمام مسؤولية الإلتفاف حول مشروعنا النضالي التحرري، وتمتين جبهتنا الوطنية الداخلية لمواجهة كل هذه الجرائم والتحديات.
وأمام كل ذلك تقف اللجنة المركزية لحركة فتح وبكل حرص ومسؤولية والى جانب قوى شعبنا الحية لتقول:
أولاً: لقد أوصل شعبنا الفلسطيني والمناضلين في الميدان رسالته مع كل جريمة وعدوان ولا يزال، أن إخضاع الشعب الفلسطيني وحسم الصراع بقوة الإرهاب ما هو إلا مجرد وهم لا يصلح مع شعب يتدافع أبناؤه على التضحية ولا يعرف المهادنة ولا السكوت على الحق، وأن إرادة وإمكانية وأدوات الشعب الفلسطيني متاحة بالقدر الذي يبدد كل تلك الأوهام.
ثانياً: إن مساعي حكومة المتطرفين لشرعنة تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً لهو مس بالسيادة الفلسطينية على المسجد الأقصى ولعب بالنار التي سيشعلها مثل هذا السلوك الذي لا يقبل الفلسطيني مجرد الخوض فيه، وأن أي مس بهذا المقدس الثابت لدى شعبنا الفلسطيني سيشعل فتيل إنفجار ستمتد عواقبه إلى ما هو أبعد من عقلية المتطرفين ليطال المنطقة والعالم والتجربة مع إنتفاضة الأقصى ومعركة البوابات والشيخ جراح لا تغادر الأذهان.
ثالثا: إن هذا التوغل الاستيطاني، والاستمرار في سرقة الأراضي والاعتداء على ممتلكات ومحاصيل المزارعين والتجمعات البدوية وشرعنة العودة للبؤر الاستيطانية التي أفرغت، سيقابل بكل أشكال الدفاع عن أرضنا ومواجهة جرائم المستوطنين وتعزيز صمود وامكانيات المزارعين، وتصعيد المقاومة الشعبية على كل نقاط الاستهداف.
رابعاً: إن الوطن فلسطين وحدة نضالية واحدة، وكل محاولات الاستفراد بمدينة بعد أخرى وقرار تصعيد العدوان على مدن ومخيمات شمال فلسطين، لن يكون بمقدوره ثني الشعب الفلسطيني عن مواجهة العدوان في كل جغرافيا الوطن الواحد، وإن الدم المسفوك في مخيم جنين او بلاطة أو حي الياسمين.. سيشعل بركان الغضب في قلب وضمير كل فلسطيني.
خامساً: تؤكد اللجنة المركزية لحركة فتح على وقوفها الدائم مع نضال الاسرى في سجون الاحتلال بوجه الجرائم التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقهم، وتؤكد على استمرار الجهود لإطلاق سراحهم ومواجهة وفضح جرائم الاهمال الطبي التي يتعرض لها الاسرى كافة، وفي مقدمتهم الاسيرين المناضلين وليد دقة وعاصف الرفاعي، ومواكبة ما سيتخمض من حوارات مع الحركة الأسيرة وإدارة سجون الإحتلال بشأن جريمة الاعتقال الاداري، وسنظل على جهوزية لاسناد أي خطوات نضالية تقررها الحركة الأسيرة.
سادساً: في ظل صمت وتقاعس المجتمع الدولي عن لجم جرائم الاحتلال وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية فيما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني وإنهاء الإحتلال، نتطلع إلى موقف مساند حقيقي من عمقنا العربي بوقف ورفض التطبيع والضغط الجماعي لوقف مسلسل الجرائم بحق شعبنا وإعادة الاعتبار والحضور لقضيتنا الفلسطينية باعتبارها مفتاح الحل للأمن والسلم العالميين وبما ينسجم مع مواقف وقرارات القمم العربية تجاه فلسطين.
سابعا: ترحب اللجنة المركزية لحركة فتح بالجهود المتواصلة التي قامت بها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والتي أدت إلى اتفاق انهاء اضراب العاملين في الأونروا على كافة الصعد الصحية والتعليمية، وتؤكد على متابعة اللجنة التنفيذية للجهود مع الامم المتحدة والدول المانحة لحل الازمة المالية الدائمة للأونروا، بكافة صورها وأشكالها الخدماتية والسياسية وفق قرار تشكيل الأونروا رقم 302.
تحية إجلال وإكبار لأرواح شهداء العدوان المتواصل، مشاعل ووقود النضال المستمر ما استمر جبروت الاحتلال.
والحرية لاسرانا وماجداتنا واطفالنا في باستيلات الموت البطيء..
والشفاء لجرحى الذود عن شعبهم وحقهم وقضيتهم..
وإنها لثورة حتى النصر.. حتى النصر.. حتى النصر.