5:29 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

مكانة القضية الفلسطينية تحظى باهتمام خاص على أجندة السياسة الصينية ، بقلم : محمد علوش

مكانة القضية الفلسطينية تحظى باهتمام خاص على أجندة السياسة الصينية ، بقلم : محمد علوش

مكانة القضية الفلسطينية تحظى باهتمام خاص على أجندة السياسة الصينية ، بقلم : محمد علوش

حفلت القضية الفلسطينية باهتمام صيني كبير في كافة المراحل، وتعزز هذا الاهتمام على أجندة القيادة الصينية الحالية ونواتها الرئيس شي جينبينغ الذي أكد أن القضية الفلسطينية التي طالت أكثر من نصف قرن، أتت بالمعاناة الخطيرة على الشعب الفلسطيني، فلا بد من إعادة العدالة للشعب الفلسطيني في أسرع وقت، والى جانب هذا الموقف المبدئي الثابت، فقد طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ الرؤية ذات النقاط الثلاث لتسوية القضية الفلسطينية، وهذه الرؤية تتحدث بمنتهى الوضوح عن عدالة ومشروعية القضية الفلسطينية، حيث يكمن المخرج الأساسي لحل القضية الفلسطينية في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا يتطلب ضمان احتياجات فلسطين اقتصادياً ومعيشياً، وينبغي للمجتمع الدولي زيادة المساعدات الإنمائية والإنسانية لفلسطين، مع تأكيد الرؤية الصينية على ضروري الالتزام بالاتجاه الصحيح المتمثل في مفاوضات السلام، واحترام الوضع التاريخي القائم للمقدسات الدينية في القدس، والتخلي عن الأقوال والأفعال المتشددة والاستفزازية، والدفع بعقد مؤتمر سلام دولي على نطاق أوسع وبمصداقية أكثر وتأثير أكبر، وتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف مفاوضات السلام، وبذل جهود ملموسة لمساعدة فلسطين و(إسرائيل) على تحقيق التعايش السلمي، مع اعلان الجانب الصيني استعداده للعب دور إيجابي لتحقيق المصالحة الداخلية الفلسطينية ودفع مفاوضات السلام.
وتستند إقامة العلاقات الدبلوماسية بين فلسطين والصين إلى مبدأ صين واحدة، وهو أيضا الشرط الأساسي والأساس السياسي لتنمية العلاقات الثنائية بين الصين وكافة بلدان العالم، والصين تنطلق وفق هذا الموقف وتعامل جميع الدول بصورة متساوية، مهما كانت كبيرة أم صغيرة، قوية أو ضعيفة، غنية أو فقيرة، ، وتؤكد دائماً على مبادئ التشاور والبناء المشترك والمشاركة، دون وضع أي شروط سياسية، مما يجعلنا نشعر بماهية الصديق الحقيقي، ومن هنا نعبر عن تقديرنا لمفهوم الصين لمجتمع مصير مشترك للبشرية، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الحضارة العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، واستعدادها للمشاركة فيها بنشاط، وهذا ما تضمنته التفاهمات والاتفاقيات الفلسطينية الصينية التي تمت خلال الزيارة الهامة التي قام بها رئيس دولة فلسطين الى الصين، وهناك أهمية لتعميق التعاون بين الجانبين ودعم التعددية الحقيقية والتي ستحمي بشكل أفضل المصالح المشتركة للبلدان النامية والإنصاف والعدالة الدوليين.
ومن أهم مخرجات زيارة الرئيس الى بكين، الدفع قدماً للدعم المتبادل في القضايا المتعلقة بالمصالح والشواغل الجوهرية لكل من البلدين والشعبين الصديقين، فنحن متمسكون بمبدأ صين واحدة ونعارض تدخل أي من القوى الخارجية في الشؤون الداخلية للصين، وفي المقابل تؤكد الصين دعمها لفلسطين كي تصبح عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة واستئناف محادثات السلام مع (إسرائيل)، مع الاستمرار في تعزيز التعاون في مبادرة الحزام والطريق والعمل بنشاط على تسهيل المفاوضات بشأن منطقة تجارة حرة ثنائية، والعمل على دفع تنفيذ نتائج القمة الصينية العربية الأولى، وتعزيز التنسيق في الشؤون الإقليمية والدولية والتمسك المشترك بالتعددية.


وحظيت زيارة الرئيس باهتمام صيني عال المستوى، فكان أول زعيم عربي تستقبله الصين في العام، وهذا ما يعكس المستوى المرتفع للعلاقات الصينية الفلسطينية، فبلدينا صديقان وشريكان يثق ويدعم بعضهما البعض، والصين برزت من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية وبدولة فلسطين، وهي تدعم بحزم القضية العادلة للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة.


وربما من الضرورة أن نشير للدور الصيني الصاعد في عملية التغيير التي لم يشهدها العالم منذ مائة عام والتغييرات الجديدة التي ظهرت في الشرق الأوسط، حيث تستعد الصين لتعزيز التنسيق والتعاون مع فلسطين، لدفع التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية في وقت مبكر، وإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية، الأمر سيصبح معلماً هاماً يتابع عمل الماضي ويشق طريق المستقبل في تاريخ العلاقات بين البلدين، وستعمل الصين لاغتنام هذه الفرصة لدفع وتكريس التعاون الودي مع فلسطين في جميع المجالات على نحو شامل.


ومن المخرجات الأساسية للقاء الرئيسان الفلسطيني والصيني، اتفاقهما على تبادل الدعم الثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر، حيث يلتزم الجانب الفلسطيني بثبات بمبدأ الصين الواحدة، ويدعم الجهود الصينية للحفاظ على سيادة البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها، ويرفض قطعا التدخل في الشؤون الداخلية الصينية من أي قوى؛ ويؤكد مجدداً أن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها، وأن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، ويرفض الجانب الفلسطيني رفضا قاطعا “استقلال تايوان” بكافة أشكاله، ويؤكد مجدداً على عدم القيام بالتواصل الرسمي مع تايوان بأي شكل من الأشكال، ويدعم كافة الجهود التي تبذلها الحكومة الصينية لتحقيق إعادة توحيد الصين؛ ويدعم بثبات الموقف الصيني من المسائل المتعلقة بهونغ كونغ، ويدعم الجهود الصينية للحفاظ على الأمن القومي في إطار (دولة واحدة ونظامان)، ويرى بكل قناعة أن شؤون هونغ كونغ من الشؤون الداخلية الصينية، ويدين بلهجة شديدة التصرفات غير الشرعية التي قامت بها القوى الخارجية للتدخل في شؤون هونغ كونغ والشؤون الداخلية الصينية؛ ويؤكد مجدداً أن المسائل المتعلقة بشينجيانغ ليست مسألة حقوق الإنسان على الإطلاق، بل هي المسائل المتعلقة بمحاربة الإرهاب العنيف ونزع التطرف ومكافحة الانفصالية، ويرفض الجانب الفلسطيني رفضاً قاطعاً التدخل في الشؤون الداخلية الصينية باستغلال المسائل المتعلقة بشينجيانغ.
من ناحية أخرى يدعم الجانب الصيني بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وسيقف دوماً إلى جانب الشعب الفلسطيني، ويبذل جهوداً دؤوبة من أجل إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر؛ ويدعم بثبات إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية؛ ويدعم الحفاظ على الوضع التاريخي القائم لمقدسات القدس؛ ويدعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة؛ ويدعم تعزيز الوحدة الداخلية الفلسطينية؛ ويدعم قيام فلسطين باستئناف مفاوضات السلام مع (إسرائيل) على أساس مبدأ (الأرض مقابل السلام) وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة و(حل الدولتين).


بكل ما أشرنا اليه سابقاً، فإننا نتوقع دوراً قوياً وبارزاً ومتواصلاً للصين في دعم واسناد القضية الفلسطينية، وستكون هذه القضية العادلة كأولوية على أجندة الفعل السياسي والدبلوماسي الصينية، ولن تدخر الصين جهداً في السعي نحو ابراز وتعزيز رؤيتها لحل القضية الفلسطينية وفق النقاط الثلاث التي أكد عليها الرئيس الصيني، وهذا يمثل انتصاراً لعدالة ومشروعية النضال الفلسطيني ومكانة القضية الفلسطينية على المسرح الدولي، وعلينا كفلسطينيين التقاط اللحظة التاريخية لبناء علاقات وطيدة ومتطورة مع هذا الحليف الاستراتيجي والصديق الحقيقي والعمل على تعزيز القواسم المشترك والانخراط العملي في خطة الحزام والطريق وفي مبادرة الحضارة العالمية لتكون فلسطين في طليعة الدول والبلدان المؤثرة والفاعلة في بناء مستقبل المصير المشترك للبشرية.

  • عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني

شاهد أيضاً

الصحفي حسن أبو قفة

استشهاد الصحفي حسن أبو قفة في قصف إسرائيلي على النصيرات وسط قطاع غزة

شفا – استشهد، مساء اليوم الجمعة، الصحفي الفلسطيني حسن أبو قفة ونجله عماد بعد غارة …