زيارة الرئيس الفلسطيني الى الصين .. تعزيز للصداقة الراسخة بين فلسطين والصين ، بقلم : محمـد علوش
تجري الترتيبات على قدم وساق لزيارة هامة في توقيتها وفي ظروفها للرئيس الفلسطيني محمود عباس الى جمهورية الصين الشعبية للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ وعدد من المسؤولين الصينين ومن بينهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس البرلمان، وتعد هذه الزيارة ذو أهمية خاصة كونها جاءت بعد لقاء سباق جمع الزعيمان العام الماضي في القمة العربية الصينية في الرياض، وكذلك تأتي في ظل احياء الذكرى الخامسة والثلاثون لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين فلسطين والصين وهذا ما سيمنح الزيارة مزايا مختلفة حيث من المتوقع أن يتم التوقيع على العديد من الاتفاقيات والتفاهمات المشتركة بين الطرفين.
ويعتبر الصينيون الرئيس الفلسطيني محمود عباس صديقاً قديماً وجيداً للشعب الصيني، وهو أول رئيس دولة عربية تستضيفه الصين هذا العام، وهذا يوضح الكثير عن العلاقات الودية رفيعة المستوى بين الصين وفلسطين، بلدين وشعبين صديقين عبر عقود طويلة من الصداقة الراسخة والقائمة على الاحترام والتقدير والخير المشترك، فالصين وفلسطين تتمتعان بصداقة تقليدية، وإن الصين واحدة من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين.
وخلال السنوات الماضية، وبفضل التوجيه الشخصي للرئيسين، حافظت العلاقات الصينية-الفلسطينية على قوة دافعة جيدة للنمو، مع ثقة سياسية متبادلة أقوى وصداقة أعمق بين شعبي البلدين، وكما أعلن ناطق رسمي صيني، فالصين مستعدة، وكما كانت دائماً للعمل مع فلسطين لاتباع التفاهمات المشتركة بين رئيسي البلدين، ورفع الصداقة التقليدية بين الصين وفلسطين إلى مستويات جديدة.
وفقاً تطرحه الصين فيما بتعلق بالقضية الفلسطينية، فهي قضية جوهرية وفي صميم قضية الشرق الأوسط، ومهمة بالنسبة للسلام والاستقرار في المنطقة، والإنصاف، والعدالة في العالم، وموقف الصين معروف لدينا وهو موقف مبدئي وثابت وحريص من أجل انجاز الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني، والصين تدعم بحزم وبشكل دائم القضية العادلة للشعب الفلسطيني المتمثلة، في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، فعلى مدار عشرة أعوام متتالية أرسل الرئيس شي رسائل تهنئة للاجتماع التذكاري الخاص للاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وقدّم أكثر من مرة مقترحات الصين لحل المسألة الفلسطينية، من منطلق الحاجة إلى العمل على دفع التسوية السياسية بحزم، بناءً على حل الدولتين، وتكثيف الجهود الدولية من أجل السلام، والصين، بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي، ستواصل العمل مع المجتمع الدولي من أجل إيجاد حل شامل وعادل ودائم للمسألة الفلسطينية في وقت مبكر.
الصداقة الصينية الفلسطينية راسخة بين الشعبين والبلدين، وظل الجانبان يتبادلان الثقة والدعم على مدار أكثر من نصف قرن، مهما كانت التغيرات الدولية والإقليمية، ونشيد هنا بالجانب الصيني الذي ظل يدعم بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وظل يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في كافة الظروف والصعاب.
وهذه الأيام، ونحن نحتفي بالذكرى الـ35 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفلسطين، فمن الضروري أن يخطط الجانبان الفلسطيني والصيني للفعاليات الاحتفالية التي تبدأ بالزيارة التاريخية للرئيس الفلسطيني الى بكين ترسيخاً لهذه العلاقات المتطورة بين البلدين.
فلقد وقعت قيادة البلدين في العام الماضي وثيقة التعاون السياحي، وتعملان على دفع المفاوضات بشأن منطقة التجارة الحرة بينهما، وعقدتا بنجاح الدورة الثانية للجنة الصينية الفلسطينية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني، والجانب الصيني قدم إلى اللاجئين الفلسطينيين كمية كبيرة من اللقاحات وغيرها من مستلزمات مكافحة جائحة كورونا، ويواصل أيضاً وبوتيرة عالية تقديم ما في وسعه من المساعدات لتنمية الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب في فلسطين، حيث يقدر الجانب الصيني مشاركة الجانب الفلسطيني النشيطة في التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية، والاستعداد الفلسطيني الدائم لتعزيز التواصل والتعاون مع الجانب الفلسطيني بشأن تطوير العلاقات الصينية العربية وتنفيذ (مبادرة التنمية العالمية) و(مبادرة الأمن العالمي) و(مبادرة الحضارة العالمية) التي أطلقها الرئيس الصيني مؤخراً.
اننا نعتز كل الاعتزاز بعلاقات الصداقة مع الشعب الصيني، فالصين صديق مخلص وموثوق به لفلسطين، إذ أنها ظلت تدعم بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني، وتقدم دعماً شاملاً بدون شروط للجانب الفلسطيني في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والمعنوية، لذا يكنّ جميع أبناء الشعب الفلسطيني مشاعر صادقة تجاه الشعب الصيني، ومن هنا نثمن عالياً الموقف الذي تلتزم به الصين في المحافل الدولية تجاه قضيتنا الوطنية العادلة، والمبادرات التي تطرحها هي إيجابية وبناءة، لذا نقف إلى جانب الصين بكل ثبات، وسنواصل الالتزام بثبات بمبدأ الصين الواحدة، ودعم موقف الصين العادل من المسائل المتعلقة بتايوان وهونغ كونغ والتبت وغيرها بثبات، والدعم بثبات والمشاركة بنشاط في بناء (الحزام والطريق)، ومواصلة تعزيز التعاون مع الجانب الصيني في كافة المجالات.
القضية الفلسطينية حاضرة دائمة على الأجندة الصينية قيادة وحكومة وحزباً، ونأمل بأن تبقى حاضرة، ونحن نتطلع لدور أكبر للصين في المنطقة وأن يتعزز الاهتمام بشكل أكبر تطويراً لعلاقاتنا السياسية والثنائية واسناداً لنضالنا في مواجهة الظروف والتحديات التي تواجه شعبنا وقضيتنا في ظل الهيمنة الأمريكية المعادية والمتواطئة مع مشاريع الاحتلال الاسرائيلي غير الشرعي وغير القانوني الجاثم على أرض دولة فلسطين المحتلة والمعترف بها عضواً في الأمم المتحدة.
نتوقع زيارة ناجحة ومثمرة واستثنائية للرئيس عباس الى الصين الصديقة، وأن يتوج لقاء الزعيمان الفلسطيني والصيني باتفاقيات ثنائية هامة تعزز الصداقة القائمة بين شعبينا وبلدينا، وبما يدعم الحرية والاستقلال والتنمية والاقتصاد في فلسطين.
محمد علوش – عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني