شفا – بشار دراغمة، نابلس المدينة التي تعاني من الحصار والإغلاق المتواصل من قبل الاحتلال، يقف التجار في أسواقها القديمة، ينتظرون زبائن لا يأتون، ينظرون إلى بضائعهم التي لا تباع، يتذكرون أياما كانت فيها الحياة أفضل، وكانت أسواق البلدة القديمة تعج بالزوار والمتسوقين، لكن الحال تغير في الآونة الأخيرة وارتفع مستوى شكاوى التجار.
ويفرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا على مدينة نابلس، وأعاد تفعيل الحواجز على مداخل المدينة ومخارجها، بينما تمتد طوابير السيارات إلى مئات الأمتار، وهو إجراء يرى فيه أهالي المدينة اجراء قمعيا جماعيا يحاول المحتل من خلاله تركيع المدينة.
وتحاول حملة “يلا ع نابلس” تشجيع المتسوقين على زيارة المدينة من خلال تنظيم رحلات لفلسطيني الداخل إلى المدينة، والتأكيد على أن أسواق المدينة بخير.
وتقول نيرمين كيوان وهي منظمة رحلات من الداخل في رسالة فيديو نشرتها الحملة على صفحتها على “فيسبوك”: إن أسواق نابلس تعمل كالمعتاد، داعية المستوقين إلى الوصول إلى المدينة ومساندتها.
وقالت كيوان خلال وصولها إلى نابلس ضمن رحلة تم تنظيمها السبت الماضي إنها تسعى لتنظيم رحلات إلى نابلس كل أسبوعين، مشيدة بطريقة تعامل أهالي المدينة مع الزائرين وتنظيم لمواقف السيارات. وتضيف: “في نابلس نشعر بأمان، الكل هناك يساعدنا، نتمنى من الجميع أن يزور نابلس”.
محمد عيسى تاجر ملابس يرى أن وضع المدينة الاقتصادي يذهب باتجاه زاوية صعبة. وقال: “لا أحد يشتري شيئا، المدينة تعتمد بشكل رئيسي على المتسوقين من خارج نابلس التي كبرت أسواقها اعتمادا على المتسوقين من الخارج”.
ويضيف: “الحال صعب، والتجار يشكون، وبكل بساطة يمكن عبور نابلس من أولها إلى آخرها بالسيارة في عشرة دقائق، بينما كانت تحتاج في السابق لنحو ساعة بسبب الازدحام الذي اختفى من المدينة”.
ويشير عيسى إلى أن المدينة بحاجة إلى ضرورة تظافر الجهود من أجل تشجيع المواطنين على الوصول إلى نابلس والتسوق منها، مشيدا بالحملات التي يتم تنظيمها لكنه يعتبرها غير كافية، ومؤكدا ان المدنية تحتاج إلى المزيد من الخطوات.
ويقول مهند أبو سالم وهو تاجر مواد ديكور إن الوضع يذهب باتجاه سلبي. وأضاف: “لا يمكن أن يكون هذا هو حال مدينة كانت تُسمى عاصمة الاقتصاد الفلسطيني”.
ويشير أبو سالم إلى أن الاحتلال يريد هذا الوضع ويريد أن يظهر مدينة نابلس على أنها غير آمنة على المتسوقين، مضيفا “لكن الواقع عكس ذلك، يمكن للجميع أن يصل إلى نابلس ويتسوق منها بسهولة وأريحية وأمان، على الجميع أن يعي ما يريده الاحتلال من خراب لنابلس، وأن نواجه ذلك بتظافر الجهود”.