معركة ثأر الاحرار ، مقاومة عنيدة وكيان هزيل بقلم : غسان ابو نجم
عندما قرر نيتنياهو ضرب البنية العسكرية لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي لتحقيق اجندته الخاصة ومطالب حلفائه من اليمين الديني الفاشي الصهيوني لم يتوقع النتائج الكارثية التي ستواجه الكيان رغم كل محاولاته إظهار انتصار الكيان وان المعركة قد حققت الأهداف المرسومة لها. كان من الواضح ان الازمة الداخلية التي يعيشها نتنياهو بعد التعديلات القضائية قد احدثت شرخًا بنيويا أظهر عمق الازمة بين مكوناته دفعته إلى شافة حرب اهلية محتملة حذر منها العديد من قادة الكيان واجهزته الامنية وإن الخروج من الازمة يستعدي تصديرها للخارج عبر شن حرب اقليمية تعيد توحيد الصفوف وتقفز عن هذه الازمة فكان خيار ضرب البنية التحتية العسكرية لسرايا القدس الخيار الأمثل والمرضي لمكونات التحالف الذي يقوده والمعارضة بحجة أمن الكيان وهذا الخيار كان الامثل لانه سيضرب أحد أذرع محور المقاومة في المنطقة ويجفف منابع الدعم العسكري الغزي للمقاومة في الضفة الغربية والتي تزعج الكيان عبر عملياتها النوعية وتصديها البطولي عند بدء المعركة نجحت الأجهزة الامنية والعسكرية الصهيونية في اغتيال ثلاثة من القادة العسكريين لسرايا القدس في عملية أستخباراتية عكست القدرات الامنية والعسكرية والتقنية لقواته بحكم تحكمه في الفضاء الفلسطينى وسيطرته الكاملة على الإتصالات الفلسطينية وغياب الحس الامني لدى سرايا القدس والذي اودى بحياة هؤلاء القادة وتبعهم قادة آخرون لاحقًا. تلى هذه الاغتيالات قصف لبعض المواقع التي افترضها عسكرية وبعض البيوت والأراضي الزراعية مقابل ذلك استطاعت المقاومة الفلسطينية وعبر الغرفة المشتركة الإمساك بزمام المعركة بالكامل فمنذ بدء المعركة وبعد مرور ٣٥ساعة على اغتيال القادة العسكريين الثلاثة لجأ مستوطنوا غلاف غزة للملاجئ دون أن ترد المقاومة على العملية وترك العدو في حالة من الترقب بعدها بدأت بإطلاق الصواريخ في كل اتجاه وصلت تل ابيب وجبال القدس واحدثت خسائر مادية كبيرة باعتراف محللين من الكيان عكس ما يدعي قادة الكيان ما ميز هذه المعركة لكلا الطرفين أن المقاومة الفلسطينية ورأس حربتها سرايا القدس استطاعت وبكل جدارة ان تتحكم بمجرياتها من حيث طريقة الرد وتوقيته واستخدمت انواع من الاسلحة والصواريخ اذهلت قادة الكيان (صواريخ مضادة للدروع وصواريخ مضادة للطيران وطائرة مسيرة)واستمرت في اطلاق الرشقات الصاروخية حتى اللحظة الاخيرة من المعركة لتثبت للعدو ان المقاومة الفلسطينية موجودة وموحدة وقادرة على الصمود لأشهر اخرى ما لم يخضع الاحتلال الصهيوني للشروط الفلسطينية بوقف استهداف المدنيين والقادة العسكريين وان المعركة التي بدأها الاحتلال لا يمكن ان تتوقف الا بشروط المقاومة التي لاقت دعمًا كبيرا من الجماهير الفلسطينية الحاضنة الشعبية لها ومن محور المقاومة الذي ابدى استعداده للمشاركة اذا طلب منه ذلك اما بما يخص الكيان فقد وجد نفسه في معركة فقد السيطرة على مجرياتها وان حصيلة ما حصده اغتيال ٦مقاومين فلسطينين هم بالاصل مستعدون للشهادة وانه بكل امكاناته العسكرية والتقنية كان يواجه فصيلا واحدا استطاع ان يلحق به هزيمة عسكرية قاسية فلا استطاع سلاح الجو تدمير بنية الجهاد الاسلامي ولا استطاعت قبته الحديدية ان تتصدى لكل الصواريخ التي اطلقت ولا استطاع ان يفرض شروطه لوقف اطلاق النار بل سجل خسائر مادية كبيرة اذ ان التكلفة اليومية بلغت ٩٢٠مليون دولار بما فيها تكلفة الصرف على من دخلوا الملاجىء عدا عن الخسائر الاقتصادية اليومية والاهم من ذلك خسارته لعقود لتسويق القبة الحديدية ومقلاع داوود التي فشلت في التصدي للصواريخ الفلسطينية اما سياسيًا فقد حاول نتنياهو الظهور بمظهر المنتصر ولكن فوجئ بانتقادات شديدة من المعارضة التي اعتبرت ان هذه المعركة تخص نتنياهو وانه لا مجال امامه للهروب من الملاحقة القضائية رافق ذلك ضغط شديد من حلفاىه من التيار الفاشي الصهيوني الديني لاقتحام الضفة وهذا ما لا يستطيع فعله لانه سيخسر مستقبله السياسي الذي بدء العد التنازلي له
اخيرا لا بد من الإشارة بإن أي معركة لا تقاس بحجم الخسائر العسكرية وإنما بمدى تحقيقها للأهداف التي أنطلقت من اجلها وبدا جليا ان فصائل المقاومة الفلسطينية التي حشدت عشرات الآلاف في مهرجانها في غزة احتفالًا بالانتصار والصمود في وجه اعتى آلة عسكرية في المنطقة انها مقاومة قوية ولم تنكسر وإن الخاسر الاكبر في هذه المعركة هو الاحتلال