شفا – أكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، أن جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني خلال حرب عام 1948، جرائم العصابات الصهيونية، لن تسقط بالتقادم، وأن شعبنا وقيادته يصرون على متابعة هذه الجرائم ومحاسبة إسرائيل عليها، مشيرة إلى عملية التطهير العرقي الواسعة والممنهجة، التي خطط لها وأعطى الأوامر لتنفيذها القيادة السياسية والأمنية الصهيونية الأولى ومن ديفيد بن غوريون شخصيا.
وأوضحت “فتح” أن ما قامت به إسرائيل في هذه الحرب هو عملية تدمير ممنهجة للمجتمع الفلسطيني اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا على الأرض الفلسطينية، ومحاولة خبيثة لاجتثاث الشعب الفلسطيني من أرض آبائه وأجداده، من أرض وطنه التاريخي، وشطب فلسطين عن خاريطة الشرق الأوسط، مشيرة إلى تدمير وحرق 500 قرية وبلدة وأحياء بأكملها في المدن الفلسطينية، بهدف منع عودة المواطنين الفلسطينيين إليها وحرمانهم من حقهم.
وقالت “فتح”، إن المقولة الصهيونية الشهيرة “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض” كان الهدف الحقيقي منها هو طرد الشعب الفلسطيني من وطنه وإحلال المستوطنين الأوروبيين اليهود مكانه، لأن فلسطين كانت مأهولة بشعبها عندما بدأ الاستعمار البريطاني في تنفيذ المشروع الصهيوني وتنفيذ “وعد بلفور” منذ عام 1917.
وأشارت إلى أن النكبة ليست حدثا حصل في وقته وانتهى، ففصول النكبة لا تزال مستمرة، كما لا تزال إسرائيل الصهيونية تنكر على شعبنا حقه في تقرير المصير على أرضه، وتتنكر لحقوقه الوطنية المشروعة المعترف بها والمستندة إلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مؤكدة أن تجربة الصراع الطويلة قد أثبتت أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرض وطنه التاريخي، وهو لن يتنازل ولن يساوم على حقوقه مهما بلغت التضحيات، وفي مقدمتها وعلى رأسها حق العودة المنصوص عليه في قرار الأمم الالأمم تتمم المتحدة رقم 194.
وثمنت “فتح” قرار هيئة الأمم المتحدة بإحياء ذكرى النكبة هذا العام في مقر الهيئة بنيويورك، مؤكدة أن هذا القرار يمثل اعترافا دوليا مهما بالنكبة وبالفاجعة المروعة التي حلت بالشعب الفلسطيني خلال حرب عام 1948، مشيرة إلى أن هذا الاعتراف يجب أن يترتب عليه محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب وعلى أبشع عملية تطهير عرقي في العالم المعاصر.
ودعت جميع الأشقاء العرب وجميع الأصدقاء وأحرار العالم إلى إحياء ذكرى النكبة، والكشف عن الظلم المتواصل الذي تعرض ويتعرض له الشعب الفلسطيني.
كما دعت “فتح” جماهير شعبنا العظيم وفصائل العمل الوطني إلى المشاركة بصورة بفاعلة وناشطة في فعاليات الذكرى الـ75 للنكبة، مؤكدة أهمية إظهار الوحدة والتلاحم ونبذ كل أشكال الانقسام والتشرذم، مشيدة بالوقت نفسه بقرار سيادة الرئيس محمود عباس تشييد نصب ومتحف خاصين بالنكبة، معتبرة الخطوة مهمة لحفظ الذاكرة الوطنية الجماعية وعملية ضحد ملموسة للرواية الصهيونية التي تحاول تغييب النكبة وإسكات التاريخ الفلسطيني.