سيّدي القائد: احترمني لأحترمك ، بقلم : بكر أبوبكر
إن لم يستمع لك القائد فلن ترى أي دليل على احترام رأيك، أوقد تسحبها على شخصك.
وإن لم يناقشك به أو لم يُشِد بالإيجابي منه فكيف يكون التقدير والاحترام؟
وإن لم يذكرك حين الحديث فيما يخصّك فما هو هذا القائد؟
الاحترام بوابة قد تكون مفتوحة بين طرفين، أو قد يغلقها أحدهم فتتشكل الثقة أو تنهار.
يقول علماء الإدارة “أن الموظفين/العاملين لا يتركون وظائفهم، بل يتركون مديرين سيئين”.
وكما قرأت من تقارير فإن 79٪ من الموظفين/العاملين سيستقيلون بسبب نقص التقدير (غياب الدور القيادي في المنظمة).
يأتي إظهار التقدير في مكان العمل (وداخل الإطار التنظيمي، البيئة…) من كلمات التوكيد والدعم، وعبر تقديم الخدمات الاخوية، وكلمات الإشادة والثناء وأحيانًا من خلال الهدايا، واللمسة الجسدية كالتربيتة على الكتف مثلًا.
ومن الاحترام للآخرأن تستمع له بعمق واهتمام وتقدير، وأيضًا أن تعتذر عندما ترتكب خطأ. فكلنا نرتكب أخطاء، ولكن لا يقول الجميع أنهم آسفون.
الاعتذار خطوة مهمة ستساعد في إعادة بناء الاتصال بين الناس عامة وبين القائد والجماعة.
كنا تحدثنا في بند الاتصال وحسن الاستماع عن اللقاء مع القائد المتسلط المغتر الذي أسكت محدثه صاحب الرأي بجلافة، ثم قائلًا له هازئًا بوضوح: تفضل، وماذا أصلًا ستأتي بأفضل مما قلته أنا؟! وأشرنا للغرور الذي منع الاستماع وسبّب الهجوم، عوضًا عن إظهار الاحتقار أوعدم الاحترام. وهو ما جعلني حينها أضع القلم جانبًا ولا أتكلم في مداخلة، مع ألمي مما حدث وخرجت مسرعًا بمجرد انتهاء الاجتماع فيما كان المتزلفون يَحفّون بالقائد ويتصورون معه! وهو يرمقني بنظرة غاضبة!
ولننظر في كيفية تحصيل المزيد من الاحترام كمدير أومسؤول أو قائد كما تكتب الكاتبة “جاكلين سميث”[2] وبنقلها عن عدد من خبراء القيادة والإدارة بالنقاط ال17 التالية:
1-أظهر الاحترام للآخرين. من الأهمية الاعتراف بمساهمات (انجازات) الأشخاص ، والتعبير عن القلق بشأن رفاهيتهم ودعمهم في جهودهم للقيام بعمل جيد. “لا تفترض أنهم يعرفون أنهم يقومون بعمل جيد. سوف يتألقون بشكل أكثر إشراقًا مع بعض التقدير منك”.
2-ضع معايير عالية لنفسك ولمن حولك. ف”إذا كنت ترغب في كسب الاحترام، فلا يمكنك قبول المستوى المتوسط في نفسك أو في موظفيك”.
3-عليك أن تؤمن بنفسك. في بعض الأحيان، الثقة هي نصف معركة النجاح.
4-استمع. “استمع دائمًا ، استمع ، استمع إلى ما يقوله الأعضاء في الفريق-الجماعة.
5-كن حقيقيًا وشفافًا. فتكسب ثقة زملائك.
5-انتبه لصورتك. “إذا لم ينعكس ما تفعله، وما تقوله في نمط حياتك، فمن المؤكد أنك ستخسر كثيرًا من احترام مرؤوسيك/من أنت مسؤول عنهم.”
6-كن حلالًا عظيما للمشاكل.
7-لا تلبي احتياجاتك على حسابهم. على سبيل المثال، لا يجب أن تنسب الفضل لك، لعمل قام به أحد الأعضاء تحت قيادتك.
8-كن متفتح الذهن. يريد الناس أن يُسمع صوتهم، وأن يستثمروا في عملهم، وأن يشاركوا في الرؤية. فشجّع العاملين معك على التفكير والعطاء.
9-المديح علنًا، والعقاب الخاص.
10-لا تتلاعب. بأن تبدو مراعيًا، وتبالغ بتكرار المديح والإطراء فتخادع.
11-أضف روح الدعابة إلى المزيج من تصرفاتك.
12-تواصل بشكل متكرر وصادق. لأن “كونك متواصلًا ودودًا أمر مهم للغاية لكسب (والحفاظ على) إعجاب فريقك”. وأيضًا:”تجنب حمل الضغائن وإبراز القضايا على الطاولة ؛ لا توجد طريقة اخري.”
13-كُن ضعيفًا (طبيعيًاغير محصّن). قد يبدو هذا غريبًا – ولكن من خلال إظهار قدرتك على ارتكاب الأخطاء ، فإنك تسمح للآخرين برؤية أنك إنسان ودود.
14-كن لطيفًا ومباشرًا. حيث يمكن أن تصبح كلمة “من فضلك” أو “شكرًا” البسيطة بعيدة المنال في ظل التقانة (التكنولوجيا) الداهمة. لكن “ضع غطاءً من الإنسانية على رسائل البريد الإلكتروني أو في التطبيقات المختلفة الخاصة بك قبل أن تضغط على إرسال”.
15-كن سهل الوصول. بترك بابك مفتوحًا وتأكد من أن زملائك يعرفون أنك متاح دائمًا.
16-اسلك الطريق السريع دائمًا. من خلال التركيز على الصورة الكبيرة وليس التدقيق وراء الأشياء الصغيرة ، سوف يعجب بك الآخرون كمفكر كبير، وليس كشخص يقع في فخ التفاهة.
17-كن مفكرا مستقلا. فلا تفكر بنفسك فقط أو باتباع الرتابة (الروتين) أو بما هو سهل وإنما بما يجعلك قائدًا مستقلًا لتكون قائدًا عظيمًا وليس فقط جيدًا.
أفضل مقياس شامل لاكتساب الاحترام في العمل أو التنظيم هو شخصيتك: فأنت تتخذ أفعالًا مدروسة تعلم في قلبك أنها صحيحة، ويرى زملاؤك ذلك ويتخذون موقفهم.
وختامًا فلم يكون لاحد أن يتسيد عليّ، فلا أناديه بسيدي القائد فهو أي كان موقعه له أن يكتسب احترامي بدون ألقاب بأفعاله كما استحق أنا احترامه بلا ألقاب.