شفا – عقدت اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني “فتح”، اليوم السبت، اجتماعا طارئا، وذلك في إطار انعقادها الدائم لتدارس تداعيات الأوضاع في قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان متواصل لليوم الخامس على التوالي، ومتابعة تطورات ما يتعرض له أبناء شعبنا في محافظات الوطن كافة، والتي كان آخرها استشهاد شابين برصاص الاحتلال في مخيم بلاطة.
وقالت “فتح”، إن شعبنا في هذه الأيام التي يحيي بها ذكرى النكبة، يودع في كل يوم الشهداء ويشتد العدوان على شعبنا الفلسطيني في غزة الصمود، وضفة الإباء، ويستمر مسلسل المجازر الذي بدأ قبل خمسة وسبعين عاما، ولا يزال سلوك جيش وعصابات وحكومات الاحتلال المتعاقبة يتجلى اليوم في حكومة يمين فاشي تنتهج المجازر والعدوان وسياسات الاقتلاع والتطهير العرقي بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وقضيتنا.
وأضافت: امام صمود وارادة وبطولة شعبنا ومناضلينا، ننحني إجلالا وإكبارا لهذه التضحيات الجسام، والتصدي الأسطوري، والتشبث بالأرض، والحق الذي يجسده شعبنا، وابطالنا في غزة هاشم، وكل مدينة ومخيم وقرية تواجه العدوان في ضفة المقاومة والصمود.
ودعت حركة فتح بكل مكوناتها وهيئاتها القيادية إلى المزيد من اللحمة النضالية والميدانية في وجه هذا السلوك الاجرامي المنفلت الذي تمارسه حكومة البطش والجرائم بحق شعبنا وقضيتنا.
وأكدت انخراطها وثباتها في ميادين المواجهة من أجل دحر الاحتلال ونهجه الدموي واحقاق الحق الفلسطيني في الحرية والدولة والاستقلال، ودعت أبناءها للتكاتف مع قوى وجماهير شعبنا في رد العدوان وحماية الدم والحق الفلسطيني.
وفيما يلي نص البيان الذي صدر عن مركزية “فتح” الذي وصل لـ “شفا”، عقب اجتماعها الطارئ:
أولا: ان الدم والحق الفلسطيني مقدس وغير خاضع لعقلية حكومة المجازر والقتل والاقتلاع، وان كل محاولات إخضاع الشعب الفلسطيني بقوة المجازر والدمار لن تجدي نفعا أمام إصرار وإرادة وعزيمة شعبنا على مواصلة الكفاح حتى النصر ودحر الاحتلال.
ثانيا: ان مسلسل الجرائم المتواصل بحق شعبنا لن يوفر أمنا لمنظومة الاحتلال وإنما يزيد الأمر تعقيدا ويقود إلى المواجهة الحتمية التي يتحمل الاحتلال وحده ايصالنا لها كما يتحمل كامل تبعاتها وارتداداتها على المنطقة والسلم العالمي، إذ لن يقف شعبنا صامتا ازاءها وإزاء قدسية الدم الفلسطيني، وبيد شعبنا الكثير من أوراق وادوات المواجهة، ولن نتردد في استخدامها حماية لأرواح ومستقبل شعبنا وقضيتنا.
ثالثا: ان محاولات الاحتلال لتكريس الفرقة السياسية والجغرافية والاستفراد بمدينة دون أخرى وفصيل دون آخر، سيسقطها حرص واصرار شعبنا على وحدة النضال والهدف والميادين، ولا يمكن لحركة فتح الى جانب المخلصين من قوانا الحية وجماهير شعبنا الصمت على هذا الاستفراد، والاستهداف البشع لحركة الجهاد الإسلامي، وقياداته في قطاع غزة البطلة.
رابعا: ان الدم الفلسطيني المسفوك على مذبح الحرية يحتم علينا بناء وحدة وطنية حقيقية وعلى برنامج نضالي واحد اجندته وقراره فلسطيني خالص لا يخدم الا المصلحة الفلسطينية في الحرية والدولة ودحر الاحتلال. ويد حركة فتح ستظل ممدودة لكل الأيادي التي تقاتل من أجل فلسطين وحريتها.
خامسا: تدعو الحركة إلى تفعيل الحضور الجماهيري والفعل الكفاحي في مواجهة جرائم الاحتلال ورد العدوان عن شعبنا في القدس والضفة وغزة، والمشاركة الجماهيرية الواسعة في إحياء فعاليات ذكرى النكبة الخامسة والسبعين حفاظا على حق شعبنا المقدس في العودة.
سادسا: بعد هذا العمر الطويل والمتواصل من العدوان والمجازر على شعبنا وأسرانا ومقدساتنا وحقوق شعبنا والتي تشكل خطرا على وجه الإنسانية، بات من اللازم على المنظومة الدولية رفع الظلم التاريخي عن شعبنا، وتوفير الحماية له، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، وإنهاء الاحتلال، وتحقيق تطلعات شعبنا بالحرية والدولة والاستقلال.
سابعا: نتطلع إلى موقف صلب ومساند من عمقنا العربي كما عهدناه، ينهي حالة الشرذمة العربية للتركيز على المجازر ويعيد الاعتبار إلى القضية والحق الفلسطيني، ويذهب عبر مؤتمر القمة العربية المزمع إلى قرارات تفعل ما صدر عن القمم السابقة فيما يتعلق بفلسطين وإنهاء الاحتلال على أساس مبادرة السلام العربية، وتفرض على المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بخصوص الحقوق الفلسطينية الراسخة، ويعيد الاعتبار بالموقف العربي تجاه شقيقتهم وقضيتهم وقبلتهم الأولى فلسطين.
وحيّت “فتح” شعبنا وشهداءنا وجرحانا وأسرانا في نضالهم المستمر في وجه الظلم.