شفا – اوصى خبراء ومختصون وباحثون في مجال الاسرة والمجتمع، على ضرورة وجود وحدات للاحصاء والمعلومات خاصة بالمخيمات، كذلك انشاء وحدات للدراسات والبحوث الازمة التي يحتاجها المعنيون، بالاضافة الى استحداث بعض البرامج سواء كانت علاجية او توعوية او خدماتية في المخيمات.
جاء ذلك في ختام ورشة عمل عقدتها مؤسسة برامج الطفولة والعمل الجماهيري في القدس، بعنوان “الظروف الانسانية والبيئية التي تميّز مخيمات اللجوء واثرها في سلوكيات سكان المخيم”، شارك فيها عشرات الباحثين والمختصين وممثلين عن المؤسسات الحكومية الفلسطينية وعدد من المربيات من مناطق عمل المؤسسة.
وقدمت في ورشة عددا من اوراق العمل التي تمحورت حول بيئة المخيمات وما تعكسه من اثر على سلوكيات سكان المخيم.
وفي افتتاحية الورشة رحب الدكتور عدنان عبد الرازق، المستشار الأكاديمي لمؤسسة برامج الطفولة بالحضور، واشار الى ان هذه الورشة تأتي ضمن سلسلة حلقات بدأتها المؤسسة وتهدف في مجملها الى تحسين الحياة والظروف المعيشية وتقديم الدعم والاسناد المعنوي للأسرة الفلسطينية.
وقدم د.عبد الرازق نبذة احصائية عن مخيمات اللجوء الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، تناول فيها الظروف المعيشية والاجتماعية والاقتصادية لسكان تلك المخيمات.
بدوره قدم الاستاذ فريد ابو قطيش مدير عام مؤسسة برامج الطفولة، لمحة عن نشأة المؤسسة والبرامج التي تقدمها في المناطق التي تعمل فيها في قرى شمال غرب القدس ومخيم شعفاط والداخل الفلسطيني، مؤكدا ان المؤسسة تعمل مع الجتمع الفلسطيني اينما كان بغض النظر عن الحدود السياسية.
كما قُدمت ورقة عمل بالانابة عن النائب المقدسية في المجلس التشريعي الفلسطيني جهاد ابو زنيد، تناولت الوضع السياسي والاجتماعي في القدس، تناولت فيها التشكيلة الاجتماعية في القدس، وممارسات الاحتلال في المدينة المقدسة الهادفة الى خلق امر واقع جديد واعادة رسم تاريخ المدينة المقدسة، واثر تلك الاجراءات على سكان القدس والمناطق المحيطة بها، لاسيما مخيم شعفاط الذي يعاني الكثير من المشاكل والصعاب بحكم الظروف المفروضة عليه.
وفي السياق ذاته، تحدثت السيدة دلال سلامة في ورقة عمل عن مؤسسات العمل النسوي في مخيمات اللاجئين، عن الظروف التي يعيشها اهل المخيمات، من كثافة سكانية وقلة المساحات في المخيم، وما يعكسه ذلك الأمر على سكان المخيمات نفسيا وصحيا واجتماعيا.
وتطرقت سلامة الى حقوق اللاجئين في الدول المضيفة لهم، وان تل الحقوق لم تعط اللاجئ حقه الكامل.
وفي كلمته بيّن لؤي فواضلة من برامج الصحة النفسية في وكالة الغوث، ابرز المشاكل التي تعاني منها المخيمات، وتحدث عن الاكتظاظ السكاني وما ينتج عنه من مشاكل وضغوطات وعنف اسري واجتماعي ينعكس حتما على الاطفال على شكل عنف اما في البيت او الشارع او المدرسة.
كما تحدث المدير التنفيذي لجمعية اللد الخيرية في نابلس، علاء درويش، حول العنف الاجتماعي والاقتصادي والبيئي واثره على الاسرة في المخيم، وتطرق الى التعاون المشترك بين الجمعية ومؤسسة برامج الطفولة في عدد من البرامج الهادفة الى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأسرة الفلسطينية.
بدورها قدمت مديرة برامج المؤسسة في مخيم شعفاط يسرى محمد، ورقة عمل حول تجربة عمل المؤسسة في مخيم شعفاط للوقاية من العنف والحد من انتشاره، حيث ركزت الورقة على فلسفة واستراتيجيات العمل التي تنطلق منها مؤسسة البرامج، للحد من انتشار العنف، من خلال برامجها المنوعة التي يتم تنفيذها في المخيم.
وتناولت ايضا في ورقتها نبذة عن مخيم شعفاط، وفلسفة العمل في المؤسسة والبرامج التي يتم تنفيذها في المخيم والفئات العمرية التي يتم استهدافها، كما تحدثت عن الانعكاسات الايجابية التي تترتب على تنفيذ تلك البرامج من خلال الاحتكاك والتعاطي المباشر مع المستهدفين.
هذا وقدمت في ختام الورشة، جملة من الاقتراحات والتوصيات التي من شأن الأخذ بها وضع حلول مناسبة لبعض الضغوطات التي تواجه سكان المخيمات الفلسطينية.