شفا – برر رئيس الوزراء الإسرائيلي الخميس قرار حكومته الذي أثار جدلاً دولياً لبناء 3000 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة بأنه يأتي ضمن سياسة حكومات الاحتلال المتعاقبة، وأن منطقة “إيه 1” التي ستقام عليها الوحدات الاستيطانية جزء من أراضي الاحتلال ضمن مفاوضات التسوية.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في العاصمة برلين إن سياسات الاستيطان لم ولن تختلف وهو أمر متبع لدى حكومات الاحتلال منذ زمن طويل، لذا فإن قرار حكومته بالبناء الجديد ليس أمراً مغايراً بل يمثل سياسة إسرائيلية ثابتة.
رغم ذلك، فإن نتنياهو ربط بين هذا القرار وبين القرار الفلسطيني بالتوجه إلى الأمم المتحدة، قائلاً: “الرئيس عباس قرر التخلي عن مبدأ الثنائية، وذهب إلى الأمم المتحدة بقرار منفرد، وبذلك فإن هذا هو موقفنا، كما كان ذلك موقفه”.
وعن الخلاف في وجهات النظر مع ألمانيا بشأن هذا الأمر، أوضح نتنياهو أن الخلاف بين الأصدقاء أمر ممكن بالتأكيد، لكن الصداقة مع ألمانيا قوية، معبراً عن تفهم حكومته لموقفها، وأثنى على دعمها للكيان، وخاصة خلال “العدوان العسكري الأخير على غزة.
وأوضح أنه رغم “خيبة الأمل” من امتناع ألمانيا عن التصويت في جلسة منح فلسطين مقعد مراقب في الأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري إلا أنه تفهم موقف المستشارة ميركل من أن هذا الموقف جاء باعتقادها في سبيل دعم التسوية. وأشار إلى أن التوجه الفلسطيني “جعل الأمور صعبة أمام استئناف المفاوضات المباشرة”.
وبالنسبة للدعم الكبير من عدد من الدول الأوروبية للطلب الفلسطيني، أكد أن الكيان الإسرائيلي لا يرى في ذلك أنه خسر أوروبا، رغم الخلافات والتباين في وجهات النظر مع الاتحاد الأوروبي بشأن المستوطنات، مشيراً إلى ان ملف الاستيطان يمكن حله من خلال المفاوضات.
وأعاد نتنياهو الحديث إلى ما يرى بأنه المعاناة التاريخية والتهديدات التي تواجه أمنها ووجودها في المنطقة لتبرير ما ترتكبه “إسرائيل” من انتهاكات بحق الشعب الفلسطيني، قائلاً إن التهديدات بدأت حتى قبل احتلال الضفة وغزة، وحتى قبل وجود مستوطنة يهودية واحدة فيهما.
وتطرق إلى إطلاق الصواريخ وما يشكله ذلك من تهديد للمناطق المحاذية لقطاع غزة. وأعرب عن أمله بإيجاد طرف شريك يمثل ولو جزءًا من الشعب الفلسطيني لبحث التعايش الثنائي والتسوية بين الجانبين حول “دولتين لشعبين، ودولة يهودية تعيش إلى جانب الدولة الفلسطينية”.
وقال: “السلام لن يحسم الأمر بشأنه في الأمم المتحدة في نيويورك، ولا حتى في أوروبا، لكنه سيتم في القدس ورام الله، وعبر التفاوض الثنائي المباشر الذي يدعم التقدم باتجاه التسوية”.