1:35 صباحًا / 25 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

مصر وثورة الديمقراطية بقلم : نبيل عبد الرؤوف البطراوي

منذ الإطاحة بالنظام المصري السابق ومصر تعيش على صفيح ساخن ,وخاصة من قبل تلك القوى التي تعلم جيدا بأن مفهوم الشراكة والمواطنة والوطنية والاعتماد على قوى الشعب الحية ما هي ألا أسطوانة مشروخة لا يمكن الاعتماد عليها ,لان القوى التي وصلت إلى السلطة كانت الشريك الطبيعي للنظام الحاكم السابق وهي أحدى الأدوات التجميلية القذرة التي كان يلجئ أليها النظام يشهراها في وجه من كانوا يطالبونه بضرورة أعطاء مساحات أوسع للحريات والديمقراطية ,وقد كان هذا التناغم مع النظام على أمل أن يأتي زمان وتكون هذه القوى ,من ضمن المجموعات التي يتاح لها خوض أانتخابات نزيهة ,بالطبع هذه الجماعات تعلم بأن رصيدها لا يصلح أن يثبت بقائها في السلطة مدة طويلة نتيجة العقلية الانفرادية وحب السيطرة والعقلية الدكتاتورية التي تتميز بها هذه القوى ,من هنا لم يكن التوجه للشعب ألا لغاية كسب الصوت من خلال مجموعة الوعود والأفعال الشكلية التي يسلط إعلام النظام الصورة لكي يرى المواطن البسيط بأن رئيس اليوم غير رئيس الأمس القابع في السجن ,
ومعلوم للقاصي والداني في الوطن العربي والعالم بأن الربيع العربي الذي اجتاح المنطقة العربية لم يكن برأس وطنية شعبية قادرة على تولي الأمور فور إسقاط النظام من هنا كانت الطريق معبدة أمام تلك القوى والتي أاعتمدت على نتاج مبشرات خرجت بها منذ سنوات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة وأسمتها في حينها بالفوضى الخلاقة ,هذه الفوضى التي تعلم أمريكيا وغيرها بأن القوى السياسية المستظلة بالأنظمة لا يمكن أن تكون إحدى أدوات الفعل فيها ولكن من الممكن أن تكون إحدى أدوات الحصاد نتيجة سنوات التنظيم الطويلة والعمر الزمني لهذه الأحزاب ومعرفة دوائر البحث والسياسة الأمريكية والغربية بأن هذه الأحزاب تقبل بدفع أثمان والحفاظ على المصالح الأمريكية والغربية والصهيونية أكثر من الأنظمة الزائلة التي فقدت مقومات وجودها من خلال ترك الشارع العربي لتلك الأحزاب ونتيجة جشع الحكام وأركان السلطة والانصراف عن المصالح الشعبية التي تحفظ للإنسان كرامته ,من هنا كانت اللقاءات المكثفة بين أركان هذه الحركات في بعض الدول وخاصة في قطر وتركيا وبعض ضباط المخابرات الأمريكية ليتم الاتفاق على الأثمان مقابل أعادة صياغة وقبول الإسلام السياسي وإخراجه من دائرة مفهوم الإرهاب كما تم الترويج له في دوائر المخابرات الأمريكية والغربية والعربية التي أثقلت عليهم العصي دون مبررات لها علاقة بالنشاطات الداخلية في الغالب فصنعت منهم أعداء وصنعت لهم أنصار .من هنا نلحظ بأن الاهتمام أنصب منذ البداية من قبل هذه الأنظمة بالعمل خارج دائرة الاهتمام الجماهيري الذي قام بفعل الثورة من أجل الكرامة الوطنية أولا ومن ثم الكرامة العربية والإسلامية ,من هنا كان التركيز على السياسة الخارجية والعلاقات مع إسرائيل وطمأنتها وطمأنة أمريكيا على مستقبل العلاقات مع إسرائيل أكثر بكثير من التركيز على حل مشاكل البطالة والجوع والعشوائيات التي باتت تهدد كل مواطن مصري بأن مصيره سواء اليوم أو غدا سوف يكون مستقره فيها طالما إن هذه الأنظمة لم تصل إلى الثقة التامة بأن الشعوب هي من يمنح السلطة والشعوب هي من يحجبها .
حينما خرج أدعياء الثورة والتغير عن المسار حيث أصيبوا بحالة عمى سياسي فلم يعودوا يميزون بين حلفاء الأمس وأعداء الأمس وأصبح كل من يرفض مسلكياتهم والتي تهدف إلى إعادة استنساخ النظام القديم ولكن بلحية ,بحيث يكون الهدف هو ظمآن مصالح القوى الدولية لا مصالح الشعب الذي ثار وضحي من أجل غد مشرق ,من هنا لم يعد بإمكان المواطن المصري تصديق مقولة الفلول أو أعداء الثورة أو إعطاء النظام الجديد فرصة أو الاحتكام إلى صندوق الانتخابات ,لان في كل هذا خروج عن حالة التوافق والاتفاق على السير في طريق البناء وترسيخ نظام حكم قائم على المشاركة والتعددية لا نظام حكم قائم على سيطرة فئة بعينها على كل مقاليد السلطة وحبسها في يد الحاكم بأمر الله والخروج عن هذا الحاكم يكون لونا من الألوان الشرك ,
أن محاولات إطفاء حالة التنزيه والقداسة واستخدام الشعارات الدينية لم تعد تجدي في شعب أعطى وضحى من اجل غد مشرق ,
والسؤال اليوم الذي يطرح نفسه بقوة من يتحمل مسئولية الدماء والجروح التي أصيب بها الشعب المصري ,من يتحمل مسئولية شق صفوف الشعب المصري الذي اصطف بالأمس في ميدان التحرير وكل ميادين الثورة التي أسقطت النظام السابق إلى ميدانين,من المسئول عن تحول مسار الثورة والشعب من البحث عن الحرية والديمقراطية إلى البحث عن السلطة والسيطرة والتسلط ولو كان الثمن رهن مصر ومن خلفها العرب إلى المصالح الأمريكية والغربية والإسرائيلية ,من المسئول على تحول مصر الثورة والعروبة إلى مصر الوسيط بين إسرائيل وقوى المقاومة الفلسطينية ,لا بل إلى ناقل بريد قذر لتعليمات والرغبات الصهيونية ,من المسئول عن تقسيم قضاة مصر وشرح الوحدة الوطنية في مصر تلك الوحدة التي كانت عنوان الحيوية والوطنية عند هذا الشعب العظيم .
أن ما يحدث في مصر اليوم هو مخاض حيوي لابد منه بعد حالة الغرور والنشوة الكاذبة التي يتصور هؤلاء الظلاميون حين يشاهدون ويفهمون التوجه الشعبي بالشكل غير الصحيح ,فلم يعطي الشعب صوته من اجل دكتاتورية جديدة ولكنه خرج وأدلي بصوته من اجل التخلص من النظام السابق والأنعتاق إلى غير رجعة إلى الحكم الفردي ألظلامي

نبيل عبد الرؤوف البطراوي

شاهد أيضاً

اللجنة الرياضية لمحافظة سلفيت تزور نادي سرطة الرياضي

اللجنة الرياضية لمحافظة سلفيت تزور نادي سرطة الرياضي

شفا – بتوجيه من محافظ سلفيت اللواء د.عبدالله كميل، نفذت اللجنة الرياضية في محافظة سلفيت …