1:07 صباحًا / 23 يناير، 2025
آخر الاخبار

رحيل الأديبة والمفكّرة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي

رحيل الأديبة والمفكّرة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي

شفا – توفيت الشاعرة والناقدة والمترجمة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي، عن عمر ناهز 95 عامًا، في العاصمة الأردنية عمَّان، وذلك بعد أن كرّست الجيوسي حياتها لنشر الفكر والثقافة الفلسطينية والعربية.

ومن جهتها، نعت وزارة الثقافة الفلسطينيّة في بيان لها، الأديبة والشاعرة والناقدة المترجمة سلمى صبحي الخضراء الجيوسي، التي رحلت عن عالمنا أول أمس الخميس، عن عمر يناهز 95 عامًا.

وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف، إنّ “الثقافة الفلسطينية والعربية خسرت أكاديمية فلسطينية كرست حياتها لنشر الفكر والثقافة الفلسطينية والعربية، وخسرت قامة أدبية مهمة، وعلمًا من أعلامها ورمزًا من رموز الإبداع والعطاء، حيث كان للراحلة دور بارز ومساهمة فاعلة في إثراء المخزون الأدبي الفلسطيني والأردني والعربي، وبرحيل الجيوسي خسر الوسط الثقافي الفلسطيني ايقونة فكرية، نثرت الشعر والأدب، بل خسارة للمكتبة العربية التي اغنتها بمؤلفاتها وعلمها، وضلت سفيرة للثقافة الفلسطينية إلى العالم حتى رحيلها”.

وتابع أبو سيف: “لقد كان لسلمى خضراء الجيوسي أدوارٌ وطنية وثقافية متعددة ساهمت في رفعة شعبنا وإعلاء ثقافته وتعميمها على العالم وتقديم أدبه إلى قراء الإنجليزية خاصة وكانت طوال عمرها مدافعة عن قضية شعبها وعن حضارته ومنجزاته المعرفية والفكرية وإبداعاته الفنية والأدبية لإيمانها بأن شعبها الذي أخرج عنوة من بلاده بعد أن كان يعيش فيها منذ فجر التاريخ سيظل صاحب الحق. لقد آمنت سلمى بقوة الثقافة في التعبير عن الهوية الوطنية وعن الحق التاريخي وفي الكفاح من أجل استعادة البلاد وكانت بقوة الكلمة تعبر عن رواية شعبها صاحب الحق وصاحب البلاد. خسارة فلسطين كبيرة اليوم برحيل سلمى خضراء الجيوسي لكن إيماننا بما آمنت به سلمى من دور الكتابة والكلمة في التعبير عن الرواية وعن الحق سيظل حافزاً لنا من أجل مواصلة مسيرة الكلمة والثقافة”.

وكانت الراحلة من أبرز الأكاديميين والمفكرين العرب، الذين انشغلوا بشكل خاص بالكتابة والترجمة من اللغة العربية إلى الإنجليزية، لتقديم الحضارتين الإسلامية والعربية للعالم، ونشرت عشرات الكتب الصادرة عن أهم دور النشر العالمية والعربية، حيث تعود أصول الخضراء الجيوسي إلى مدينة صفد، شمال فلسطين، وولدت في مدينة السلط في الأردن عام 1923، وكان الدها صبحي الخضراء، من أشهر المحامين الفلسطينيين، العروبيين، ممن تخصص في منع تسرب الأراضي للحركة الصهيونية، وقد سجن في سجون الانتداب البريطاني لهذا السبب، كما كانت والدتها اللبنانية الأصل، من المشتغلات في كتابة القصائد المغناة للثورة الفلسطينية.

وتلقت الجيوسي تعليمها المدرسي في عكا و القدس ، ودرست في الجامعة الأميركية في بيروت الأدبين العربي والإنجليزي، حيث تخرجت من هناك في العام 1943، وكانت المحررة الأدبية لصحيفة “الأنوار” اللبنانية في الخمسينيات، وكتبت في مجلتي “الآداب” و”شعر” على ما كان بينهما من خلافات.

حصلت الجيوسي على رسالتها للدكتوراة من جامعة لندن، عام 1970، بعنوان “الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث”، وقد نشرت الأطروحة وأصبحت مرجعا أساسيًا للشعر العربي في الأكاديميات الغـربية، وكتبت أربعة أجزاء من موسوعة كيمبردج للأدب العربي، ولها دواوين شعرية ونظريّات نقدية، فيما عملت في التدريس في معهد المعلمات في القدس في النصف الأول من الأربعينيات، وفي جامعات السودان والجزائر، في السبعينيات، وتفرّغت عام 1980/ لمشروعها التاريخي (بروتا)، المعني بترجمة الأدب والثقافة العربيتين للغة الإنجليزية، بالتعاون مع عدد من كبار الأكاديميين والمترجمين العالميين، من خلال كبريات دور النشر في الغرب، التي أعطتها ثقتها، وبدعم من مؤسسات عربية وغربية، رغم أنّها بقيت تعمل دون أن تكلّف مشروعها عبء استئجار مكاتب ومقرات وموظفين، وبقيت تعمل من منازلها، حيث تنقلت في معيشتها بين بلدان عديدة، أبرزها في مرحلة “بروتا” في الولايات المتحدة الأمريكية، ولندن، وعمّان، وتعاون معها أكاديميون عرب عالميون كثر، في تقديم مؤلفات جماعية، للمكتبة العالمية عن الثقافة العربية، من تحريرها وتقديمها.

وفي عام 1990 أسست الراحلة “رابطة الشرق والغرب”، بحيث تتولى الرابطة العمل البحثي والدراسات، فيما تتولى “بروتا” الترجمات، وقد وصل نتاج المشروعين نحو 50 مجلدًا وكتابًا، منها عشر مجموعات كبيرة موسوعية، عن مختلف جوانب الأدب والفكر العربيين، وبما يغطي كل الدول العربية والحقب التاريخية المختلفة، لتضاف لعشرات الدراسات الشخصية التي أنجزتها، وقد أصدرت في العام 2021 ديوان شعري بعنوان “صفونا مع الدّهر” فيه ما يشبه السيرة الذاتية شعرًا.

من الدراسات التي حررتها، كتابها الرئيسي الشامل حول الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس الذي استُقبل في الأكاديميا الغـربية استقبالا حافلاُ. وهناك الكتاب الموسوعي عن حقوق الإنسان في الفكر العربي؛ وحول التاريخ الأدبي العربي كتاب عن السرديات القصصية القديمة، وقدمت كتاباً أساسياً حول المدينة في العالم الإسلامي، من مجلدين.

ويُشار إلى أنّ الجيوسي توفيت قبل صدور موسوعة عن الإرث العربي في صقلية، حيث لم تترك سلمى دولة عربية لم تقدم ترجمةً من إنتاجها، وحصلت على العديد من الجوائز وتم الاحتفاء بها وتكريمها في العديد من دول أوروبا، وفي الولايات المتحدة الأمريكية، وشبه القارة الهندية، وأمريكا اللاتينية، ودول عربية وقد اختارتها أكاديمية نوبل، لتقديم دراسة عن الأدباء العرب، واستحقاقهم جائزة نوبل وتم دعوتها لحضور حفل تسليم نجيب محفوظ لجائزة نوبل، اعترافًا بدورها في تسليط الضوء على الأدب العربي، وترجمته.

ويُذكر أنّ الجيوسي تزوجت الدبلوماسي الأردني برهان جيوسي، فانتقلت معه بين دول عدة أوروبية وعربية، وقبل سنوات توفي نجلها أسامة، ولها ابنتين الدكتورة لينا ومي الجيوسي، وكلاهما باحثتين وأكاديميتين.

شاهد أيضاً

شفا - نفذت الإغاثة الزراعية، ضمن مشروع "المساهمة في حماية كرامة وحقوق السكان الفلسطينيين النازحين داخليًا بسبب النزاع في قطاع غزة"، الممول من حكومة نافارا من خلال مؤسسة التعاون من أجل السلام (Navarra through ACPP)، توزيع طرود صحية على العائلات النازحة في محافظتي خانيونس والوسطى.

الإغاثة الزراعية توزع مساعدات و طرودا صحية على النازحين في قطاع غزة

شفا – نفذت الإغاثة الزراعية، ضمن مشروع “المساهمة في حماية كرامة وحقوق السكان الفلسطينيين النازحين …