لكثرة الأقاويل حول “التحالف الصيني- الروسي” ، بقلم : رزان شوامرة
من حيث المبدأ، السياسة الخارجية الصينية لا تقوم على إنشاء تحالفات بالمعنى التقليدي الغربي المعتاد، ولا تستخدم الصين كلمة تحالف Ally في وصف علاقاتها مع أي دولة في العالم، بل تستخدم كلمة شريك Partner.
الفرق بين التحالف والشراكة في العلاقات الدولية، أن التحالف يُفضي إلى قيام الدول.
أولًا، بدعم بعضها البعض عسكريًا كما هو حال صفقات السلاح الأمريكية على سبيل المثال للدول المجاورة للصين وأهمها الهند.
ثانيًا، الدخول في حروب ضد طرف ثالث، كما حدث فترة الحرب العالمية الأولى والثانية عندما خاضت الولايات المتحدة الحرب إلى جانب فرنسا وبريطانيا.
ثالثًا، الإتفاقيات الأمنية العسكرية، أبرزها وأكثرها وضوحًا ميثاق حلف الناتو، والذي تنص فيه المادة الخامسة على أن “أي هجوم، أو عدوان مسلح ضد طرف منهم (أطراف الناتو)، يعتبر عدواناً عليهم جميعاً.
رابعًا، التبادل النووي، وأبرز مثال تحالف أوكوس الذي أنشأته واشنطن مع بريطانيا وأستراليا لإحتواء الصين في جنوب المحيط الهادئ، ونتج عنه سماح واشنطن لأول مرة في تاريخها لكانبرا ببناء غواصات تعمل بالطاقة النووية باستخدام التكنولوجيا العسكرية المتطورة الأميركية.
أما الشراكة، لا تصل إلى مستوى التحالفات، بل تقوم على إنشاء علاقات ممكن أن نسميها “ناعمة” في إطار التبادل التجاري والإستثمار والتعليم والثقافة وغيرها.
وهذا لا يعني أنه لا يوجد علاقات عسكرية، بل على العكس، تُصدر الصين وتستورد سلاح من دول كثيرة، وتقوم بمناورات عسكرية مع إيران وروسيا وغيرها من الدول، ولكن لا ينتج عن هذا النوع من العلاقات أي التزام صيني بخوض حرب مع أي طرف ضد أطراف أخرى في النظام الدولي.
وما يثبت ذلك، تجنب بكين وصف علاقاتها مع موسكو بأنها تحالف، ففي إحدى اللقاءات مع وزير الدفاع الصيني وي فينغي في 12 يونيو/حزيران 2022، -أي بعد اندلاع الحرب الأوكرانية بأربعة أشهر- قال، “الصين لا تورّد أسلحة إلى روسيا، والعلاقات هي شراكة لا تحالف”.
الصين دولة صاعدة، ومعنى كلمة صاعدة، أنها في مرحلة مراكمة للقوة، ومنطقيًا، لا تستنزف الدول الصاعدة مواردها في صراعات جانية، أو في حروب على الأقل في مرحلة مراكمة القوة.
ونضيف على ذلك، أن العقلية الصينية ليست كما الغرب أو روسيا في استخدام القوة العسكرية.
يقول غراهام أليسون إن “الحرب بالنسبة للصينيين نفسية وسياسية وتأتي الحرب العسكرية في المقام الثاني، وشي جينبيغ، يريد أن يدخل الحرب منتصرًا.”