مَنَ كان منكم فارسآ ؟ حين سقط شالي الأسود فتناثرت جدائل شَعرَي كِشعِري تمايلتُ كغزالٍ بريًّ ؛ أتلوى بغنجٍ ودلالٍ لحق بي جيشُ من التيجان والعقالات … فتهاوتْ جميعُها وراء خطواتي ..؛ مَنَ منكم لم ينحن ِ تحت قدمي ؟ طالبا ً وراغبا ً ومقدما ً الطاعة والعرفان ؟ سقط الشالُ سقطت التيجانُ … سقطت الأقنعة … بانتْ وجوهكم على حقيقتها ..؛ مَنَ كان منكم فارسا ؟ فليرفع يده عاليآ ؛ أنا بنتُ الرافدين المهرة العراقية الأصيلة أمشي في أزقة بغداد أتلظى شوقآ حبآ ؛ وحنينآ .. بحثتُ عن حبي القديم تتبعت خطواتنا المعبقة برائحة الياس والبخور فتشتُ عن ماضيٌّ برئٌّ سحقه الأوباشُ بأقدامهم الغازية أنا الهيفاءُ ؛ العنقاءُ ؛ الغيداءُ أهيم بحب ِ بغداد البهية سقطتْ تيجانُ الملوك وتهاوتْ من خلفي كراسي الآمراء منِ كان منكم فارسا ً ؟ أو حارسا ً …؟ فليرفع يده عاليا حين أكتبُ حروفي ؛ تتطايرُ وراءها آهاتكم ؛ تنهداتكم وبقايا من رضابكم … حين تسمعون رنات خلخالي أسمعُ دقات قلوبكم مَنَ كان منكم فارسا ً أو حارسآ لمدينة هجرها الحبُّ وسكنها الطغيان ؛ ليرفع يده عاليا ً…؛ سقطت تيجانكم …. وتعلقت عقالاتكم بأطرافي …؛ سقطت الأقتعة أنا حواء ؛ أفردويت ؛ وفينوس تركت خلفها التيجان والخرفان … الآهات والحسرات ؛ وبقيت تحتفظ بحبٍ له ماض عريق ..؛
يسرا القيسي