المطلوب يقظة سياسية والتخلي عن المصالح الفئوية والشخصية ، بقلم : ابراهيم دعيبس
حين يتطلع المواطن الى الحالة التي هو فيها، على المستويات المختلفة والسياسية اولا وقبل كل شيء، ينتابه الاحباط والشعور بالابواب المغلقة، ليس بسبب الاحتلال فقط ولكن لأسباب اخرى متعددة والامثلة كثيرة.
ان الملتصقين بالكراسي لم يعد يهمهم شيء سوى ما هم فيه وعليه من احوال، فالانقسام مثلا بين فتح وحماس ، يتجاهل حتى الحديث عن استعادة الوحدة وصار القطاع في عالم اخر، والضفة في عالم اخر ، ولا مبرر لهذه الحالة سوى الاهتمام بالفئوية الضيقة والمصالح الشخصية المنغلقة.
لم يعد احد من هؤلاء يتحدث عن اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ولا اهمية العودة الى رأي الشعب ليقول كلمته، ويتخلى من يعنيهم الامر عن هذه الكراسي، ويظل الاحتلال يتمادى ويتوسع وبدأ يهدد باقتحام المقدسات الاسلامية والمسيحية والسعي بشكل او بآخر الى تهويد ولو قسم منها، ويكتفي المسؤولون باصدار البيانات والادانات والرفض الكلامي ، بدون القيام ولو باصغر اجراء عملي لمواجهة غطرسات الاحتلال وتهديداته المتزايدة.
لقد كانت هناك خطوة لاجراء انتخابات ، ولكنهم الغوا تلك الخطوة بذريعة الاحتلال ومساعيه لعرقلة اجزاء من هذه الانتخابات، والسؤال الاساسي في هذه الحالة ، هل ادت قضية الغاء الانتخابات الى أية تقدم حقيقي او وقفة جادة ضد الاحتلال؟ ام ان الامور ازدادت سوءا وازداد الاحتلال تمردا وتوسعا ، وتراجعنا وقضيتنا الى الوراء ومع هذا لم تتوقف البيانات والتصريحات القوية لفظا وشعارات بدون اية نتيجة.
ما نزال نسمع وزير خارجية اميركا انطوني بلينكن يؤكد دعم بلاده لقيام دولة فلسطينية ، وكذلك قادة عدة دول عربية يؤكدون الكلام نفسه والدعم القوي للقضية الفلسطينية ، ويظل ذلك كله مجرد كلام في الهواء وحبر على ورق بلا أي تأثير في جرائم الاحتلال وتهديداته القوية والمتزايدة.
لا بد من يقظة سياسية جادة واجراء انتخابات تشريعية ورئاسية لكي ينتهي هذا الانقسام المخجل، ولكي يقول الشعب كلمته ويختار قادته .
وتظل الحقيقة الواضحة التي لا شك فيها في ان يقفز العمل الفعلي فوق كل مواقف الاحتلال المعيقة، وبدون ذلك يظل الامر وكأن الاحتلال فرض معطياته وقراراته على مواقفنا وحقوقنا، وكأننا خضعنا لهذه المواقف ميدانيا وان نكن قد رفضناها كلاما ببيانات وشعارات مكررة.