2:21 صباحًا / 25 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

الحلم الذي رافقنا ونجهله !! بقلم : فاطمة المزروعي

أهم ما يميز الإنسان عن المخلوقات الأخرى على الأرض، هي الأحلام، فالإنسان كائن حالم كما يقال، وهناك نوع من الأحلام تختلف عما يعرف لدينا بالرؤيا في المنام، وهي الأحلام المتعلقة بالنجاح والتفوق والانجاز، – ويسميها البعض “أحلام اليقظة”.
وكما هو معروف فإن كل فكرة خلاقة أو اختراع عظيم بدأ من الحلم به أولا، بمعنى التفكير فيه وتخيله، إلا أن الخطورة أن تسيطر مثل هذه الأحلام فتصبح هي الشغل الشاغل للعقل دون إنتاجية، بمعنى عدم العمل على ترجمة هذه الأحلام على أرض الواقع، وهناك جانب آخر من المعضلة وهي أن تكون هذه الأحلام مستحيلة التنفيذ، ورغم هذا يحدث انسياق في أتونها وعمقها والمحصلة النهائية هي ضياع الوقت دون إنتاجية أو عمل، فقط تخيلات وأوهام.
على الجانب الآخر يأتي الحلم – الرؤيا في المنام – والذي رافق الإنسان منذ بداياته الأولى حتى يومنا هذا، والإنسان الذي حار في إيجاد حقيقة مطلقة تقنعه بهذه الظاهرة، عوضها بكم هائل من النظريات والتفسيرات أحيانا تكون منطقية وفي أحيان كثيرة خرافية، في أوقات جعلها علما له ضوابط واختصاصيون فيه وفي كثير من الأوقات علم فوضوي لا ضابط له، محمل بأصوات من الماضي وطقوس وشعائر لا يسندها أي منهج علمي وببساطة متناهية خرافات تتوارث لا أكثر.
وقد حاول العلماء معرفة سبب الحلم، ومنهم فرويد، الذي وضع كتاب تحت عنوان ” الحلم” والذي قال فيه:” أن الحلم يهدف لاستمرار النوم وحمايته، فالحلم هو حارس النوم”. فكيف يحمي الحلم النوم ويساعد على استمراره؟ هناك عدة أمثله في هذا السياق منها عندما يشعر النائم بالجوع أو العطش، يأتي الحلم ليشبع هذه الرغبة لدى الإنسان النائم، فيرى انه يتناول الطعام أو يشرب الماء، فيمنعه من الاستيقاظ من النوم!
ويرى بعض العلماء أن الأحلام نشاط ذهني عقلي يتم والإنسان نائم، لذا نسمع بين وقت وآخر عن قصص تمكن خلالها من إيجاد حل لبعض المشكلات التي كان يتم التفكير في حل لها. بل ان المحللين في مجال العلاج النفسي، يعتبرون الأحلام من أفضل ما يمكن سماعه من مرضاهم، لأنها تساعدهم على معرفة الرغبات والدافع النفسي والوجداني عند المريض والتي تؤثر فيه سواء سلبا أو إيجابا. لذا ظهرت مدارس في مجال العلاج النفسي وتحليل الشخصية تعتمد بشكل قوي على الأحلام وتحاول فك رموزها وهو ما يعرف اليوم بالتعبير.
غني عن القول أنه على رغم وجود هذه الجهود لفهم طبيعة الأحلام، فإنها تبقى مجهولة ولها جوانب متعددة خفية أو غير معلومة على الأقل حتى عصرنا هذا.

شاهد أيضاً

اللجنة الرياضية لمحافظة سلفيت تزور نادي سرطة الرياضي

اللجنة الرياضية لمحافظة سلفيت تزور نادي سرطة الرياضي

شفا – بتوجيه من محافظ سلفيت اللواء د.عبدالله كميل، نفذت اللجنة الرياضية في محافظة سلفيت …