هل سيكون استمرار حكومة نتنياهو الدينية العنصرية الحالية لصالح المقاومة ودحر الاحتلال؟ بقلم : كاظم ناصر
الفلسطينيون والعرب والعالم يعرف ان حكومة نتنياهو هي حكومة فصل عنصري يمينية متطرفة، وان نتنياهو “كذاب ابن كذاب ” كما يصفه الإسرائيليون أنفسهم، وإنه وأعضاء حكومته لا يؤمنون بالسلام ويخططون ويعملون لتصفية القضية الفلسطينية، ويحلمون بإقامة إمبراطورية يهودية على حساب أمتنا.
وعلى الرغم من أن جميع الحكومات الإسرائيلية منذ احتلال فلسطين وإقامة الدولة الصهيونية كانت حكومات عدوانية ضد الفلسطينيين والعرب، إلا ان استمرار حكومة نتنياهو الحالية، الأكثر تطرفا وعنصرية وبطشا في تعاملها مع الشعب الفلسطيني والأكثر صدقا في إعلان نواياها التوسعية والعدوانية ضد شعبنا وأمتنا العربية من أي حكومة إسرائيلية أخرى، هو لمصلحة الشعب الفلسطيني والأمة العربية لعدد من الأسباب من أهمها:
أنها زادت الانقسامات والمعارضة الشعبية لها داخل المجتمع الإسرائيلي وداخل حزب الليكود الحاكم نفسه، وأظهرت هشاشة الكيان الصهيوني وعدم تجانسه اجتماعيا وثقافيا ودينيا وإمكانية تفككه؛ وكشفت حقيقة دولة الاحتلال أمام شعوب العالم، وأحرجت الدول المؤيدة لها خاصة حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية التي تزودها بالمال والسلاح، وتدعم سياساتها وممارساتها التوسعية العنصرية، ولا تتردد في العمل واتخاذ أي إجراءات لتعطيل أي قرارات قد تتخذ ضدها في أروقة الأمم المتحدة والمحافل الدولية.
وعلى الصعيد الفلسطيني فإن ممارسات هذه الحكومة قد ساهمت في تصاعد المقاومة في الضفة الغربية وغزة، وعززت القناعة الشعبية الفلسطينية بأن المقاومة هي السبيل الوحيد لدحر الاحتلال، ووضعت السلطة والفصائل الفلسطينية المتناحرة في موقف محرج صعب لفشلها في وقف القتل والاعتداءات الإسرائيلية اليومية على شعبنا، وفي توحيد ضفوفها وإنهاء الانقسام.
أما على الصعيد العربي فقد أحرجت هذه الحكومة قادة دول التطبيع ووضعتهم في موقف لا يحسدون عليه؛ فتصريحات بعض وزرائها عن أطماع دولتهم في المملكة الأردنية الهاشمية، واقتحامات المستوطنين للأماكن المقدسة في القدس والخليل واعتداءاتهم المتكررة عليها، وقتلهم للفلسطينيين بدم بارد سيعزز التفاف الشعب العربي حول القضية الفلسطينية واعتبارها قضيته الأولى في معارضة واضحة لحكام أنظمة التطبيع الذين يشعرون بخيبة أمل كبيرة، لأن سلامهم مع الدولة الصهيونية لم يجلب لهم ولشعوبهم الأمن والاستقرار والازدهار حسب توقعاتهم، بل إنه تسبب في فقدانهم لمصداقيتهم، وكشف ضعفهم وتخاذلهم أمام شعوبهم.
لهذا فإن استمرار هذه الحكومة الإسرائيلية الدينية العنصرية في الحكم مصلحة فلسطينية وعربية لأنه سيكشف ممارسات إسرائيل العدوانية العنصرية ضد الشعب الفلسطيني لشعوب العالم، ويعمق الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، ويقوي المقاومة الفلسطينية في الداخل، يزيد من دعم فلسطينيي الشتات والشعوب العربية لها، ويهدد استقرار أنظمة حكام التطبيع، ويخيف ويردع من يفكرون بالهرولة لتل ابيب!
المزيد عبر : شبكة فلسطين للأنباء شفا