حوار مع شاعرة فلسطينية، همسة يونس مقيمة في الامارات الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
ضمن مجموعة الحوارات، واللقاءات الثقافية، التي اقوم بها، منذ فترة بعيدة، مع مجموعة من السيدات العربيات، من المحيط الى الخليج، اتناول في هذه اللقاءات، بشكل عام، دور المرأة في المجتمعات، التي تعيش فيها، ومدى تقدمها، ونيلها لحقوقها، إضافة الى معرفة الدور والنشاطات الشخصية التي تقوم به، المتحاور معها، على الصعيد الشخصي والاجتماعي، كان لقائي هذه المرة، في هذا الحوار، مع سيدة فلسطينية من مواليد الامارات، وفيها عاشت كل فترة حياتها وتعتبر الامارات وطنها الثاني بعد فلسطين، وهي شاعرة وشخصية مثقفة، تتمتع بالذكاء، وسرعة البديهة، وتتصف بالموضوعية، والواقعية، وتكتب الشعر، بناء على واقع تعايشه، او تشاهد معايشته من قبل أناس آخرين، والسيدة همسة يونس في العقد الثالث من عمرها، والكثير من أشعار الشاعرة همسة تم تلحينه وغناؤه، بداية حواري معها كان سؤالي الأول لها هو:
من هي همسة يونس ، ؟؟؟
همسة احمد يونس مواليد دولة الامارات امارة ابو ظبي 1977م فلسطينية الدم، من مدينة حيفا الفلسطينية، اماراتية القلب، وأنا افتخر بوطني الثاني الامارات، لكنني فلسطينية، ولدت وأعيش قي بلدي الثاني الامارات، حاصلة على شهادة دبلوم عالي/ تربية لغة انجليزية من جامعة القدس المفتوحة فرع دبي، عملت معلمة لفترة بسيطة، ثم اعتزلت، عشقتُ الكتابة منذ كنت في الثانية عشرة من عمري، كتبتُ حينها الكثير من قصص الاطفال، ومازلت احتفظ بها، بدأت بكتابة الخواطر والمقالات والقصة القصيرة، ونشرها في سن السابعة عشرة من عمري، تأثرتُ كثيراً بالشاعر نزار قباني، وأشعار محمود درويش، توقفت عن الكتابة لأكثر من عشر سنوات شغلتني فيها أمور الحياة والأطفال عن قلمي، لكني عدت بقوة منذ ثلاث سنوات، وأظنها كانت ولادة لروحي من جديد، لطالما حلمت بأن أدرس الاعلام، ولكن لم تساعدني الظروف ورفضْ الوالد، لكنني تحايلتُ على كليهما لتحقيق حلمي، وسنحتْ لي الفرصة ان اتدرب على العمل الصحفي، في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، ومن ثم، شاركت في العديد من المناسبات الثقافية والأدبية والتراثية والفنية، ثم تابعت تطوير قلمي الصحفي والإعلامي، من خلال الانضمام لطاقم تحرير مجلة اصيلة الادبية الالكترونية، وإنا الان مشرفة عامة في المجلة، اتابع الساحة الادبية عامة والشعرية خاصة في دولة الامارات، وأقوم بعمل تغطيات صحفية لها، اما لمجلة اصيلة او كاجتهاد شخصي، كإضافة لرصيدي من العمل الصحافي، صدر لي ديوان نثري واحد منذ ثلاث سنوات بعنوان ( طلاسم البوح )، اعتبره انتاجي الاول، الذي رغم بساطته الا انني اعتز به كثيرا كتوثيف لبداياتي، إلا انه اهتم جداً بكل ما يخص الطفل، واعتبر نفسي ناشطة في مجال حقوق الطفل، ولو على صعيد الاشخاص من حولي، لكني اتمنى ان امارس هذا الدور المهم، على صعيد اكبر وبشكل اوسع، تعاون مع فنان تونسي في تلحين وغناء الكثير من قصائدي، من هواياتي القراءة، وسماع الموسيقى، والرسم، والكتابة بأنواعها. أنا امرأة آتية من روايات الف ليلة وليلة،.شامخة بعنفوان الصهيل..رقيقة انساب كالحرير..مرصودة بطلاسم الاساطير..مغرورة، لا يشبهني الغرور.. اكتب نبضاً .. لا حرفاً… أؤمن وبقوة . .. بأنني أُنثى من مجَّراتْ الخيال .. لذا … إن مررتُم من هنا … أغمضوا عيونكم .. وعيشوا الحُلُم.
@ ما هي القيم والمبادئ والأفكار، التي تدافع عنها همسة وتؤمن بها؟؟؟؟
كما قلت لك سابقاً، الطفل وحقوقه وتربيته، هي في مقدمة المبادئ التي ادافع عنها بكل قوتي، اؤمن بشدة، بأن الطفل هو مسؤولية المجتمع بأكمله، وان التقصير في حق من حقوقه، هو اجرام لا يُغتفر. من جهة اخرى، اؤمن بكل قوتي، اننا يجب ان نتخطى الكثير من القيود التي تفرضها على عقولنا، مجموعة من العادات والتقاليد الواهية البالية، التي لا اساس لها في الدين والمنطق، هي مجرد قيود وهمية، تكبل تقدمنا، وتُجني على انسانيتنا في كثير من المواقف، وبالأخصْ فيما يخص المرأة في مجتمعاتنا.
العادات والتقاليد، التي لها اساس في الدين والشرع والمنطق، والتي لا تتعدى على انسانية الانسان، احترمها واقدرها، لكن ما دون ذلك، يصبح محض وجهل وسذاجة، ان نتابع توارثه دون تفكير.
@ هل تؤمن الشاعرة همسة بالحب، وما هو دوره في حياة همسة؟؟؟
الحبُّ بات يتيماً .. فقررتُ ان اتبناه .. كي لا يتشرَّد في شوارع الزمن الغادر ..كتبت اقول:( قررتُ أن أتبنى الحب، كي لا يظلُ مُشرداً في شوارع الألم) وقلت في احدى قصائدي:
بالحب قد تخضَّبَ خافقي، وتخضبَّتْ أهواؤهم بنجيعي، سمَّاني البعض بشاعرة الحب والجمال، فأنا اكتب للحب وبالحب، الحب في قاموسي، عاصفة لا تهدأ، ونبض لا يخبو، الحب غصن اخضر، يورق في الارواح، ليجعلها ارقى وأجمل، الحب اسلوب حياة، يجعلك تبتسم حتى وأنت تتألم، وتمنح، وأنت في قمة حاجتك، الحب خلق. وقد كتبت يوماً اقول:( ليتنا نُطور اخلاقنا في الحب، تماماً، كما نُطور أسلحتنا في الحرب).
@ هل يمكن القول ان الشاعرة همسة شخصية قوية وصريحة وجريئة ومتفائلة، ام متشائمة؟؟؟؟
همسة يونس شخصية قوية وجريئة دون افراطً او تفريط، لكنني جريئة وصريحة جداً، بدون تجريح، ومتفائلة جدا جدا، ولا مكان للتشاؤم في قاموسي، المتشائم، انسان ترك الفشل يعشش في روحه، فهو محض ميت، يتنفس لا اكثر.
@ هل الشاعرة همسة مع حرية المرأة الامارتية اجتماعيا واقتصاديا والى اي حد ممكن ؟؟؟
انا مع حرية المرأة في اي مكان، الحرية، التي تُترجم انسانيتها، وليست تلك الحرية المغلوطة، التي تجَّرد المرأة من حيائها ورقتها وأنوثتها. قالت وهذه قصيدة من اشعاري بعنوان:(ثورة احتضار) ارجو ان تنال اعجابك وهي توحي لك الكثير:
يا قلبُ إنّي قد شَكَوْتُكَ لَوْعَتي، حزني تَمَرَّدَ يستبيحُ ضلوعي، هذي الحياةُ بواخِرٌ في مُهْجَتي
مَخَرَتْ عُبابَ الروحِ كُلَّ رُبوعي، رُبَّ احتضارٍ عاثَ في النفسِ، احتضاراً فاسْتَفاقَ أنينُهُ ورجوعي
يا قلبُ إني قد سَئِمتُ تشرُّدي، ذَبُلَتْ عيونيَ في انتظارِ ربيعي، بالحُبِّ إنّي قدْ تَخَضَّبَ خافِقي
وتَخَضَّبَتْ أهواؤُهُمْ بِنَجيعي، الصبرُ في كُتُبي حروفٌ ترتدي، ثوبَ ارتِعاشَةِ مَدْمَعي وهُلوعي، هذي أمومةُ خافقي ترجو هنا، رَحِماً يضمُّ دموعَها ودموعي، تلك الظنونُ تزاحَمَتْ وتَدافَعَتْ، والخوفُ يُقْبِلُ في أسىً وهُطوعِ، ماذا أقولُ وما الذي سَتَزُفُّهُ، الأوهامُ من غدرٍ غفا وخُنوعِ، أغدو أُدَوِّرُ في المَدى عن فرحتي، رُغمَ الخريفِ ورُغمَ نَوْحِ صقيعي، أشدو بِلَحْنِ جِراحِيَ البيضاءِ، أرنو للغمامِ ولا أُبيحُ رُكوعي، هذي عصافيرُ الجَوى قدْ غَرَّدَتْ، وقدِ ارْتَجَتْ سَكَناً على ينبوعي، كيفَ السبيلُ ودربُ عمريَ أبكمٌ، رَحَلَتْ إليهِ مراكبي وشموعي !!! أنا ما ارتَضَيْتُ الذُّلَّ يوماً مَخْدَعاً، الشوكُ أنْعَمُ مِن هوانِ خُضوعي، الليلُ في بَوْحي تَكَوَّرَ واكْتوى، بصهيلِ حزنِيَ واسْتَباحَ هُجوعي، مازلتُ أكتُمُ في الفؤادِ تَوَجُّعي، مازلتُ أُبْحِرُ في شهيقِ نُزوعي، ويحَ الزمانِ يَلوكُ بيضَ قلوبِنا، هذا جزاءُ محبّتي وصَنيعي !!!!!
@ هل ممكن القول ان الشاعرة همسة متحررة ومنفتحة اجتماعيا ؟؟؟
منفتحة اجتماعياً، لكل مفيد ومميز، يطوَّر شخصيتي ويضيف لها، اما عن مصطلح متحررة فهو مصطلح مشروط عندي، انا متحررة من كل ما يكبِّل ويقيِّد انسانيتي وإبداعي، من قيود باهتة، فرضها المجتمع الذكوري على المرأة، دون وجه حق أو منطق، إلا انه يراها عاراً، هنا، انا متمرَّدة ورافضة لكل ما يسلبني انسانيتي وحقوقي.
@ هل ممكن للشاعرة همسة، ان تعطينا نبذة عن وضع المرأة الاماراتية بشكل عام، عن ثقافتها وتحررها وانفتاحها اجتماعيا ؟؟؟
بصفتي ابنة الامارات، ولدت على ارضها، وتنفستُ حبها، فأنا أرى اليوم، المرأة الاماراتية في أَبهى صورها الاجتماعية والثقافية، هي المرأة المبدعة في كل المجالات، اجتماعياً وعلمياً، وهذا بفضل الدعم اللانهائي، الذي تقدمه الحكومة الاماراتية، للمرأة المبدعة، على كافة الاصعدة.
@ هل ممكن القول، ان همسة شاعرة فقط، ام كاتبة وأديبة، وهل لها كتب ودواوين منشورة او مطبوعة ام لا؟؟؟؟
لدي ديوان نثري واحد من بداياتي، واجتهد لإصدار ديوان جديد، يوَّثق قلم همسة يونس، في قالبه الجديد والمختلف، اما عن التصنيف، فأنا أجدني اينما يحملني حرفي، شعر وأدب ونثر وقصة ومقال. وهذه احدى قصائدي بعنوان: (لا تواسوني)، وقام بتلحينها و غنائها مغني تونسي اسمه هشام، ولي الكثير من القصائد الشعرية، تم تلحينها وغناؤها ايضا:
دعوني أكتبُ الصرخة، أُغَلِّفها بحنجرةٍ من الطُّهْر، دعوني اليومَ إخواني أُحَدِّثُكُمْ، عن الأحلامِ أرسمها لأطفالي، وعن قمرٍ يدندنُ حزنَ موّالي، و عن وجعٍ تقاطرَ في قلوبٍ تبتغي رداً، لأسئلةٍ تُدَحْرِجُها، حناجِرُ ليلِنا الدّامي، عنِ الصّفَعاتِ يُمْطِرُنا، بِها القاصي كما الدّاني.
@ ما هي احلام وطموحات الشاعرة همسة التي تسعى الى تحقيقها؟؟؟
طموحاتي كبيرة، وأحلامي لا حدود لها، لكن تبقى الاحلام سراباً ان لم نسع لتحقيقها، اطمح لمتابعة دراستي الجامعية، فأنا اعتبر بأن العلم لا حدود له، ونظل دوماً في حاجة له مهما بلغنا من النجاح، واطمح للوصول يوماً بمجتمعاتنا العربية، الى تفكير ارقى، تجاه المرأة المبدعة بشكل خاص، والمرأة بشكل عام. وهذه قصيدة اخرى من قصائدي بعنوان: (على باب حيفا):
على بابِ حيفا استفاقَ الحنينْ، وغرَّدَ شوقاً زمانُ الأنينْ، على بابِ حيفا تَضِجُّ الجراحْ، ويغفو السلامُ كَزَهرٍ جَنينْ، لِحيفا عيونُ الشموخِ تُغنّي، وقلبي الصغيرُ يُناجي الحمامْ، فلا الفرْحُ يَحيا ولا الحزنُ نامْ، لِأنفاسِ حيفا أَشُدُّ الرِّحالَ، على صَهْوَةٍ مِن رَحيقِ الغَمامْ، فباللّهِ قومي ..وحَيْفايَ هُبّي، وَصَلّي لِقلبٍ تَحَدّى الحُطامْ، على بابِ حيفا، أُعانِقُ دمعاً … أُسافرُ طفلاً، وأحبو لِأَلثِمَ منها الجبينْ، أَحَيْفايَ إنّي سَئِمْتُ اغتِرابي، وطالَ احتراقي ببردِ الظلامْ، أَحيْفايَ أبكي ويبكي زماني، ودمعُ الكريمِ يَهُدُّ اللِّئامْ، على بابِ حيفا سأكتُبُ شِعراً، حريقاً يُلَوِّنُ جَمْرَ الضبابْ، أحَيْفا خُذيني وفيكِ اغرسيني، فَما عُدْتُ أُتْقِنُ بَوْحَ السرابْ
@ ما هي نظرة الشاعرة همسة، للمرأة الفلسطينية، وماذا تقول لها؟؟؟
المرأة الفلسطينية مثال ناصع للمرأة العربية المقاومة للظلم والقهر، المرأة الفلسطينية نموذج للشموخ الذي لا ينحني، المرأة الفلسطينية نموذج للإبداع، اينما حلَّتْ، رغم كل الظروف التي تعوِّق مسيرتها، هي التي تحمل هم قضيتها وقضية وطنها في قلبها وروحها، وتترجم ذلك كيفما استطاعت، اقول لها سيري على درب التحدي والإبداع، وعين الله ترعاك.
@ لوحظ اهتمام همسة بالكاتبة الجزائرية احلام مستغانمي، هل انت عاشقة لها، وما هو سر اهتمامك بها؟؟؟
نعم انا مهتمة بكتاباتها، ويعجبني قلمها الذي يتطرَّق للكثير من جوانب علاقة الرجل بالمرأة في مجتمعاتنا على مختلف الأصعدة، بالنسبة لي هي مثال رائع للمرأة العربية المبدعة.
@ كيف تكتب همسة القصيدة، وكم تحتاج من الوقت لانجازها، هل يحدث عندها تخيل ما؟؟ او نتيجة حادث حدث معها، او حدث لغيرها وتود التعبير عنه؟؟؟
كتبت مرة اقول : يا لوجع الكتابة، فللحرف مخاضان، مخاضُ الولادة ليعانقَ الألق…ومخاضُ الموتِ على جسدِ الورق…… وما بين مخاضٍ ومخاض…… تَصحو زغاريدُ القلم، للكتابة عندي طقوس الشعر المجنونة، احتاج هدوءاً تاماً، وأحياناً موسيقى صاخبة، كموسيقى المبدع اليوناني ( ياني ) وكثيراً ما تنتفض القصيدة إثر موقف موجع او آخر، يمنحني اجنحة من فرح زمردي، القصيدة تكتبني ولا أكتبها. وقالت اخيراً، اهديكم هذه القصيدة، وهي من اجمل قصائدي، ارجو ان تنال اعجابك، وهي قصيدة بعنوان: (مَواسِمُ أنثى متمردة):
ابنة حيفا، صَهَلَتْ خيولُكَ تستثيرُ سنابلي، نَضَجَ اشتياقيَ واستفاقَ جنوني، ملِكٌ تَجوبُ مشارقي ومَغارِبي، تغزو جيوشُكَ لهفتي وفُتوني، فاقْطِفْ غَضيضَ أنوثَتي يا آسِري، واجْنِ ارتِعاشَةَ نشوتي وأنيني، كفراشةٍ للنورِ تهفو ضُمَّني، واغْفُ ارْتَحِلْ في الصدرِ بينَ شُجوني، هيا وعانِقْني قصيدةَ هجرةٍ، ما بينَ صدرِكَ واشتِعالِ جنيني، جيدُ الغرورِ ولوحةٌ من مرمرٍ، في نارِ وَجْدِكَ يكتويهِ حنيني، سَأُزلزلُ الأنفاسَ هيا فانتفِضْ، هاتُ حُبِّكَ تستعيدُ يقيني، هذي أنا يا موغِلاً في مِحْنَتي، لا تخْتَبِرْ مَطَري ولُجَّ سُكوني، الصمتُ في مِحرابِ نارِيَ جنةٌ، والبَوْحُ نونٌ تستكينُ بِنوني، مُتْ عاشِقاً إنْ داهَمَتْكَ مفاتني، مِغْناجُ هَدْبِيَ أسْكَرَتْهُ عيوني، أَقَرَأْتَ يوماً في دفاتِرِ وردتي، عطرَ الطفولةِ حرفَهُ وظنوني ؟! عُذريّةُ الأحلامِ بين أصابعي، عبَثاً تلوذُ بِشهقةٍ ومَنونِ، يا زعفَرانَ أنوثتي أوْقِدْ لهُ، شمعاً تثاءَبَ في مُجونِ جفوني، كَرزٌ يَئِنُّ ويستجيرُ ويرتجي
بينَ الضُّلوعِ مَواقِداً من تيني، هذي شِفاهُ قصائدي قد غَمْغَمَتْ، لَهَفاً دَنَتْ تشكوكَ شُحَّ سنيني،
قُبَلٌ هنا قُبلٌ هناك تناثرتْ، قد أينَعَتْ وهَفَتْ إلِيَّ خُذيني، لا الصيفُ صيفٌ لا الربيعُ موائدٌ، هُزِمَتْ فصولُ الصبرِ أنتَ سَجيني، سَأُدَوْزِنُ الآهاتِ أسْكُبُ عَبْرَتي، وَلَهاً تَشَظّى في ارْتِعاشِ غصوني، والتوتُ آهٍ لا يَكُفُّ يَؤُزُّني، يهذي بِسحرِكَ في ارتيادِ سفيني، قُلْ لي بربِّكَ أينَ أينَ مَدائِني، قلبي تلَظّى في الهوى فَذروني، عيناكَ تروي من نبيذِ غِوايَتي، جَسَداً يموءُ كدائِنِ ومَدينِ، الصَّرْفُ ممنوعٌ غدا في مهْجَعي، قدْ تُهْتَ أنتَ بِضَمَّتي وسُكوني.
انتهى موضوع:حوار
مع شاعرة فلسطينية، مقيمة في الامارات