تصريحات سوتريتش العنصرية ، بقلم : د. جمال سلسع
أصبحت السياسة الاسرائيلية واضحة وتتكلم بجرأَة بعد نجاحها في عملية التطبيع مع بعض الدول العربية، ونكوس الرد العربي الرسمي على الدماء الفلسطينية التي تراق يوميا في كل شارع وزقاق ومدينة وقرية مع استمرار التوسع الستيطاني المرافق لهدم وتدمير البيوت الفلسطينية، وغياب الاعلام العربي والعالمي عن كشف حقيقة ما يجري فكيف نستغرب تصريحاته العنصرية في ظل هذا الواقع المؤلم. وقبله في عام 1975 قد صرَّحت جولدا ماير بعدم وجود ما يسمى بالشعب الفلسطيني وقد قمت بالرد عليها من خلال جريدة القدس بمقال تحت عنوان” أبيمالك ملك الفلسطينيين” وقد أَكدت في هذا المقال بحقيقة وجود الشعب الفلسطيني على أَرض فلسطين قبل أن يتكون ما يسمى باليهود.
فعندما جاء سيدنا ابراهيم كما يقول سفر التكوين في التوراة اقول عندما جاء من بين الفرات الى فلسطين مع مواشيه وغنمه استقبله الملك الفلسطيني ” ابيمالك” ورحب به ضيفا في فلسطين وقد طلب سيدنا ابراهيم بئر ماء لمواشيه فأعطاه الملك الفلسطيني وبحضور قائد الجيش الفلسطيني ” فيكول” بئر ماء وتكريما من سيدنا ابراهيم أهدى الملك الفلسطيني سبع نعجات وسميت تلك المنطقة تخليدا لهذا الموقف بمنطقة بئر السبع نعجات وما زالت حتى يومنا هذا تسمى منطقة بئر السبع كما تقول التوراة في سفر التكوين ، وتقول ان سيدنا ابراهيم أقسم للفلسطينيين أن يعيش بينهم بسلام وأن لا يغدر بهم كما اقسم بذات القسم ” اسحق ” ويعقوب” وسلالتهم من بعد ابراهيم.ان اقوال ” سموتريتش” الان تؤكد على دلالة انهزام الموقف العربي الرسمي الذي يتراكض عند اشتعال المقاومة لوقفها لذا جاء صوت ” سموتريتش عاليا هذه المرة وكاشفا حقيقة ما تفكر به اسرائيل من حرق وجود الشعب الفلسطيني من خلال تدميره وطرده من تاريخه وأرضه ولأن الموقف العربي الرسمي المهادن لسفك الدم الفلسطيني فقد تجرأ ليس بصوته بل عمليا وقف على منبر يحمل حدود اسرائيل مبتلعا الاردن وبعد غد يقف على منبر يحمل حدود اسرائيل من النيل الى الفرات كما يؤكد علمهم الذي يحمل خطي النيل والفرات وهذه الدلالات واضحة بهروب اسرائيل من عملية السلام منذ بداية الاحتلال ولا يزال هنالك من يرتهن امام خداعها وهذ الارتهان يشعل شهوة اسرائيل في التمادي بسياسة القتل والهدم والتدمير وعلى شعبنا الفلسطيني ان يتذكر حقائق التاريخ كي لا يخدع مرة اخرى ففي ثورة عام 1936-1939 انتصرت الثورة الفلسطينية في كل معاركها والنظام العربي الرسمي منع قطف هذا الانتصار بحجة ان الحرب العالمية الثانية ستبدأ وفي هبة البراق1929 اصدر البريطانيون قرارا بأن حائط البراق ملك ووقف اسلامي لا يجوز لليهود لمسه وقد سمح لهم الفلسطينيون الوقوف امامه فقط على بعد عدة امتار وبعد ذلك سمي اعلاميا وعربيا حائط البراق بحائط المبكى واصبحوا يقيمون الصلاة فيه.
لا بد من وعي وطني يقرأُ جيدا هذه الدلالات ويشكل عليها موقفا وطنيا واحدا.