استئناف العلاقات السعودية – الإيرانية .. آثاره على قضايا الشرق الأوسط وآفاقها بقلم : وو ييهونج
أجرى الخصمان الإقليميان في الشرق الأوسط، المملكة العربية السعودية وإيران، من 6 إلى 10 مارس الجاري، حوارات مكثفة في بكين لمدة خمسة أيام، بوساطة ورعاية الصين، وتوصلا أخيرًا إلى اتفاق بشأن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارات والمكاتب التمثيلية للجانبين وتبادل السفراء خلال ما لا يزيد عن الشهرين.
وتعهد الجانبان بـ “تفعيل” اتفاقية التعاون الأمني الموقعة عام 2001، فضلاً عن العديد من الاتفاقيات الموقعة في عام 1998 والمتعلقة بالاقتصاد والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والعلوم والثقافة والرياضة والشباب.
وقاد وزير الدولة السعودي مستشار الأمن القومي السعودي مساعد بن محمد العيبان وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الوفدين لإجراء حوارات في بكين.
وأجرى رئيس مكتب لجنة الشؤون الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وعضو المكتب السياسي وانغ يي، محادثات معهما على التوالي، وترأس مراسم الافتتاح والختام للحوار.
إن نتيجة حوار بكين في السعودية والاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية ليس فقط بشرى للسعودية وإيران، ولكن أيضًا أخبارًا رائعة للسلام في الشرق الأوسط وحتى السلام العالمي.
أعربت كل من السعودية وإيران عن امتنانهما لبكين لجهودها الدبلوماسية، وأشاد الرأي العام الدولي بشكل كامل بهذا الإنجاز.
—لماذا حدث في الصين ولماذا تقدر الصين عليه؟
في الواقع، قبل مجيئهم إلى بكين لإجراء محادثات سلام، أجرى قادة العراق وسلطنة عُمان وساطة في مناسبات عديدة ودعوا كبار المسؤولين من المملكة العربية السعودية وإيران للذهاب إلى البلدين لإجراء محادثات سلام.
ونشر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على الفور تغريدة للتعبير عن تهانيه بعد أن علم بنبأ قرار البلدين استئناف العلاقات الدبلوماسية، معربًا عن خالص الشكر للعراق وسلطنة عٌمان على جهودهما الدؤوبة التي ساهمت في إنجاح محادثات السلام أخيرًا في بكين.
اختارت كل من السعودية وإيران بكين كموقع مثالي لمحادثات السلام لثلاثة اعتبارات:
أولا، الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط آخذ في التغير. بعد اندلاع الصراع الروسي الأوكراني، أصبحت مكانة الشرق الأوسط كـ “أرض وسط” للمنافسة الاستراتيجية العالمية أكثر بروزًا.
على خلفية التنافس بين القوى الكبرى، تظهر العلاقات بين دول الشرق الأوسط اتجاهًا للاسترخاء، بما في ذلك العلاقات بين معسكر الإخوان المسلمين بقيادة تركيا والمعسكرات المناهضة للإخوان المسلمين مثل المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة.
وقعت إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان على اتفاقيات لتطبيع العلاقات، فيما تراجع الصراع بين المملكة العربية السعودية والتحالفات السنية الأخرى والجماعة الشيعية التي تقودها إيران خلال السنوات العشر الماضية.
لذلك، يشكل نمط جديد من نظام الشرق الأوسط مع التكامل شبه الإقليمي وبروز الأطراف الصغيرة المتعددة و”الأطراف المتعددة المرنة”.
ثانيًا: مبادرة الصين الاستراتيجية تسرع في وتيرة إيران والسعودية في “التوجه شرقًا”. في يناير 2016، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة دولة إلى المملكة العربية السعودية ومصر وإيران.
كانت تلك زيارة مهمة للغاية من قبل رئيس دولة الصين في العصر الجديد، وهي رمزت بتوجه الصين إلى المشاركة في حوكمة الشرق الأوسط.
خلال سبع سنوات بعد زيارة شي جين بينغ إلى الشرق الأوسط في عام 2016، وقعت المملكة العربية السعودية وإيران على وثيقة تعاون “الحزام والطريق” مع الصين. قام الجانبان بتعاون متعمق في مجالات التجارة والطاقة بالإضافة إلى التعاون في الاقتصاد الرقمي وشبكة 5G والفضاء وغيرها من المجالات.
ثالثًا: مع استمرار تراجع مصداقية الولايات المتحدة في دول الشرق الأوسط، أخذت الاستقلالية الاستراتيجية لدول الشرق الأوسط في الازدياد.
تم تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين إيران والمملكة العربية السعودية والصين بشكل مستمر، كما تم تعزيز الدعم المتبادل لسيادة الدول الأخرى وأمنها ومصالحها التنموية.
في ديسمبر 2022 ، قام الرئيس شي جين بينغ بزيارة دولة إلى المملكة العربية السعودية وحضر القمم بين الصين والسعودية والصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والقمة الصينية – العربية.
وفي الشهر الماضي، قام الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بزيارة دولة للصين بدعوة من الرئيس شي جين بينغ. وأرسلت السعودية وإيران وفدين إلى بكين للحوار، وهو ما يمثل اعتراف وثقة بموقف الصين الصادق.
رابعًا: المفهوم المشترك والهدف الموحد. لفترة طويلة، تعارفت الحضارات الصينية والعربية والفارسية بعضها البعض على طول طريق الحرير القديم، وتعلمت من بعضها البعض، وساعدت بعضها البعض في مواجهة المواقف الدولية المتغيرة.
لقد أدت التجارب التاريخية المماثلة، ونفس حلم التنمية، والثقة والدعم المتبادلين إلى تقريب الصين والدول العربية من بعضهما البعض.
في ديسمبر من العام الماضي، أشار الرئيس شي جين بينغ خلال اجتماعه مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى أن الصين تعتبر السعودية قوة مهمة في العالم متعدد الأقطاب.
على خلفية التغيرات العميقة والمعقدة في الوضع الدولي والإقليمي، أصبحت الطبيعة الاستراتيجية والشاملة للعلاقات بين الصين والسعودية أكثر بروزًا.
تضع الصين تطوير العلاقات مع السعودية كأولوية في دبلوماسيتها الشاملة، وخاصة دبلوماسيتها في الشرق الأوسط، وهي على استعداد للعمل جنبًا إلى جنب مع السعودية لتحقيق النهوض الوطني لهما، من أجل ترقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والمملكة العربية السعودية.
وصرح العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز بأن السعودية والصين حققتا في السنوات الأخيرة تقدمًا جيدًا في مجال الالتحام الاستراتيجي والتعاون في مختلف المجالات، وأن هناك توافقًا مهمًا بين الجانبين حول العديد من القضايا، كما أن مصالح الصين هي أيضًا مصالح السعودية.
من جانبه، عندما أجرى الرئيس الإيراني رئيسي في فبراير الماضي محادثات مع الرئيس شي جين بينغ في بكين، أوضح أن الصداقة بين إيران والصين قد اختبرت وستصبح أقوى بمرور الوقت.
باعتبارهما دولتين رئيسيتين مستقلتين، فإن العلاقة بين إيران والصين تقوم على أساس روح الاحترام المتبادل، وهما شريكان استراتيجيان مخلصان يستحقان الثقة المتبادلة.
إن تصميم إيران على تعميق وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إيران والصين لا يتزعزع ولن يتأثر بأي تغيرات في الوضع الدولي والإقليمي. لا يمكن تحقيق التنمية العالمية بدون الأمن العالمي.
إن التكيف مع الوضع الدولي المعدل بعمق بروح الوحدة، والاستجابة للتحديات الأمنية المعقدة والمتشابكة بفكر يربح فيه الجميع، والقضاء على الأسباب الجذرية للنزاعات الدولية، وتحسين حوكمة الأمن العالمي هي المفاهيم التي دعا إليها بشكل مشترك قادة الصين والسعودية وإيران.
ومن خلال التمسك بهذا المفهوم، تمكنت الصين من وساطة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران وخلقت وضعاً جديداً في العلاقة بين البلدين.
عند الحديث عن النتائج المهمة لحوار بكين السعودي الإيراني ، كشف وانغ يي أن حوار بكين تم على أساس التوافق الذي توصل إليه قادة الصين والمملكة العربية السعودية وإيران، وكان الرئيس شي جين بينغ قد أعرب عن دعمه منذ البداية.
كما أصبح الحوار ممارسة ناجحة للتنفيذ النشط لـ “مبادرة الأمن العالمي”. بصفتها وسيطًا حسن النية وموثوقًا، أوفت الصين بأمانة بواجباتها بصفتها الدولة المضيفة.
أكد وانغ يي أن نجاح محادثات السلام السعودية الإيرانية له أهمية طويلة الأجل. نقل نجاح الحوار في تقديم إشارات إيجابية وواضحة إلى العالم المضطرب في الوقت الراهن.
أولاً، بالإضافة إلى الصراع الروسي- أوكرانيا، فهناك العديد من القضايا المتعلقة بالسلام ومعيشة الناس في العالم تتطلب اهتمام المجتمع الدولي ومعالجة مناسبة وفي الوقت المناسب من قبل الأطراف المعنية.
ثانيًا، بغض النظر عن مدى تعقيد المشكلة ومدى خطورة التحدي، طالما أننا نجري حوارًا على قدم المساواة بروح الاحترام المتبادل، فإننا بالتأكيد سنجد حلاً مقبولاً لكلا الجانبين.
ثالثًا، الشرق الأوسط ملك لشعوب الشرق الأوسط، ومصير الشرق الأوسط يجب أن يكون في أيدي شعوب الشرق الأوسط. من المعتقد أن دول الشرق الأوسط ستعمل على تعزيز روح الاستقلال وتقوية التضامن والتعاون والعمل معًا لبناء شرق أوسط أكثر سلامًا واستقرارًا وازدهارًا.
هذه المرة، ساهمت الصين في تعزيز المصالحة بين السعودية وإيران، بما يخدم استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط، كما سيوفر حلولاً لمشاكل أخرى في المنطقة.
وأشار التقرير البحثي لمركز أبحاث “سوبر تريند للأبحاث والاستشارات” الإماراتي إلى أن قرار السعودية وإيران باستئناف العلاقات الدبلوماسية يوحي بأن سياسات وتوجهات حكومتي البلدين قد تغيرت، إذ أدرك البلدان أنهما لا يمكنهما الاستمرار في حالة من التنافس والعداء، فالهدوء والحوار هما أفضل السبل لهما ولجميع دول المنطقة دون استثناء.
منذ عام 1979، كانت العلاقات السعودية- الإيرانية مقياساً للاستقرار السياسي والأمن في الشرق الأوسط. على مدى العقود القليلة الماضية، تكشفت الصراعات السياسية بين المملكة العربية السعودية وإيران بشكل متكرر ومكثف على مستوى الطائفتين السنية والشيعية في الإسلام، وأسس كل منهما تحالفًا. لذلك ، قدم الحوار والمصالحة بين المملكة العربية السعودية وإيران أمثلة ناجحة لحل المشاكل في العراق ولبنان وسوريا واليمن ودول أخرى.
يمكن تلخيص جوهر الاتفاق على النحو التالي: من خلال إرساء احترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية ، وإبعاد النزاعات السياسية بين الدين والدولة، فإنه يمهد الطريق للتنمية المستقبلية.
–آثار الاتفاقية السعودية -الإيرانية على القضايا الإقليمية
إن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران سيفتح بلا شك باب الحوار بين البلدين لحل النزاعات الشرسة في المنطقة، بما في ذلك الأزمة في اليمن التي تشكل مصدر قلق كبير لكلا البلدين.
خاضت المملكة العربية السعودية الصراع مع دعم معارضة إيران في المنفى في عام 2015 ، بينما تدعم إيران جماعة أنصار الله (الحوثيين)، الذين استولوا على العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014.
كان الدبلوماسيون يبحثون عن طريقة لإنهاء الصراع الذي تسبب في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية وتحول إلى حرب بالوكالة بين الرياض وطهران. لذا فإن الاتفاق السعودي الإيراني يمكن أن يعزز الجهود لإنهاء الصراع.
وقال المتحدث باسم جماعة الحوثيين محمد عبد السلام ، إن المنطقة “بحاجة إلى علاقات طبيعية بين البلدين” في أعقاب الاتفاق السعودي الإيراني.
بموازاة ذلك قد تشهد الأزمة السياسية في لبنان انفراجا في سياق الصفقة السعودية الإيرانية. يغرق البلد في أزمة اقتصادية وسياسية بسبب الانقسامات العميقة بين إيران والسعودية. يمكن للمملكة العربية السعودية وإيران مساعدة لبنان في تشكيل حكومة وترتيب الوضع الاقتصادي معا.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لصفقة سعودية إيرانية أن تعرقل خطط إسرائيل لتشكيل تحالف إقليمي ضد طهران وفقًا لرغبات الولايات المتحدة، الأمر الذي من شأنه أن يقلل من خطر انتشار أي صراع محتمل بين طهران وتل أبيب إلى دول أخرى في المنطقة. وقد يسهم في زيادة التعاون بين الرياض وتل أبيب للتوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري من أجل التنمية والازدهار لشعوب المنطقة بأسرها: إذ أن الاتفاقية السعودية الإيرانية ستساعد على تمكين البلدين من تنشيط التجارة والاستثمار المشترك، وكلاهما يتمتع بإمكانيات اقتصادية كبيرة وموارد نفطية كبيرة.
إن تسوية الخلاف بين السعودية وإيران ستساعد بلا شك دول المنطقة على احتواء مصادر تمويل المنظمات الإرهابية والعنيفة واحتواء الإرهاب وإضعاف نفوذه.
— العوامل المحتملة المؤثرة في نجاح الاتفاقية السعودية الإيرانية
هناك عدد من العوامل التي يمكن أن تؤثر سلباً أو إيجاباً على تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران:
أولا، التزام إيران والسعودية بتنفيذ بنود الاتفاقية سيكون أهم عامل لنجاح الاتفاقية. قد يؤدي ذلك ليس فقط إلى عودة الهدوء وحل المشكلات في المنطقة، ولكن أيضًا إلى شراكات مختلفة بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي ، فضلاً عن عودة العلاقات الإيرانية المصرية.
ثانيًا، تدخل القوى العظمى. يأتي ذلك على الرغم من ترحيب الولايات المتحدة بالاتفاق وتأكيد البعض أنه يتناسب مع ما أوضحه الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته للسعودية وإسرائيل من أن خفض التصعيد والدبلوماسية والردع من أهم ركائز سياسته تجاه إيران.
ومع ذلك، تشعر الولايات المتحدة بالقلق من أن الصفقة، التي تم توقيعها تحت رعاية الصين، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الصراع والاستقطاب بين الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة. سيصبح الموقف الفعلي للولايات المتحدة والدول الأوروبية عاملاً مؤثراً في العلاقة المستقبلية بين المملكة العربية السعودية وإيران.
ثالثا، مواقف الدول العربية من الاتفاقية. رحبت الدول العربية في المنطقة باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران، واعتبرت أن هذه خطوة نحو الاستقرار في الشرق الأوسط.
من ناحية أخرى، أعربت العديد من المصادر الإسرائيلية عن قلقهم بشأن الاتفاقية. وإيمانا منها بأن حل الخلاف السعودي الإيراني ليس في مصلحة إسرائيل، تسعى إسرائيل إلى التطبيع مع السعودية تحت شعار مواجهة “عدو إيران”.
كما أن حل المملكة العربية السعودية لخلافاتها مع إيران سيضعها في وضع أفضل لمواجهة ضغوط إسرائيل والولايات المتحدة للتطبيع مع إسرائيل.
— الآفاق المستقبلية للاتفاق السعودي الإيراني:
في المستقبل ، سيواجه الاتفاق بين السعودية وإيران السيناريوهات التالية:
أولا، الاستئناف الكامل للعلاقات الثنائية: هذا هو السيناريو الأكثر تفاؤلا، وهو أيضا أمل معظم دول المنطقة. في ظل هذا الوضع بدأت الأزمة بين البلدين وبين إيران ومعظم الدول العربية تتلاشى.
ثانياً، أدى الاتفاق إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فقط للتنسيق السياسي والأمني، لكنه لم يحقق التطبيع الشامل للعلاقات بين البلدين.
بعض الدول العربية ستلبي فقط باب الحوار مع طهران والتعاون المحدود في بعض القضايا الأمنية والاقتصادية. في هذه الحالة، ستساهم إسرائيل والولايات المتحدة في استمرار سياسة إيران العدائية تجاه جيرانها، تاركين الوضع بين السعودية ودول الخليج وإيران دون تغيير.
ثالثا، ارتياح السعودية وإيران لاستئناف التمثيل الدبلوماسي وإقامة حوار محدود، دون التوصل إلى تسوية نهائية حول القضايا العالقة بين البلدين، أو معالجة قضايا إقليمية أخرى. ستبقى العلاقة بين السعودية وإيران على ما هي عليه، ولا يمكن تطبيع العلاقات بين الدول العربية وطهران بشكل كامل.
رابع، بالنظر إلى تحديات القوى الخارجية المتصاعدة والمخاطر الطبيعية المختلفة مثل الأوبئة والزلازل وتغير المناخ وما إلى ذلك، فمن مصلحة جميع الجهات الفاعلة في الشرق الأوسط الإسراع بإعادة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران لحل المشاكل المشتركة في المنطقة وتعمل دول الشرق الأوسط معًا للتعامل مع التحديات والتهديدات الخارجية.
إن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران بداية جيدة، وإن كان لا يزال هناك طريق طويل لقطعه قبل التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين، بل وقد يكون هناك تقلبات وانعطافات وتنسيق للعلاقات وسيكون اختيار المصالح المعنية معقدًا ومكثفًا. لكن على أي حال، هذه خطوة رائدة مثمرة لدبلوماسية الصين في الشرق الأوسط.
انتهى