شفا – استقبل الرئيس محمود عباس، مساء اليوم الإثنين، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، شيخ الأسرى اللواء فؤاد الشوبكي، بحضور عدد من القيادات الفلسطينية.
وهنأ سيادته شيخ الأسرى اللواء فؤاد الشوبكي وعائلته، بالإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد 17 عاما في الأسر.
وأكد الرئيس أن قضية الأسرى تحتل مكانة خاصة في أولويات القيادة الفلسطينية التي تسعى للإفراج عن كافة الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال.
وكان شيخ الأسرى اللواء الشوبكي وضع، مساء اليوم الإثنين، إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله.
وقال الشوبكي، في تصريحات صحفية، عقب وضعه الإكليل، “إن أرواحنا رخيصة فداء لوطننا ولشعبنا، ووفاء لمئات بل آلاف الشهداء الذين استشهدوا على درب الحرية”.
وأضاف أن “النضال يجب أن يستمر حتى تحرير وطننا، ومن أجل الأسرى الذين هم مشاريع شهادة داخل سجون الاحتلال، ويجب العمل على أن ينالوا جميعا حريتهم”.
وتابع الشوبكي: “سنواصل طريق الرئيس الشهيد ياسر عرفات حتى نيل الحرية للأسرى، ولأبناء شعبنا جميعا، ولوطننا.
وكان الشوبكي قد وصل مدينة رام الله، بعد أن أفرجت عنه سلطات الاحتلال على حاجز ترقوميا العسكري، غرب الخليل، بعد أن أمضى 17 عاما في الأسر، حيث جرى له استقبال رسمي وشعبي حاشد.
وكان في استقباله نائب رئيس حركة “فتح” محمود العالول، وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة “فتح”، وأعضاء من المجلس الثوري للحركة، وممثلو فصائل العمل الوطني، وحشد من أبناء شعبنا.
وقال العالول، في كلمته، “نحن اليوم في غاية السعادة، نحن نستقبل القائد اللواء فؤاد الشوبكي، الذي شارك في مسيرة النضال الفلسطيني منذ بدايتها، ونذكره جميعا، فهو في كل لحظة وفي كل ساحة ونفتخر بأبي حازم بمسيرته الطويلة الخاصة بالمناضلين من أجل الحرية والاستقلال، وأقول لكم نعم نسمي ثورة الجزائر ثورة المليون ونصف شهيد، ولكن نسمي ثورتنا ثورة المليون ونصف أسير”.
وأضاف العالول أن “اللواء الشوبكي قضى سنوات في السجن بها كم كبير من المعاناة والألم، ولكن بها أيضا عنفوان فلسطيني، فهو مكث 17 عاما ويخرج من السجن ليبقى على موقفه بأنه سيكمل الثورة، فالاحتلال يسعى للضغط على أبناء الشعب الفلسطيني لثنيهم عن أهدافهم سواء بالقتل والاستشهاد أو بالأسر، ولكن الأسرى ينالون حريتهم ويحتفظون بمبادئهم”.
وأكد أن “تضحية الأسرى لا يوازيها تضحية على الإطلاق، فهي تضحية بالحرية من أجل حرية الوطن ومن أجل حرية الشعب الفلسطيني، وكل الشعب الفلسطيني يحتضن شيخ الأسرى فؤاد الشوبكي، وكلنا فخورون بك، ونحن بحاجة إلى ما اكتسبت من خبرة وبحاجة لحكمتك في ثورتنا، وسنواصل العمل من أجل الحرية واستقلال فلسطين”.
بدورها،، قالت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، في كلمتها، “باسم فلسطين وباسم الشهداء الأحياء أسرانا في سجون الاحتلال، وباسم الجرحى في يومهم، الذين نزفوا وما زالوا من أجل فلسطين، وباسم كل فلسطيني وفلسطينية، نهنئ أنفسنا ونهنئ شيخ الأسرى الشوبكي، ونقول للاحتلال إنه مهما طال الزمان سينتصر الحق، فاليوم خرج أبو حازم منتصرا، ثابتا على الثوابت، وأكد أنه سيبقى على عهد الشهداء والأسرى والقدس”.
وأضافت غنام أن منظومة الاحتلال أصرت أن تسجل في تاريخها فصلا أسود جديدا بعزل الأسير أحمد مناصرة مجددا، ولكن الأسرى سيبقون البوصلة والمنارة للنضال الوطني الفلسطيني.
من جانبه، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، في كلمة المؤسسات المعنية بشؤون الأسرى: “نلتقي في حضرة شيخ الأسرى اللواء الشوبكي لنقول له أهلا وسهلا بك بين شعبك وأسرتك ونقف الآن أمامك، وأنت الذي تسلح بالصبر والعنفوان، وتحديت الاحتلال وتراكمات السنين، وأقسمت أن تعود شامخا بالخطوة الأولى نحو الحرية المنقوصة باستمرار الاحتلال”.
وأضاف: “مسيرة اللواء الشوبكي تشهد له أنه لم يتوان يوما عن النضال من أجل شعبه، فشيخ الأسرى يعود لنا اليوم بعد 17 عاما من الغياب، فقدَ فيها الكثير من الأحباب والخلان، وأنهك جسده المرض على أبراش السجون التي تنقل بينها وتوجع وتألم، لكن روحه بقيت قوية، وها أنت عدت لنا سالما، فباسم كافة مناضلي الشعب الفلسطيني والحركة الاسيرة والأسرى والمحررين والمؤسسات العاملة في مجال الأسرى نهنئك بالسلامة”.
واللواء الشوبكي، اسمٌ دُوِّن في سجلات الثورة، وحالة نضالية لا يمكن أن تُركن جانباً أو لا تتسيد، حين تُذكر سجون الاحتلال والحركة الأسيرة.
ومحتملاً أمراضه وأوجاعه الجسدية، أمضى الشوبكي 17 عاماً في سجون الاحتلال، ليتحرر اليوم عائداً إلى حضن أبنائه وعائلته التي كبرت وامتدت في غيابه، وفقدت من فقدت.
طوال سنين اعتقاله، اقترن اسم فؤاد الشوبكي بألقاب متعددة، أبرزها: شيخ الأسرى، وربان سفينة الأسرى، فهو الوالد وصاحب المشورة وخبرة الحياة التي يلجأ إليها الأسرى، خلال الـ17 عاما من اعتقاله، فقدَ زوجته عام 2011، كما تزوج أربعة من أبنائه الستة، واليوم لديه تسعة أحفاد لم يرهم في حياته.
الأسير فؤاد حجازي محمد الشوبكي، وُلد في 12 آذار/ مارس 1940 في غزة في حي التفاح، وهو حاصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة القاهرة.
يُعدّ الأكبر سنّاً في سجون الاحتلال، ويعاني من مشاكل صحية مزمنة، وفي السنوات القليلة الماضية، أصبح يعتمد على رفاقه الأسرى في تلبية احتياجاته.
هو سياسي وعسكري فلسطيني برتبة لواء، وأحد أعضاء حركة فتح، وكان مسؤولًا عن الإدارة المالية المركزية العسكرية في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وانضم الشوبكي إلى حركة فتح، وتنقّل معها إلى الأردن ولبنان، وسوريا وتونس.
وفي 3 كانون ثاني/ يناير 2002، نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية أسماها عملية “سفينة نوح”، بهدف إيقاف سفينة “كارين A” في البحر الأحمر والسيطرة عليها، وادّعى أن السفينة تحمل معدّات عسكرية للفلسطينيين، واتّهم الاحتلال، الشوبكي؛ بالمسؤولية المباشرة، واعتبره العقل المُدبّر في تمويل سفينة الأسلحة وتهريبها.
اختطفت قوات الاحتلال الشوبكي بتاريخ 14 مارس 2006، وحكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن لـ(20) عاماً، ولاحقاً تم تخفيضها إلى (17).