تشيرالنتائج الاولية للحرب على غزة من الناحية العسكرية والمعنوية ان لا خاسر في هذه الحرب من الناحية الصفرية واللوجستية اي من الناحية العسكرية واستطاعت المقاومة ان تستمر بوتيرتها التصاعدية في استهداف المدن والتجمعات السكانية الاسرائلية ولم تستطع الة الحرب الصهيونية المتطورة جدا والمعتمدة على وسائل التكنولوجيا والاقمار الصناعية والطائرات التجسسية والاستخبارت الميدانية التي تمتلكها اسرائيل على الارض من الحد او التاثير على قدرة انطلاق القوة الصاروخية للمقاومة من اصابة اهدافها وهذه نقطة متطورة بالمفهوم العسكري والاستراتيجي تسجل للمقاومة وتطور كبير ومهم في مدي استفادتها من تجاربها السابقة واستخلاص العبر والجاهزية العسكرية والتقنية والتدريبية والوجستية التي وصلت اليها وقدرتها على حماية عناصرها من الاستهداف والحفاظ على مخزونها العسكري من قوة النيران الصهيونية وجاهزيتها القتالية العالية وقدرتها على التخفي والتمويه وهدوئها التام وامتصاص الضربات الصهيونية وعدم لجوئها الى ردات الفعل الغير محسوبة والتي قد تصيبها في الصميم وهذا دليل واضح على ان المقاومة اليوم تجاوزت اخطاء الماضى واستخلصت العبر والدروس وابتعدت عن الاستعراض والعنجهية واصبحت اكثر حرفية ومهنية ولديها القدرة القتالية العالية وتمتلك من الوسائل القتالية المتطورة التي تستطيع بها وللاول مرة الدفاع عن شعبها وعن نفسها ضد الاحتلال وتستطيع ان تفرض المكان والزمان اللذان تختارهما في اي حرب قادمة وعلى ارض وتجمعات ومدن العدو وليس فقط على المدن والتجمعات الفلسطينية .
وهذا شكل مفاجئة كبيرة للاحتلال على المهنية والجاهزية والقدرة العالية للمقاومة، وبلوغ قدرتها الصاروخية الى مناطق حيوية كعاصمتها السياسية تل ابيب والتوراتية القدس حسب توهماته ومعتقداته مما جعل ثلثي سكان مايسمي ( اسرائيل ) تحت مرمي صواريخ المقاومة وهذا يشكل عبئ ضخم على المؤسسة العسكرية والمخطط العسكري الاسرائيلي في الحروب القادمة في كيفية اخراج وتجنيب كل سكان هذا الكيان من مرمى صواريخ وتجنب ما تلحقه الحرب القادمة من خسائر بنيوية ومادية واقتصادية على كيان هش غير قادر على تحمل اعباء وخسائر بشرية واقتصادية وحرب طويلة الامد فيما تعود الاحتلال خوض حروب استباقية كان هو من يحدد المكان والزمان والاهداف وعلى ارض الخصم وبتكلفة بخسة جدا والنقطة الثانية والمهمة وهي وحدة وتوحد قوى المقاومة تحت امرة قيادة وغرفة عمليات مشتركة والتخطيط والتنفيذ المشترك والتناغم الكبير والفهم المتبادل ما بين القوى واجنحتها العسكرية بالرغم من الانقسام السياسي وهذه خطوة ايجابية في الاتجاه الصحيح نحو توحد الدم الفلسطيني في المصير المشترك وضد العدو الاوحد ونحو انهاء الانقسام السياسي وتوحد شطري الوطن
ان القرائة السياسية لنتائج الحرب على غزة تشير الى عوامل عديدة وهي :….
اولا اسرائليا
النقطة الاولى اثبتت هذه الحرب للموؤسسة العسكرية والسياسية الاسرائيلة ان الشعب الفلسطيني لن يعد الضحية الاولي ولن يدفع الفاتورة لوحده وسوف يتحمل الاحتلال ايضا الفاتورة وان تفاوتت التكلفة وان المقاومة استطاعت ان تغير ميزان القوى بنقاط لصالحها وان تحرز اهداف مهمة في مرمى العدو في اول لقاء عسكري مهم من النوع الثقيل من الناحية التكتيكية والاستراتيجية وحرب العقول وفشل عسكري ضخم ومن العيار الثقيل اذا ما قورنت الامكانيات العسكرية الاسرائيلية وامكانيات المقاومة والمساحة الجغرافية التي يعمل عليها الطرفان .
ان طلب اسرائيل وقف اطلاق النار وطلب التهدئة لم ياتي من فراغ وانا اعتقد ان هناك خطبا كبيرا قد وقع وهنا اتسائل هل وقع الطيارين الاسرائيليين اسيرين لدي المقاومة بعد اسقاط طائرة الاباتشي الاسرائيلية في البحر الابيض ؟؟؟ وهل وقوع الطيارين اسيرين لدى المقاومة هو من اجبر الاحتلال على طلب التهدئة ووقف اطلاق النار ؟؟؟ وما تصريح الناطق الاعلامي بسم كتائب القسام حينما تحدث عن ان المقاومة تمتلك مفاجئات سوف تذهل الجميع ماهي الا تصريحات تصب في هذا الاتجاه وما الضغط الدولي وتحرك محور الاعتدال بقيادة تركيا قطر وبوساطة مصرية وقبول اسرائيلي بشروط المقاومة وما الاطاحة براس المؤسسة العسكرية الاسرائيلية واستقالة وزير دفاعها ايهود براك واعتزامه اعتزال الحياة السياسية الا دليل واضح على المازق والصدمة والمفاجئة الصهيونية وعلى الفشل الذريع للحرب على غزة ولرئيس الوزراء نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة .
اما النقطة الثانية فعلى الاحتلال ان يفهم ان الحلول الامنية والعسكرية لم تعد مجدية في انهاء حالة الصراع الدامي وهي مكلفة جدا للاحتلال ويجب على هذا الاحتلال التسليم بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينيى وما عليه الا ان يخرج من ارضنا وهوائنا وسمائنا ومياهنا وان يخرج من دمنا وان يرحل بعيدا فلم يعد له مكانا بيننا فقطار التغيير والتحول مستمر والقادم لهذا الاحتلال اسوء بكثير مما يتوقع .
ثانيا فلسطسينيا
النتيجة الاولى نشوة الانتصار التي قرئت في عيون الاطفال والشيوخ والنساء وعمت الوطن الحبيب واحتفلت بها الجالية الفلسطينية في مخيمات الشتات واللجوء اعطت بارقة امل قوية لدي الشعب الفلسطيني واعادة صياغة حق العودة وتقرير المصير وان النصر اعاد للبندقية الفلسطينية وللمقاومة عزتها وهيبتها وسطوتها ومجدها من الكرامة في الاردن الى عمليات المقاومة من عملية عنتيبا الى خطف الطائرات ومطار بن غريون اللد ودلال المغربي …………. الى حرب لبنان عام 1982 م الى انتفاضة الحجارة 1987 م الى انتفاضة الاقصى عام 2000 م الى حرب غزة الاولى 2008 م واخير حرب العزة والمجد والكرامة 2012 م.
والنتيجة الثانية ان الحرب على غزة عزلت السلطة الفلسطينية عزلا تام عن مايجري على الارض ولم يكن لها اي دور سياسي تلعبه على ارض الواقع بحكم الانقسام وبحكم عدم سيطرتها على قطاع غزة ولم تعد حجيجا للدبلوماسية السياسية الاقليمية والدولية وهذا دليل على قدرة اسرائيل والمجتمع الدولي من تحجيم الدور المنوط للسلطة ورئيسها محمود عباس ومحاصرتها سياسيا لعدم انخراطها حتى النهاية في المشروع التصفوي للقضية الفلسطينية واللعب على وتر خلق البدائل وازدواجية التمثيل الفلسطيني وهذه من اخطر اللعب الدولية والتى ظهرت تجلياتها في العمل الدبلوماسي في القاهرة وما قبل القاهرة واخشا ما اخشاه ان تكون هذه الحرب على غزة هي حرب تحريكية في ضل الجمود السياسي وعدم وجود افاق دبلوماسية للحل بان تعقد حركة حماس هدنة طويلة الامد من خمسة عشر عام الى عشرون عام في هذه المدة يتم تحييد واخراج المقاومة في قطاع غزة من الصراع مقابل فتح المعابر مع اسرائيل ومصر وتنشيط الحياة التجارية والاقتصادية والزراعية والسماح لحكومة غزة باستاناف الاستيراد والتصدير واعادة البناء وتدفق المليارات لاعادة البناء والنمو الاقتصادي ورفع المستوي الاقتصادي والاجتماعي للمواطن على حساب المقاومة والتحرير وفتح قنوات التفاوض مع الجانب الاسرائيلي عبر قنوات دولية عربية بقيادة محور قطر تركيا ومصر والمانيا كطرف محايد وبمباركة امريكية اوروبية وحصول غزة على دويلة دولة امارة سميها ما شئت ورفع اسم حركة حماس من قائمة المنظمات الارهابية وما خروج حركة حماس من محور المقاومة والممانعة ايران سوريا حزب الله حماس وفصائل المقاومة ودخولها محور الاعتدال والحرية والديمقراطية قطر السعودية تركيا ومصر والتحالف الامريكي الاخواني في دول الربيع العربي وتعريب الاخوان المسلمين والاسلام السياسي المعتدل كبديل لقوى التقدم والتحرر المناهضة للمشروع الامبريالى الصهيوني في المنطقة والعالم وما صدور فتوى الدكتر الدايه احد ابرز قيادات حركة حماس التي تحرم خرق التهدئة مع اسرائيل تحت اي ذريعة اومسمي يعتبر حرام شرعا ولا اعرف ان كان يعتبر خروجا من الملة.
والنتيجة الثالثة ان على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ان تدرك جيدا ان خيار اوسلو هو خيار خاطي وخطيئة فلسطينية يجب التخلص والتنصل منها وان اتفاق اوسلو عمليا انتهى منذ ان اجتاحت الدبابات الاسرائيلية المدن الفلسطينية عام 2000 م ومحاصرة السيد ياسر عرفات حتي اغتيالة عام 2004 م وان طريق المفاوضات العبثية لن تفضي الى دولة ولا الى حق عودة وتقرير مصير.
والنتيجة الرابعة ان المطلوب فلسطينيا اتمام مشروع المصالحة وعلى النخب والقادة السياسيين النزول من ابراجهم العاجية والرضوخ الى المطالب الشعبية بانهاء حالة الانقسام وتوحيد شطري الوطن ودعوة منظمة التحرير الفلسطينية للانعقاد لبحث نتائج الحرب على غزة وما افرزتة من وقائع واعادة بنائها على اساس برنامج سياسي ومشروع وطني جديد واعادة ملف القضية الفلسطينية الى هيئة الامم المتحدة وقطع الطريق على ازدواجية التمثيل والدخول في انفاق التفاوض العبثية
ثالثا عربيا
ان الشعب الفلسطيني تاريخيا لم يعول على النظام الرسمي العربي الذي رهن نفسه ومقدراته للمشروع الامريكي الصهيوني التوسعي في المنطقة واصبح هذا النظام مسلوب الارادة والقدرة على التحرك بل نعول كثيرا على حاضنتنا وداعمنا الشعوب العربية والاسلامية التي اختلطت عليها الامور نتيجة مايسمى الربيع العربي والذي اصبح وسيلة هدم وتدمير لمقدرات الوطن العربي واعادة ترتيبها ضمن مشروع الشرق الاوسط الجديد وتقسيمها الى كنتونات طائفية وعرقية ومذهبية وقبلية وما يحصل في سوريا الا دليل واضح على انخراط النظام العربي في المشروع التصفوي لكل ماهو وطني لصالح النظام الجديد وقطع الطريق على مشروع التحرر والديمقراطية فيما يصرف النظام العربي الرجعي مليارات الدولارات على ما يسمي المعارضة في بلاد الربيع العربي ويمدها بالمال والسلاح والرجال ويتنصل من امداد المقاومة الفلسطينية ويصف الشعوب العربية عراب السياسة الامريكية حمد بالنعاج والاسرائيليين بالذئاب وهذ دليل واضح على الانحطاط السياسي الرسمي العربي فالربيع العربي افرز نظام الحكم في مصر الذي اصبح يلعب نفس الدور الذي لعبه النظام المصري السابق دور الوسيط المحايد النزيه فيما كانت امالنا منعقدة اكثر بكثير بحدودها الدنيا على انظمة افرزتها الربيع العربي وان تكون معنا كشريك وداعم للمقاومة لا ان تلعب دور الوسيط وان الدور الرسمي العربي لم يتغير بالمعنى الملموس والايجابي بل نراه منخرط في المشاريع التصفوية الهادفة الى ادخال المقاومة في نفق التسوية والتفاوض وتحييد البندقية تحت مسميات ومصطلحات سياسية واعتبارات اقليمية ودولية مختلفة، وما الزيارات العربية الرسمية التضامنيه للقطاع اثناء الحرب وبعد الحرب الا رسالة سياسية يراد منها ان النظام العربي هو شريك في صنع الانتصار وداعم معنوي اساسي للمقاومة
ان المقاومة تراهن كثيرا على القوى الوطنية الداعمة للمقاومة وان هذا الدعم حينما يتوافر يصنع المعجزات ويقصر من عمر الاحتلال وحينما وصل الدعم من الدول الداعمة كايران وسوريا وحزب الله وغيرها صنعت المقاومة المعجزات وحققت نصرا واحدثت توازن وان كان مختلا في مراحله الاولى
رابعا دوليا
ان الموقف الدولي المنحاز للاحتلال هو من شجع الاحتلال والته العسكرية على ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني وازدواجية المعايير هي من اعطت الاحتلال الحق في ادارة الظهر للحق الفلسطيني والاستمرار في تهويد القدس ولاراضي الفلسطينية لصالح المشروع الاستيطاني فيما تقف الولايات المتحدة والرباعية الدولية موقف الصامت العاجز الذي لا يملك من امره شئ.
وما تصريح الرئيس اوباما انه من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها ضد الارهاب الا دليل واضح على توغل وسيطرة اللوبي الصهيوني وزواجه الكاثوليكي من المؤسسة السياسية الامريكية التي لا تستطيع ان تنفك عن السياسة والتاييد التام والمطلق للمشروع الصهويني ضاربة بعرض الحائط كل القرارات الدولية الداعمة للحق الفلسطيني
فيما هناك اطراف اقليمية لها اهداف ومصالح ومطامع ومشاريع في المنطقة العربية تبحث لها عن موطئ قدم في ضل غياب مشروع عربي قومي مرادف ومناهض لتلك المشاريع ومن هذه الدول تركيا التي يحاول داوود اغلو اعادة امجاد اجدادا العثمانيين والسيطرة على جزء مهم من المنطقة العربية مثل سوريا ولبنان وقطع الطريق على المشروع الايراني في المنطقة والخليج العربي وتشكيل حلف من الخليج حتي غزة منسجم الى حدا ما مع المشروع الامريكي في المنطقة وه الشرق الاوسط الجديد احلاف قائمة على المصالح الاقتصادية والسياسية وما الدعم التركي المعنوي والسياسي للشعب الفلسطيني الا ويصب في هذا الاتجاه بعد ان تم اخراج التيار الاسلامي من محور الممانعة وادخالة محور الاعتدادل والديمقراطية والتحرر .