6:31 مساءً / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

تسجيل صفحة جديدة للصداقة الصينية الفلسطينية في العصر الجديد، بقلم : السفير قوه وي

تسجيل صفحة جديدة للصداقة الصينية الفلسطينية في العصر الجديد، بقلم : السفير قوه وي

في نيسان عام 2018، تم تعييني مديراً لمكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين، حاملا مهمة سامية على عاتقي. وعلى مدار الخمس السنوات الماضية، تشرفت أن أكون شاهدا على ترسخ الثقة السياسية المتبادلة وتعمق التعاون العملي وتكثف التبادل الاجتماعي والشعبي بين البلدين.

على مدى السنوات الخمس المنصرمة، ظلت العلاقات الثنائية تتطور وتمضي قدما إلى الأمام تحت إرشادات دبلوماسية القمة، حيث التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش القمة الصينية العربية الأولى عام 2022، وحضر الرئيس محمود عباس قمة الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية العالمية بصفته رئيساً عربياً وحيداً عام 2021، وجرت المكالمة الهاتفية بين الزعيمين عام 2020. ظل رئيسا البلدين حريصين على تصميم تطوير العلاقات الثنائية على أعلى المستوى انطلاقا من منظور استيراتيجي بعيد المدى، وذلك في سبيل تسجيل صفحة أروع للصداقة الصينية الفلسطينية.

على مدى السنوات الخمس المنصرمة، تم إحراز إنجازات ملحوظة في عمليات التعاون العملي بين البلدين. ووقعت الحكومة الصينية والحكومة الفلسطينية مذكرة تفاهم بشأن البناء المشترك للحزام والطريق، وانضمت فلسطين إلى “مجموعة الأصدقاء لمبادرة التنمية العالمية”، ما يشكل نمطا تنمويا جديدا للتعاون. ويعمل الجانبان الصيني الفلسطيني على دفع المفاوضات بشأن إقامة منطقة تجارة حرة، وعقدت الدورة الثانية للجنة الصينية الفلسطينية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني، وشاركت فلسطين في معرض الصين الدولي للاستيراد، ما يوفر منصة لفلسطين لتقاسم فرص التنمية فى الصين. وتم إنجاز مشروع الطرق الرابطة ومشروع المدرسة الصينية في بلدية رام الله بالتمويل الصيني، وقدمت الصين دفعات من العشب الصناعي الذي تم رصفه في 47 ملعبًا في فلسطين، وتبرعت بمعدات توليد الكهرباء وأدوات الدراسة ومستلزمات الشتاء، وساعدت على إعادة تأهيل المباني والآبار. وستواصل الصين تقديم ما في وسعها لدعم فلسطين في تطوير الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب.

على مدى السنوات الخمس المنصرمة، تزايد الزخم للتبادل الاجتماعي والشعبي بين البلدين. إذ يشارك شعبا البلدين قلوبهما على الرغم من بعد مسافة البلدين. ووقع الجانبان الصيني الفلسطيني وثيقة للتعاون السياحي، وأجرى تعاونا بأشكاله المتنوعة في مجالات الأحزاب والإعلام والمؤسسات الفكرية والإذاعة والتلفزيون. وافتتح معهد كونفوشيوس الصيني في جامعة القدس، ليكون بذلك الأول من نوعه في فلسطين. وساعدت الصين في تدريب أكثر من ألف كفء فلسطيني من مختلف التخصصات، وقدمت منحا دراسية حكومية للطلاب الفلسطينين كل عام. وشاركت فلسطين في آليات مختلفة للتواصل الإنساني والثقافي في إطار منتدى التعاون الصيني العربي، ما وسع رقعة التبادل الإنساني والثقافي وعمق التفاهم الصيني العربي.

وعلى مدى السنوات الثلاث المنصرمة، اجتاحت جائحة كورونا العالم، وتضامنت وتآزرت الصين وفلسطين بروح الفريق الواحد. ووجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس برقية التهنئة لنظيره الصيني شي جينبينغ على النصر الكبير الذي حققته الصين بتجاوز محنة تفشي فيروس كورونا. وتبرعت الصين بعدة دفعات من المساعدات الطبية و600 ألف جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا لفلسطين، وأرسلت فريق الخبراء الطبيين الى فلسطين، ونظمت عدة ورش أعمال افتراضية بين خبراء وأطباء في البلدين، وبادرت بتوزيع طرود صحية ومستلزمات واقية ولقاحات مضادة لفيروس كورونا للاجئين الفلسطينيين عن طريق وكالة الأونروا، وقدمت المساعدات النقدية لفلسطين ووكالة الأونروا، وذلك يعد تجسيدا حيا لتشارك الصين وفلسطين في المستقبل المشترك.

على مدى السنوات الخمس المنصرمة، ظل البلدان حريصين على تبادل الدعم لتحقيق العدالة والإنصاف. وتتمسك فلسطين بدعمها لسيادة الصين ووحدة آراضيها واحترامها الكامل لمبدأ الصين الواحدة، وتدعو إلى وقف أية أعمال تتعارض مع مبدأ الصين الواحدة، مؤكدة على حقها في الدفاع عن مصالحها السيادية والأمنية والتنموية. وتعلو فلسطين بصوت العدالة أكثر من مرة تضامناً ودعماً للصين في القضايا المتعلقة بشينجيانغ وتايوان وهونغ كونغ وغيرها.

الصين من أوائل الدول التي دعمت حركة التحرر الوطني الفلسطيني واعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين. مهما كانت التغيرات الدولية والإقليمية، ظل الجانب الصيني يدعم بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه الوطنية المشروعة، ويقف دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني. ووجه الرئيس الصيني شي جينبينغ لـ10 سنوات متتالية برقيات التهاني إلى مؤتمر الأمم المتحدة لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وطرح الرؤية ذات النقاط الأربع لحل القضية الفلسطينية، مؤكداً على الدفع بثبات بالحل السياسي على أساس “حل الدولتين”، والالتزام بمفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام، وحشد جهود المجتمع الدولي لدفع مفاوضات السلام وتعزيز السلام من خلال التنمية.

وألقى الرئيس الصيني شي جينبينغ كلمة رئيسية خلال القمة الصينية العربية الأولى عام 2022، حيث أعرب عن أن القضية الفلسطينية تهم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. لا يمكن أن يستمر الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني إلى أجل غير مسمى، ولا تجوز المساومة على الحقوق الوطنية المشروعة، كما أن التطلعات لإقامة دولة مستقلة لا تقبل رفضا. يجب على المجتمع الدولي أن يرسخ الإيمان بـ”حل الدولتين” والتمسك بمبدأ “الأرض مقابل السلام” بحزم، ويعمل بكل ثبات على بذل جهود حميدة لدفع مفاوضات السلام، ويزيد من المساعدات الإنسانية والإنمائية لفلسطين، ويدفع الحل العادل والعاجل للقضية الفلسطينية. وأكد الرئيس الصيني مجددا أن الجانب الصيني يدعم بكل ثبات إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويدعم حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وسيواصل تقديم المساعدات الإنسانية إلى الجانب الفلسطيني لدعمه لتنفيذ المشاريع المعيشية، كما سيزيد من التبرعات إلى وكالة الأونروا.

على مدى السنوات الخمس المنصرمة، ظلت الصين تعمل على بذل جهود دؤوبة لإيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية. في آذار عام 2021، طرحت الصين المبادرة ذات النقاط الخمس بشأن تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، التي تشمل الدعوة إلى الاحترام المتبادل، والالتزام بالعدالة والإنصاف، وتحقيق عدم الانتشار النووي، والعمل على تحقيق الأمن الجماعي، وتسريع وتيرة التعاون الإنمائي. في تموز عام 2021، طرحت الصين الأفكار ذات النقاط الثلاث لتنفيذ “حل الدولتين” بشأن القضية الفلسطينية، داعية إلى تعزيز نفوذ السلطة الوطنية الفلسطينية، ودعم الفصائل الفلسطينية لتعزيز التضامن، وتشجيع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف مفاوضات السلام على أساس “حل الدولتين”. بعد اندلاع الاشتباكات الشديدة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في أيار عام 2021، قامت الصين بصفتها الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي، بدفع المجلس لمراجعة القضية الفلسطينية لخمس مرات حتى أصدر المجلس بيانا صحفيا رئاسيا. نظمت الصين أربع دورات لندوة الشخصيات الفلسطينية والإسرائيلية المحبة للسلام، وتدعو إلى عقد مؤتمر سلام دولي على نطاق أوسع وبمصداقية أكبر وتأثيرات أكثر، بما يدفع عملية حل القضية الفلسطينية بخطوات ملموسة. قام المبعوث الصيني الخاص إلى الشرق الأوسط بزيارات عديدة إلى فلسطين وإسرائيل وغيرهما من الدول المعنية، باذلا جهودا حميدة لدفع مفاوضات السلام.

عام 2023 هو العام الأول للتنفيذ الشامل لروح المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، في وقت يصادف الذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفلسطين. أنا أعتز وأفتخر بالإنجازات التي حققتها العلاقات الصينية الفلسطينية، على ثقة تامة بمستقبل العلاقات المشرقة بين البلدين، متمنيا أن تدوم الصداقة بين الصين وفلسطين إلى الأبد، مسجلةً صفحة جديدة في العصر الجديد.

السفير قوه وي مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين

شاهد أيضاً

مستوطنون يحطمون أشجار حمضيات شمال غرب سلفيت

مستوطنون يحطمون أشجار حمضيات شمال غرب سلفيت

شفا – قطع مستوطنون، اليوم الجمعة، أشجار حمضيات وإتلاف ثمارها في منطقة واد قانا غرب …