1:10 مساءً / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

المجتمع الدولي مطالب بمنع نكبة جديدة ، بقلم : نهاد ابو غوش

المجتمع الدولي مطالب بمنع نكبة جديدة ، بقلم : نهاد ابو غوش

تمثل جريمة المستوطنين باستباحة قرية حوارة الفلسطينية جنوب نابلس، واحراق المئات من منازلها الى عشرات المركبات والمحلات التجارية، بالإضافة الى سلسلة الاعتداءات على عدة قرى مجاورة منها جماعين وعورتا وبيتا وعصيرة وزعترة حيث استشهد أحد المواطنين بسلاح المستوطنين، تطورا نوعيا جديدا في سياق الهجوم الاسرائيلي الشامل على الشعب الفلسطيني، وما يميز هذه الجريمة انها جاءت في نفس اليوم الذي عقد فيه اجتماع العقبة الامني بمشاركة اميركية واردنية ومصرية إلى جانب الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.
هذا التصعيد ينذر بتوظيف حكومة الاحتلال لميليشيات المواطنين التي تسلحها الحكومة وتغطيها قانونيا وسياسيا، وتسهل عملها بتسهيل تحركاتها واتصالاتها، في قمع الشعب الفلسطيني دون أن تتحمل الحكومة وزر هذه الأعمال، بل بالعكس تسعى حكومة نتنياهو إلى تصوير نفسها كقوة محايدة بين الفلسطينيين والمستوطنين، أو قوات حفظ سلام، وهذا ما عناه نتنياهو حين طالب المستوطنين بالتزام بيوتهم وترك الجيش يعمل. ما فضح هذه الحيلة هو مشاركة وزيرين اسرائيليين نافذين في دعم هذه الجرائم والاسادة بها كما فعل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي دعا ألى محو قرية حوارة، ووزير الامن القومي ايتامار بن جفير الذي بارك العملية.
أوساط اسرائيلية واسعة لم تنطل عليها الحيلة وساهمت في فضح نتنياهو وحكومته وشبه الكاتب الاسرائيلي المعروف ناحوم بارنيع ليلة الحرائق في حوارة بليلة البلور حين هاجمت عصابات النازيين في المانيا منازل اليهود ومحلاتهم فاحرقت وقتلت ودمرت.كما أن نحو عشرين استاذا من كبار اساتذة القانون في اسرائيل طالبوا المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا بفتح تحقيق مع الوزير سموتريتش بتهمة الحض على ارتكاب جريمة حرب، هذا الوزير العنصري سارع للتراجع عن تصريحاته وتعديلها عشية زيارته للولايات المتحدة، وهو يحمل الجنسية الاميركية.
هذه التطورات تطرح من جديد بكل جدية وإلحاح موضوع الحماية الدولية للفلسطينيين وهو شعار طرح مرارا وتكرارا في الماضي دون ان يجد اي اذن صاغية.
فالوجود الإنساني الفلسطيني نفسه مهدد، حيث يواجه الفلسطيني الخطر اينما ذهب ومهما كانت طبيعة عمله مقاتلا او صحفيا اومزارعا او تلميذا في المدرسة، وقد بات الحفاظ على الحياة هو الهدف الرئيسي للفرد رجلا كان أو امرأة، من المؤكد والحالة كذلك أن تتراجع الاهتمامات الأخرى في حياة الإنسان وكلها تتصل بقضايا وشؤون مهمة مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والنزاهة والمشاركة والمساواة وتعزيز مشاركة المرأة والشباب في صناعة القرار، كل هذه القضايا تتراجع إلى الخلف لأن الفلسطيني/ة لا يضمن عودة أفراد أسرته للبيت بسلام في ظل الهجوم الشامل الذي تشنه دولة الاحتلال بجيشها ومستوطنيها وأجهزتها المختلفة.
سبقت محرقة حوارة ثلاثة مجازر مروعة خلال شهر في مخيم جنين وأريحا ونابلس، ثم استباحة آلاف المستوطنين المسلحين قرى جنوب نابلس وخاصة تحت بصر وسمع الجيش وحمايته، وبدعم معلن من وزراء ومسؤولين حكوميين ، ما يشكل خطرا وجوديا مشابها لخطر تهجير الفلسطينيين من خلال جرائم الابادة والمجازر لترحيلهم عن وطنهم خلال النكبة.
أقطاب الحكومة الاسرائيلية ومنهم سموتريتش وبن جفير يعلوزن أنه لا توجد للفلسطينيين على هذه الأرض حقوق جماعية ، ويوافقهم نتنياهو على ذلك بادعاء أن حق تقرير المصير على هذه الأرض هو حق حصري لليهود، وهو ما تضمنه قبل ذلك قانون القومية العنصري الذي اقر بوصفه “قانون أساس” أي دستوريا في تموز 2018.
لم يكن كل ذلك ليجري لولا الدعم الاميركي المطلق لاسرائيل، بكل الوسائل السياسية والعسكرية والغطاء في مجلس الأمن، بل ان الولايات المتحدة تضغط على السلطة لمنعها من تقديم مشروع قرار في مجلس الأمن بدل ان تضغط على اسرائيل، إلى جانب صمت وتواطؤ أوروبا وبعض العرب.
اسرائيل باتت تحس انها ستفلت من العقاب في كل مرة وذلك يشجعها على مزيد من الانتهاكات بل يساعدها على زيادة وتيرة هذه الجرائم،
اسرائيل تبني نظام ابارتهايد بشهادة منظمات دولية محايدة والعالم لا يتدخل ولا يفعل شيئا سوى دعوة الطرفين لاستئناف المفاوضات.
وللاسف الشديد اوروبا تراقب وتراقب ولا تفعل شيئا سوى مطالبة الطرفين بضبط النفس وخفض التصعيد والتهدئة، انها عمليا تساوي بين المجرم والضحية وتركز اهتمامها على معالجة النتائج والأغراض بدل معالجة جوهر المشكلة وهي الاحتلال الذي مضى عليه عقود طويلة.
المهمة الملحة التي نريدها كفلسطينيين هي الحماية الدولية، نريد أن نضمن عودة أبنائنا وبناتنا من مدارسهم الى البيت بسلام
وهذه الحماية يمكن أن تكون مادية مباشرة بإرسال قوات مراقبة أو فرق مراقبة مدنية كما جرى سابقا في مدينة الخليل، كما يجب تشمل الاعتراف بدولة فلسطين وانضمامها كدولة كاملة العضوية للامم المتحدة من أجل قطع الطريق على خيار الأبارتهايد والترانسفير الاسرائيلي.

نهاد ابو غوش – Nihad Abughosh

شاهد أيضاً

نداء فلسطين يرحب بقرار الجنائية الدولية ويؤكد أن العبرة بالتنفيذ

نداء فلسطين يرحب بقرار الجنائية الدولية ويؤكد أن العبرة بالتنفيذ

شفا – رحب (نداء فلسطين) بإصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرتي اعتقال ضد رئيس وزراء الاحتلال …