شفا – ذكرت “الجريدة” الكويتية ان “حقيقة اغتيال قائد الجناح العسكري لكتائب “القسام” أحمد الجعبري جاءت على غير الأخبار المعلنة، التي صب معظمها في قيام أحد عملاء إسرائيل في غزة بوضع جهاز تتبع على سيارته، التقطت إشارته طائرة بدون طيار، فسارعت إلى إطلاق صاروخ أرداه وأحد مرافقيه، إذ كشفت مصادر مطلعة أهم خيط أوصل إلى الصيد الثمين”.
واوضحت المصادر لـ”الجريدة” إن “أزمة داخلية وقعت بين قيادات حماس أثارت لغطاً كبيراً، تبعته اجتماعات متلاحقة واتصالات هاتفية (غير حذرة) رصدتها الاستخبارات الإسرائيلية، التي حددت موقع الجعبري، فصفّته فوراً”. وأضافت أن “الجعبري أغضب رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية، وعضو المكتب السياسي في الحركة محمود الزهار، عندما فتش قبل شهرين منزل هنية بأمر من رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، بسبب شكوك في علاقته هنية بطرف خارجي، وهو إيران، وأن هناك علاقات مالية وتنسيقية بينهما”.
وأوضحت أن هذا الأمر لم يرق لقيادة “حماس” في الخارج، التي فترت علاقتها بطهران، بسبب موقفها من النظام السوري، مشيرة إلى أنه “بعد تفتيش البيت قال الجعبري لهنية إن الحركة تدرس وضعه تحت الإقامة الجبرية، مما أثار الضجة والخلاف الكبيرين، وأدى إلى هذه الاتصالات، التي رصدتها إسرائيل”.
وبينت المصادر أنه تم تحديد موقع قائد كتائب القسام، وأماكن اختبائه وسياراته الثلاث، ثم اغتيل رغم الحراسة المشددة والمدربة على يد خبراء إيرانيين، لافتة إلى أن طريقة حراسة الجعبري تشبه حراسة الرؤساء، وشبيهة إلى حد كبير بحراسة الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، وتنقلاته قليلة، وإقامته تكون دائماً داخل خندق محصن، وكانت لديه سيارة مصفحة.
ولفتت إلى أن إسرائيل كانت تخطط لاغتيال إسماعيل هنية، لكن رصد الجعبري غير الخطة، فاغتنمت الفرصة لتغلق حساباً مفتوحاً معه، لاسيما قضية الجندي جلعاد شاليط، الذي أسره الجعبري مدة تزيد على خمس سنوات، ولم تستطع الدولة العبرية اكتشاف مكانه أو مكان خاطفيه إلا مرة واحدة، ثم نقل بسرعة بيد الجعبري، الذي سبب قلقاً وإحراجاً لإسرائيل.