الثورة والمبدأ ، بقلم : رمضان عيسى
المبدأ هو الخطة الثورية التي توضح خارطة الطريق نحو الهدف .. والالتحاق بالثورة يكون على أساس المبدأ ، وليس على أساس العاطفة المرحلية ..
قد نلاحظ شعارات مرحلية تشعل العواطف الوطنية ، ولكنها شعارات مرحلية فارغة من المضمون العملي الذي يدعم الخطة الثورية وأهدافها البعيدة . مثل ” ولع يا رصاص واسكت يا قلم ” ..
كما وقد نرى عواطف شبابية قد تنساق مع قرقعة السلاح ، فمثل هذا يصلح للعمل السري ، فهذه العواطف تتبخر في المواقف التي يكون فيها الشخص منعزلاً عن السلاح ، وأول الاحتمالات أن يتم اكتشافه بسرعة ويكون خطراً على مجموعته التي تنتهج العمل السري .
من هنا فالمبدأ يفترض الوعي والانتماء والالتزام ..
ان الانتماء للعمل االثوري يجب أن يكون على أساس المبدأ ، ووعي المبدأ فكرياً وعملياً ..
ان ثورة بدون مبدأ ثوري ستسيطر عليها النوازع الفردية والأنانية والشللية والفِرق التآمرية ….. فالشللية هي الأرضية التي تنمو فيها العشوائية وفقدان الاتجاه والبُعد عن الهدف المنشود ، وهذا ما يطيل فترة الصراع ، فتبرز النوازع الفردية التي هدفها الزعامة ، والزعامة هي العباءة التي يتغطى بها المجرمون واللصوص وثعالب المال العام وأصحاب المسميات الفخمة . ويصبح الاغتناء الشخصي هو الهدف من الالتحاق بالثورة .
ان المال وبريق الذهب والمكاسب والمناصب لها قوة سحرية على نفوس المشاركين في الثورة
إن ثورة تُضخ عليها الأموال تصبح في خطر ، فهي إما أنها لن تصل الى تحقيق أهدافها في الحرية ، أو يحدث إفراغ الأهداف من محتواها الثوري التحرري
-. ان ثورة بدون أيديولوجيا ثورية ستسيطر عليها العشوائية ، والعشوائية هي الأرضية التي تنمو فيها الشللية والفرق التآمرية التي هدفها الزعامة ، والزعامة هي العباءة التي يتغطى بها المجرمون واللصوص .
والنتيجة لا تبعد عما قاله الجنرال جياب القائد الفيتنامي : أن الأغنياء لا يحررون شعب !! — ان ثورة غنية لا تستطيع أن تحقق النصر للفقراء !!
وللحصانة من هذا يجب على أي حركة ثورية أن تنتهج أيديولوجيا ثورية تزرع الوعي وتشحن النزوع والالهام الثوري وتكون بوصلة للحراك الثوري على المستوى الفردي والجماعي ، وسدا منيعا يقي الثورة من الانحراف عن الهدف الثوري المنشود .
وللأسف أرى بأم عيني كل هذا يحدث في الحركة الوطنية في فلسطين . ففقدان المنظمات ذات التأثير للأيديولوجيا الثورية أدى الى فقدان الاتجاه وافراغ الأهداف من المحتوى الاجتماعي والتغيير في الشعارات والأهداف الوطنية ، واقتربت من الافراغ من المحتوى الوطني . ويعود هذا الى ان شريان التمويل المالي يمر عن طريق أعداء الهدف الوطني ، وأعداء شعب فلسطين .
والآن ونتيجة لطول فترة الصراع والتعرجات الحادة التي واكبت المسيرة الوطنية الفلسطينية لا يبدو أن هناك تراجعا عن الأخطاء ، والخلط في المفاهيم الوطنية … فالحركة الوطنية وصلت لمرحلة أنها لن تستطيع أن تتراجع عن أخطائها ، وأصيبت بالترهل والشيخوخة . .