شفا – لا يرى أحمد يوسف الوكيل السابق لخارجية مجلس “تنفيذي حماس” بقطاع غزة، في قبول خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لدولة فلسطينية في حدود عام 1967 واللجوء إلى «النضال السلمي الخالي من السلاح والدم» تغييرا في موقف حماس السياسي. ورفض يوسف الربط بين تصريحات مشعل التي جاءت في مقابلة مع شبكة الأخبار الأميركية «سي إن إن» في القاهرة، ووساطات أطراف عربية مع إسرائيل وواشنطن لتطبيع العلاقة مع حماس وتحويلها من منظمة مسلحة إلى حزب سياسي على غرار حركة فتح، كما رفض الربط أيضا بينها وبين اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل الذي رعته مصر لوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع الذي استمر 8 أيام، مؤكدا أن اتفاق التهدئة «لم يكن أكثر من اتفاق أمني أشرفت عليه أطراف أمنية ويتعلق بترتيبات أمنية فحسب».
وقال يوسف، لـصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، أيضا إنه لا «يرى جديدا في ما قاله السيد مشعل، فهو بذلك إنما يكرر موقف الإجماع الوطني الفلسطيني». وكان مشعل الذي كان يتكلم باللغة العربية قد قال بشكل واضح وصريح: «أنا أقبل بدولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية (أي على 22% تقريبا من مساحة فلسطين التاريخية) وحق العودة، وهذا ما اتفقنا عليه نحن كفلسطينيين»، ورفض الإجابة المباشرة عن سؤال حول الاعتراف بدولة إسرائيل، مكتفيا بالقول إن الدولة الفلسطينية بعد إقامتها تتخذ قرارها بالنسبة لإسرائيل. وكرر مشعل في نهاية المقابلة القول أنه «وبسبب ظروف المنطقة وظروف المرحلة وحرصا على وقف شلال الدم، وافق الفلسطينيون وحماس منهم، في الماضي وفي الحاضر على برنامج وطني فلسطين يقبل بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، لكن العالم لا يقبل بذلك.. الكرة ليست في مرمانا والمجتمع الدولي لا ينصف قضيتنا».
وجوابا عن سؤال يتعلق بما إذا كانت حركته مستعدة للتخلي عن «العنف»، قال مشعل: «نحن مستعدون للجوء إلى الوسائل السلمية البحتة دون دماء وأسلحة، ولكن مثل هذه الخطوة يجب أن تكون مقرونة بتحقيق المطالب الوطنية الفلسطينية، أي إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية وإزالة الجدار العنصري الذي أنشأته إسرائيل بين فلسطين عام 1948 والضفة الغربية المحتلة». ويقترب مشعل بتصريحاته هذه من تحقيق شروط اللجنة الرباعية الدولية الثلاثة للقبول بحماس قوة سياسية، وهي: نبذ العنف، والالتزام بالاتفاقات السابقة التي أبرمتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل، والاعتراف بدولة إسرائيل. ويكاد موقف مشعل يتطابق أيضا مع موقف السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس (أبو مازن) الذي سيتوجه يوم الثلاثاء المقبل إلى الجمعية العامة في نيويورك لتقديم مشروع القرار المطالب بالاعتراف بفلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة والتصويت عليه في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) في الذكر الـ65 للقرار الدولي 181 لتقسيم فلسطين إلى دولتين إحداهما يهودية والثانية عربية.
يذكر أن هذا الموقف ليس جديدا على مشعل الذي يعتبره البعض من حمائم حماس، فقد قال ما يشابه هذا الكلام في خطاب ألقاه في حفل اتفاق المصالحة الذي وقع في القاهرة في العام الماضي، وقال فيه إنه مع دولة فلسطينية في حدود 1967، وإنه مع إعطاء المفاوضات بين السلطة وإسرائيل فرصة جديدة، وأثار ذلك عليه محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، الأمر الذي استدعى إصدار بيان باسم المكتب السياسي يرفض ما جاء على لسان الزهار ويعتبره رأيا شخصيا لا يمثل حماس. واتخذ المجلس أيضا إجراءات عقابية ضد الزهار وسحب منه ملفات مثل ملف صفقة الأسرى.
وانتقلت المحاورة الشهيرة كريستين أمانبور، بالحديث إلى العلاقة مع إيران التي اعترف مشعل بأنها تأثرت بسبب تدهور العلاقة بين حماس ودمشق، وقال إن العلاقة مع إيران لا تزال موجودة ولكنها تأثرت بسبب الخلاف مع سوريا.. «يعني العلاقة ليست كما كانت عليه في الماضي، ولكن ليس هناك قطيعة في العلاقة».