هل تنفجر الأوضاع في القدس من بوابة الهدم والتطهير العرقي..؟؟؟ بقلم : راسم عبيدات
عمليات هدم وتطهير عرقي وطرد وتهجير وإقتلاع مستمرة وبدون توقف في مدينة القدس،فبلدية الكيان تسعى لهدم القبة المذهبة لجامع الرحمن في بيت صفافا الواقع في شارع التوحيد،والذي جرى ترميمه من قبل لجنة اعمار المساجد،وقدمت طلباً للمحكمة المحلية من أجل هدم القبة المذهبة،وذريعة الهدم بأن القبة المذهبة تستفز المستوطنين،وهي قد تشكل مصدر ” عنف”،والمستوطنين لا يطالبون بهدم قبة المسجد فقط،بل كل المجمع، والمسجد مقام على ما مساحته 300م2،وهو أقدم المساجد في المدينة وعمره أكبر من عمر دولة الكيان،110 سنوات، وواحد من اربعة مساجد في بيت صفافا التي تطوقها المستوطنات من كل الجهات وتفكك فسيفسائها المجتمعية،وتحولها الى كتلة بشرية هلامية،معزولة عن مدينة القدس،وعن مدن الجنوب الفلسطيني،محافظة بيت لحم ومدن بيت ساحور وبيت جالا ومدينة الخليل، عملية الهدم لها إرتباط بالكره والحقد،وإقصاء الوجود العربي-الإسلامي،فكيف ستكون القدس”موحدة” و”عاصمتهم” الأبدية،وهذه القبة الصفراء المذهبة تشهد على عروبة وإسلامية المكان في منطقة تسكنها أغلبية يهودية.؟؟… وكذلك تسعى بلدية الكيان وبقرار سياسي من وزير ما يعرف بأمنها القومي بن غفير والمتطرف نائب رئيس بلديتها اريه كنج لهدم بناية سكنية في واد قدوم – سلوان،تضم 12 عائلة،حوالي 100 مواطن نصفهم من الأطفال،والبناية قائمة منذ عام 2014 ،وسعى السكان لتصويب أوضاع البناية وترخيصها عبر شراء قطعة ارض من خمس دونمات،ولكن بلدية الكيان،تسعى لهدمها لا ترخيصها وتشريد سكانها ..تحت ادعاء انه لا يمكن ترخيص البناية،وانها مقامة في منطقة مفتوحة مخصصة للترفيه والرياضة …ونحن ندرك بان أهداف سياسية تقف خلف هذا القرار،والذي سبقه قرار الشروع بعمليات هدم 14 منزلاً في منطقة جبل المكبر،وبعد هدم سبعة منازل ومنشئات، وقيام سكان جبل المكبر، بإعلان حالة من العصيان المدني بتعطيل كافة مناحي الحياة يوم الثلاثاء 31/1/2023،العملية التعليمية ووقف حركة المواصلات العامة،واغلاق كل المحال التجارية،وعدم خروج العمال الى اعمالهم، واغلاق كل مداخل القرية بالزيوت المسكوبة على الأرض والإطارات المشتعلة والحجارة ..لمنع تقدم آليات وجرافات وبلدوزرات الكيان القادمة للهدم مع اعداد كبيرة من الشرطة والجيش ،والإلتفاف البشري الكبير،حول بيت المواطن ابراهيم بشير الذي اخطرت بلدية الكيان بهدمه، ومع تصاعد حالة الغضب الشعبي والالتفاف الجماهيري ،تراجعت بلدية الكيان عن عملية الهدم،ولتعود يوم الإثنين 6/2/2023،لكي تحاول هدم خمسة محال تجارية في المكبر،ورفض سكان البلدة فتح محلاتهم التجارية واخراج البضائع منها،وكذلك رفضهم هدمها ذاتياً،وقام السكان بوضع سياراتهم ومركباتهم أمام المحلات المنوي هدمها،ولتتراجع جرافات وجيش وشرطة الكيان مرة أخرى عن عملية الهدم ولمدة 14 يوماً،وكذلك سكان البناية الواقعة في واد قدوم قال سكانها بأنهم لن يخرجوا منها حتى لو هدمت على رؤوسهم، ولكي لا تنفجر الأوضاع في المدينة،وهي متفجرة أصلاً ،قال رئيس “الشاباك” ووزير جيش الكيان وقائد الشرطة،بان الظروف الأمنية غير مؤاتية لعملية الهدم ،والتي قد تدفع بتصعيد الأوضاع،وخاصة بان شهر رمضان المبارك بات على الأبواب ،وبما ينذر بتصعيد،قد يقود الى انفجار على شكل معركة “سيف القدس” في ايار/2021،ولكن على نحو أشمل واوسع،وخاصة بان عمليات ا ل م ق ا و م ة والتصعيد في الضفة الغربية متواصلة،لإعتقاد دولة الكيان،بأنه يمكن لها ان تحسم الصراع مع شعبنا عبر البوابة الأمنية وبالقوة….نتنياهو يواجه ازمات داخلية وخارجية،ويريد أن يتفرغ لموضوعه الأساسي وشغله الشاغل الملف النووي الإيراني،ولا يريد كذلك أن تشتعل وتنفجر الأمور والأوضاع مع شعبنا الفلسطيني،وجبهة دولة الكيان الداخلية مفككة،ولذلك هو يسعى الى تنفيس حالة الغضب الشعبي والجماهيري المتزايدة في الشارع الإسرائيلي ضد سياساته وخطه وزير قضائه ياريف ليفين للسيطرة على منظومة القضاء،عبر توحيد الموقف والجبهة الداخلية والدفع بالتصعيد مع الفلسطينيين،لحسم الصراع بالقوة ،لأن استمرار وتصاعد اعمال ا ل م ق ا و م ة في الضفة الغربية،وتواصل التصعيد بوتائر عالية في القدس،سيصب الزيت على النار نحو إنفجار أوسع وأشمل.
محكمة دولة الكيان العليا،وقرارها برفض قبول التأجيل الذي تقدمت به حكومة الكيان ،من أجل تأجيل قرار هدم تجمع الحان الأحمر لمدة اربعة شهور،واعطاءها الحكومة مهلة،حتى أوائل نيسان لتقديم ردها حول الإلتماسات ،وبأنها ستعقد جلستها في أيار،وفي حال لم تقدم الحكومة رداً على الإلتماسات المرفوعة من قبل منظمة ” ريغافيم” وبن غفير وغيرهم من المتطرفين،فإنها ستحول امرها المشروط الصادر في 5/ايلول/2018 الى قرار وتوافق على هدم تجمع الخان الأحمر، وتقول بان الطريقة التي تطلب فيها الحكومة التأجيل باتت غير مقبولة،حيث هذا هو التأجيل التاسع،منذ عام 2018.
وهذا التطور من شأنه أن يشكل أعباء اضافية،فنتنياهو ووزير قضائه والمولاة والمعارضة وقوى الفاشية اليهودية،مع هدم قرية الخان الأحمر،ولكن المسألة لم تعد قضائية فقط،بل لها تداعيات وأبعاد سياسية،فقضية تجمع الخان الأحمر،كما هي قضية الشيخ جراح،أضحت رمز وعنوان عالمي،وامريكا ودول الغرب تقف ضد هدمها، وعملية الهدم،ليست بالسهلة،فالسكان يتشبثون بأرضهم ويعلنون بانهم لن يتخلوا عنها،ولن يتهجروا في نكبة جديدة.
الوفود الأمريكية المتتابعة من مستشار الأمن القومي جاك سوليفان ومدير المخابرات المركزية الأمريكية وليم بيرنز ووزير الخارجية بلينكن ومساعد وزير الخارجية لشؤون لفلسطين ودولة الكيان هادي عمرو ومساعدة وزير الخارجية لشؤون لبنان باربارا ليف،والذين طلب منهم البقاء والتنسيق مع دولة الكيان والسلطة الفلسطينية،واستخدام النفوذين الأردني والمصري،من أجل منع التصعيد والإنفجار ،لن تفلح في ذلك،فدولة الكيان لن تلتزم لا بوقف أنشطة استيطانية ولا وقف اقتحامات ولا اغتيالات ولا عدم شرعنة البؤر التي يقال عنها بانها غير شرعية من الإستيطان اللا شرعي ،فهي اقدمت على اغتيال خمسة م ق ا و م ي ن في مخيم عقبة جبر بأريحا ،وسقط المزيد من ا ل ش ه د اء الفلسطينيين في نابلس وغيرها من مدن الضفة،ناهيك عن الإستعداد لتنفيذ “مجازر” الحجر…ولذلك ما أراه بأن التصعيد والإنفجار قادم من بوابات الهدم والتهجير والتطهير العرقي،والسعي لتكريس وقائع جديدة في الأقصى،توجد قدسية وحياة يهودية فيه،بعد تقسيمه زمانياً ومكانياً.
فلسطين – القدس المحتلة