قريبا ً
سيكون ُ لي ما كان لغيري
مَن مرّوا بي كأجزائي …
مـَشاهدُ تتكرر كوجوهِ المفقودات…كأخيه
كان يحدثني عن أناقة ٍ مختصرة ٍ وساعةٍ ذهبت بعقل رجلٍ أو ما شابه…
كيف كان الوقتُ ينساب من بين قدميهِ فيفزع!
عن نساء ٍلا يؤمنّ بالقتل ولا الرداء
و عجوزٍ …غادرته ُ وجبتـُه الوحيدة
عن أمهاتٍ لم يضعنَ قلوبهَن بعد…
وزوجاتٍ…أ ُُتخمنَ بالخيانات…كما يتوهمن
عن وجهي… وخطوطه النامية
وحفنةِ المسكـّنات الخبيثة…
حينها…
لم أكن أخاه بعد
وساعة يدي لم تزل أليفة
لم تكن لتؤذيني الخيانة…كما توهمت
عندها…كنت ُ وجبة َ ردائي الوحيدة…
الآن… أصحبُ حماقاتي
لأحدثـَهم عن مهارات الشفاء العاجل…
كيف تـَحث ُّ الشكوى دمعا مربحا…كثيرَ الضجيج
بينما سأكون هناك…
في مقعد المنتظرين… أسفلَ القائمة…آخرَ الرواق
والذي ظلّ…بعد تفكيرٍ طويل ٍ بلا داع ٍ…صامتا جدا
ها هو يغصّ بذكريات ٍ ترتدي الصباحَ كحَنجرة ٍ مـُهملة
يأسـُهم المربح ُ يطلق في راسي المكتظِ بالنوافذِ المغلقة… لحظاتِهم النبيّة
والكل ُّيحييني بابتسامة ٍ مُخدَرةٍ او مكهرَبة… ولا يمضي
أعود اليّ قليلا…
لمدينة ٍألفتنا منذ صبح ٍ قريبٍ… وشفاءٍ من غفلةٍ بلا داع ٍ
لأصابعك التي نسجت أزمنتي…وسلسلة (السوفينيرز)*
وهي تدور حول معصمي …كرِحلةٍ خفيفة
كما كان دائما… كما كنتُ دائما…
نسرقُ آخرَ القائمة…ونتجادل!
أعودُ إليّ قليلا لأحدثَ عينيّ بكل حب…
لكنهما لا ترغبان ِ بالعمل ِألان
“لدينا ما يكفي من (لا أحد)”
و باغماضةٍِ تمتدُّ حتى آخر الهدوء..
هذا الرواق الطويل بلا داع ٍ..تهمسان:
لديّ ما يكفي لصنع ِ خـَدَرٍ لشفاءين ِ مقبلين…
وذكرياتٍ بطعم ِ كـُمّ ِ أبي الأيمن…الفاحش ِ الغياب
أخيرا!
اسمي النائمُ في آخر القائمة… هل أختبئ فيه؟
دقاتٌ تتسارع…يدُه تزداد برودة…
هو أيضا يعاني كثيرا …من أمثالي
نحن الذين خرجنا على الأبحاث وعن الطريق
جئنا بعقولٍ مُطلقةٍ…لا نسبة َ فيها
من أمهاتٍ مريماتٍ…مَن صُنعنَ لضحكة ٍ واحدة
أرواحنا الخُنثى…يشتدُّ بها العوزُ لوالدين ِ… ومدفأةٍ مثقلة ٍ بالسمر
هكذا…أبدلَ برودة َيدهِ بساعتي الأليفة.
الآن…تختنق الممرات بخطى المتساقطين من فم الإدراك…
والمقعد المُلقى في آخر القائمة… لمستمعي أحاديثِ ما قبلَ الشفاء
بات يدر ضحكاتٍ خنثى…تليق بأرواحنا
21-11-2012
بغداد / ابن رشد