شفا – جددت دولة الإمارات العربية المتحدة دعوتها لوقف الأعمال العدائية في جميع أنحاء أوكرانيا، مؤكدة استعدادها لدعم جميع الجهود الرامية إلى التهدئة والحوار من أجل التوصل لتسوية عادلة ودائمة وسلمية لهذه الحرب.
وفي بيان للدولة في مجلس الأمن بشأن الأخطار التي تهدد السلم والأمن الدوليين، قال السفير محمد أبوشهاب، نائب المندوبة الدائمة: إن الصراع المستمر في أوكرانيا ترك آثاره على معظم نواحي الحياة هناك ولم يتبقَ سوى مجالات قليلة جداً لم تتأثر من هذه الحرب، أبرزها إمكانية قيام الزعماء الدينيين والمجتمعات الدينية بدور مهم في بناء السلام وتوفير متنفس بعيداً عن أجواء الصراع.
وأكد أبو شهاب أن الإمارات تتابع بقلق بالغ وحزن عميق الأخبار الرهيبة الآتية من دنيبرو، وتنعى وفاة 45 شخصاً جراء الغارة الجوية التي وقعت السبت. وأضاف إن التكلفة البشرية الباهظة لهذا الهجوم تعكس حجم المأساة التي تتكشف في أوكرانيا. وقال «تحث دولة الإمارات الأطراف مرة أخرى على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي».
حوار الأديان
وشدد أبو شهاب على أن الدور الأساسي للحوار والتفاهم بين الأديان في تحقيق التعايش السلمي، يتسم بأهمية خاصة لدى الإمارات، مضيفاً أن غرس ثقافة التسامح الديني يعتبر عنصراً جوهرياً في منع النزاعات وإيجاد حلول مستدامة لها، وإعادة البناء، فضلاً عن كونه أحد الاعتبارات المهمة بالنسبة لمجلس الأمن. ولذلك، «يقع على عاتقنا جميعاً مسؤولية ضمان احترام كافة الأديان كقاعدة أساسية في نظامنا العالمي».
وأكد أن الإمارات تلتزم بمبادئ ثقافة السلام، وتدرك الخطورة الكامنة لاستغلال الدين في الدعوة للعنف والانقسام، مشيراً إلى عواقب التساهل في ردع من يحرضون على التطرف والعنف والمتخفين في عباءة الدين. وقال «إن إيماننا بهذا الواجب الأخلاقي بشأن ضرورة تعايش المجتمعات الدينية المختلفة في سلام وتناغم هو ما يجعلنا نشعر بالأسى والألم تجاه الأحداث الأخيرة في أوكرانيا. فتسييس الدين دليل جديد على أن الصراع في أوكرانيا يؤثر على تماسك النسيج الاجتماعي».
الأماكن المقدسة
وشدد بيان الدولة على ضرورة حماية الأماكن الدينية المقدسة، وضمان الاحترام اللازم والعناية الواجبة لهذه الأماكن، مشيراً إلى قرار مجلس الأمن 2347 الذي دان التدمير غير القانوني للتراث الثقافي، بما في ذلك تدمير الأماكن الدينية المقدسة، وأكد على أن هذا التدمير يؤدي لاشتداد الصراع ويعرقل تحقيق المصالحة الوطنية بعد انتهائه. كما شدد القرار على الدور المهم للدول الأعضاء في حماية التراث الثقافي والممتلكات الثقافية أثناء النزاع المسلح، وهو أمر في غاية الأهمية لكون أماكن العبادة هي مركز ثقل المجتمعات الدينية، وإمكانية استخدامها كمنصة لتحقيق التعافي والمصالحة الوطنية بعد انتهاء الحرب.