شفا – أحيت مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى، بالتعاون مع التجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين، تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، يوم الشهيد الفلسطيني.
وحضر الاحتفال الذي أقيم في قصر رام الله الثقافي، اليوم الثلاثاء، رئيسة مؤسسة أسر الشهداء والأسرى انتصار الوزير، والأمين العام للتجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين محمد صبيحات، وعدد من أعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة “فتح”، وشخصيات رسمية واعتبارية، حيث تخللته كلمات وفقرات فنية هادفة.
وفي كلمته نيابة عن الرئيس، قال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول: “نحيي ذكرى الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل حرية شعبنا ووطننا، وتخليدا لسيرتهم وبطولتهم، وما امتلكوا من سمات سامية متعلقة بالحرية والاستقلال، شكلت الدافع لديهم ليكونوا في مقدمة الصفوف، ويرتقوا شهداء”.
وأضاف: “إننا شعب يقاتل من أجل الحرية، ومن أجل مستقبل أطفالنا وأجيالنا القادمة، لكننا أمام عدو فاشي يستهوي القتل وسفك الدماء، حيث يقتل الأطفال والنساء، والشيوخ والشبان بدم بارد، ويعتدي على الأرض ويبني المستوطنات، ويدنس المسجد الأقصى، ويطلق الرصاص تجاه المواطنين في المسيرات الشعبية غير المسلحة، ليرتقوا شهداء، ويحتجز الجثامين، ويقوم بجرائم دون أن يردعه قانون دولي أو أي شيء آخر”.
وتابع العالول: “ندرك تماما أن هناك ألما كبيرا لا ينتهي أبدا، يسكن في قلوب أمهات الشهداء، وفي المقابل يحرص العدو على استمرار الألم، لذلك يحتجز أبناءنا الشهداء”.
وأكد أننا “في ظروف استثنائية، وتحديدا مع هذه الحكومة الجديدة، لكن هذا لا يعني أن سابقاتها كنّ أفضل منها، فجزء كبير من أبنائنا الذين ارتقوا خلال الفترة الأخيرة على يد الحكومة التي سبقتها، لكن الحكومة الحالية هي صاحبة الوجه الأكثر بشاعة، وتشكل خطرا علينا وعلى شعبنا، وعلى القدس، والمسجد الأقصى، وأسرانا في معتقلات الاحتلال، كما أن هذه الحكومة ستقود الجريمة بشكل دائم ضد أبناء شعبنا، وعلينا أن نوجه غضبنا في وجه هذا المحتل”.
بدورها، أكدت الوزير، أن المؤسسة تقوم بأقصى جهدها لتأمين عوائل الشهداء والأسرى بالإمكانيات المتاحة، رغم كل الضغوطات التي مورست على قيادتنا لعدم صرفها، ونأمل بتحسين أوضاع أهالي الأسرى والشهداء.
وجددت المطالبة بالإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال، داعية المؤسسات الحقوقية المعنية بالضغط على حكومة الاحتلال من أجل إعادة هذه الجثامين إلى عائلاتهم من أجل تكريمهم ومواراتها الثرى، لأن احتجازها ينمّ عن وحشية الاحتلال.
وطالبت الوزير، بالتدخل العاجل من أجل الإفراج عن الأسرى، خاصة الأطفال والنساء والمرضى الذين يعانون من الإهمال الطبي المتعمد، والذي أودى بحياة مئات الأسرى، وآخرهم الشهيد ناصر أبو حميد.
وتابعت: إن العدوان الإسرائيلي المتصاعد في الضفة يزيدنا إصرارا على تعزيز وحدتنا الوطنية، ومواصلة نضالنا السياسي لإدانة الاحتلال وتجريمه وتصعيد المقاومة الشعبية ومواجهة الاحتلال ومستوطنيه، مضيفة أن ما قام به بن غفير باقتحامه مؤخرا للمسجد الأقصى المبارك، يعكس سياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، ويستدعي توفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا.
من جانبه، قال أمين عام التجمع الوطني لأسر الشهداء محمد صبيحات، إننا نقف اليوم وقفة الوفاء للشهداء الذين كتبوا بدمهم الحر سيرة البلاد، ورحلوا لتبقى فلسطين على قيد الحرية والبطولة، والعطاء، والتضحية، مؤكدين أن فلسطين التي رسموا حدودها بدمائهم وفيّة لهم ولأسرهم، التي ظلت على عهدهم ووعد الانتصار.
ولفت الى أن فاشية الاحتلال وعنصريته تجعله يحتجز نحو 350 جثمانا في ثلاجاته، وفيما تسمى “مقابر الأرقام”، علما أن العديد من هذه الجثامين مضى على احتجازها أكثر من 40 عاما، مطالبا كافة المنظمات الدولية، ومؤسسات حقوق الإنسان بممارسة الضغط على حكومة الاحتلال للإفراج عن الجثامين، وتفعيل هذه القضية في المؤسسات الدولية.
وثمن صبيحات مواقف الرئيس الثابتة والراسخة تجاه أسر الشهداء، وموقف الحكومة المؤكد على قدسية قضايا أسر الشهداء، إضافة لمؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى.
من جانبه، قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية داخل أراضي الـ 48 محمد بركة: على الاحتلال القاتل أن يفهم أن الشهداء المحتجزة جثاميهم في ثلاجاته لهم شعب يقف خلفهم، وأننا نستصرخ صرخة ذويهم عندما لا يستطيعون الصراخ لوحدهم، ومن هنا نقول إن هذه القضية هي قضية عادلة، وأنهم قدموا كل ما لديهم من أجل حرية شعبنا واستقلاله.
وأضاف إن احتجاز جثامين الشهداء واحدة من أبشع المشاهد التي ترتكب من قبل الاحتلال، فهناك فظائع وجرائم كثيرة في التاريخ، لكن مثل هذه الجريمة لم نرها إلا عند الاحتلال الذي يحتجز جثامين شهدائنا، ناقلا تحية الأسرى من الأسير السابق المناضل كريم يونس المفرج عنه مؤخراً إلى أسر وعوائل الشهداء.