6:16 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

عيد “الحانوكاه” اليهودي.. كابوس المسجد الأقصى الجديد

شفا – على وقع التهديد بتدنيس الأقصى واقتحامه، بدأ المستوطنون المتطرفون صباح اليوم الأحد طقوسهم الاحتفالية بـ “عيد الأنوار” اليهودي “حانوكاه”، بسلسلة من الدعوات للاقتحام المسجد واتخاذ إجراءات روّج لها “اتحاد جماعات الهيكل” المزعوم.

ومنذ ساعات الصباح، اقتحمت شرطة الاحتلال باحات المسجد الأقصى، لتأمين دخول مجموعات المستوطنين المتطرفين، في الوقت الذي عرقلت فيه دخول المصلين والمرابطين، وأجبرت عددًا منهم على الخروج من الأقصى.
ويعتبر “الحانوكا” الذي يستمر لثمانية أيام، من أكثر الأعياد اليهودية ارتباطًا بالهيكل المزعوم من ناحية الرواية التوراتية، حيث يعيد اليهود بهذا العيد “إحياء ذكرى تدشين وبناء الهيكل المزعوم”، ويعتبر “الشمعدان” من أهم رموز العيد، حيث تضاء شعلة جديدة منه يوميا على مدار الأيام الثمانية.

واستعدادًا للعيد، نصبت اتحاد جماعات الهيكل شمعدانا ضخماً عند حائط البراق كأولى خطواتها لاستغلال العيد بتهويد الأقصى.

خطر ايتمار بن غفير..

الباحث والمختص في شؤون المسجد الأقصى عبد الله معروف، يشير إلى أن جماعات الهيكل تتخذ من عيد الأنوار “حانوكاه” مناسبة إضافية لتأكيد وجودها في “الأقصى” عبر الاقتحامات الشديدة والكبيرة في محاولة منها لتغيير الوضع القائم في المسجد عبر إقامة صلوات محددة وخاصة بهذا العيد.

ويحذّر “معروف”، من موسم خطير قادم على المسجد الأقصى خاصة مع تولي المتطرف ايتمار بن غفير وزارة الأمن الداخلي بصلاحيات واسعة، وإعلانه نية اقتحام “الأقصى” في هذه المناسبة بالتحديد.

ويرى ضيفنا أن اعتماد جماعات الهيكل المتطرفة على وجود شخصيه متطرفة مثل “بن غفير” في وزارة الأمن الداخلي، كونه المشرف على رأس شرطة الاحتلال المسؤولة عن إدارة اقتحامات المسجد ووجود المتطرفين داخله، ما يعني تعزيز وتشجيع قيام هذه الجماعات بتغيير شامل وكبير على المسجد الأقصى.

ويخشى “معروف” أن تتخذ “جماعات الهيكل” خطوات قانونية وتصعيدية تجاه الوجود اليهودي في المسجد مما يؤدي الى تصعيد شامل وكبير.

خطط ومكتسبات جديدة..

إلى ذلك، يعتبر نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية ناجح بكيرات، أن “عيد الأنوار” أو “حانوكاه”، سيشكل كارثة خطيرة على المسجد الأقصى، حيث تتوعد “جماعات الهيكل” بتصعيد وتيرة الاعتداءات والانتهاكات بحقه.

ويقول “بكيرات” إن “الاحتلال الإسرائيلي يستغل أعياده ومناسباته لتمرير خطوات جديدة، ونقل كل رموزه التوراتية للمسجد الأقصى، بهدف تحقيق مكتسبات جديدة وخطيرة فيه على حساب المسلمين وحقهم الديني والتاريخي في المسجد.

وتسعى “جماعات الهيكل” في كل موسم اقتحام لنقل شيء جديد لـ “الأقصى”، بدءًا من الصلوات و”السجود الملحمي” (الاربتماء أرضا في باحات الأقصى)، والاقتحام بملابس فاضحة وبلباس الكهنوت، وصولًا للنفخ بالبوق وتقديم القرابين النباتية، وتتوعد اليوم بإضاءة شمعدان الأنوار، تبعًا لـ “بكيرات”.

ويحذر ضيفنا من خطورة دعوات ووعودات الجماعات المتطرفة خلال “عيد الأنوار/الحانوكاه” ونقل طقوسه لداخل المسجد، لتطبيع هذه الانتهاكات فيه وجعلها وكأنها شيء واقعي.

وتكمن خطورة “جماعات الهيكل” اليوم بأنها أصبحت جزءًا من المنظومة الإسرائيلية الرسمية، وبات الأقصى “مشروع انتخابي” _ تبعًا لبكيرات_ موضحًا أنه “كلما زادت انتهاكات واعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على المسجد الأقصى والمقدسيين، حصدوا مزيدًا من التأييد والدعم وإثبات صدق دعايتهم الانتخابية”.

ويدعو الأمة العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها للحفاظ على المسجد الأقصى، الذي يمثل إرثًا عقائديًا دينياً، “فالأقصى إسلامي خالص بقرار رباني ولا يقبل القسمة ولا الشراكة”.

وطالب المقدسيين بـ “الالتفاف حول المسجد الأقصى والبقاء في حالة رباط وتجذر لإعمار المسجد”، مردفًا”: “إن تخلى كل العالم عن مسؤوليته تجاه القدس والأقصى، فلن يتخلى عنها أهل القدس، وإجراءات الاحتلال لن تثني المقدسيين عن الرباط في الأقصى”.

من ناحيته، يقول خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، إن جماعات المستوطنين المتطرفة تستغل مناسباتها الدينية لحشد المقتحمين للأقصى بهدف فرض واقع جديد على المسجد.

ويضيف “جماعات الهيكل بدأت منذ أيام ببرمجة اقتحامات الأقصى الخاصة بما يعرف باسم عيد الأنوار “حانوكاه”، بهدف فرض السيادة على الأقصى وسحب إدارته من الأوقاف الإسلامية بشكل تدريجي”.

ويوجه الشيخ صبري دعوته ونداءه لـ “ضرورة تكثيف الحشد والرباط الدائم وشد الرحال للأقصى للدفاع عنه ونصرته، وفضح مؤامرات الاحتلال بحقه”.

وفي الشأن ذاته، دعت مجموعات عرين الأسود، في بيان لها مساء أمس السبت، للنفير والتصدي للمستوطنين وجيش الاحتلال؛ ردًا على تهديداتهم باقتحام الأقصى وتدنيسه خلال أيام عيدهم.

ويأتي “عيد الأنوار” التهويدي بعد شهرين من انتهاء موسم الأعياد اليهودية الأطول، الذي استمر على مدار 3 أسابيع انتهت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وشهدت سلسلة من الاعتداءات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى، حيث اقتحمت مستوطنون الأقصى بزي الكهنة، ومارسوا طقوس “السجود الملحمي”، إضافة لرفع العلم الإسرائيلي.

شاهد أيضاً

الصحفي حسن أبو قفة

استشهاد الصحفي حسن أبو قفة في قصف إسرائيلي على النصيرات وسط قطاع غزة

شفا – استشهد، مساء اليوم الجمعة، الصحفي الفلسطيني حسن أبو قفة ونجله عماد بعد غارة …