فِلسطين قلبُ المونديال بقلم : مريم سميح سويطي
جاء كأس العالم , لينهضنا من بين أنقاض التقهقر , ويرفع الهامات والأنظار نحو القضية الفلسطينية , ويعيدُ السعادة والحياة للفلسطيني , ليرسم وجهاً جديداً للقومية العربية , فدمُ العروبة يجري في عروق المشجعين , نهر دجلة مع بحر يافا , ونيل مصر مع الفرات على أرض قطر , كوفية تزين الأكتاف , وصورة الأسير أحمد مناصرة معلقة على سترة المشجعين , علمُ فلسطين يرفرفُ في ملاعب قطر , وهتافات عربية تملأ الأرجاء وتصدحُ إلى كل المسامع مرددة بصوت واحد فلسطين حرة , لتبقى فلسطين راسخة في عقول العالم أجمع , ونجمة العرب المتلألئة , فكان بعكس توقعات ورغبات الاحتلال الإسرائيلي , و كشف هذا الكرنفال الكروي قناع الاحتلال ووجه الحقيقي , وأعاد القضية الفلسطينية إلى الأذهان .
“هناك فلسطين فقط , ولا يوجد إسرائيل , ارحل من هنا ” بهذه الكلمات عبر مشجعاً سعودياً عن رفضه إجراء حواراً مع صحفي إسرائيلي, فذلك المشجع آبه أن يتحدث مع العدو الإسرائيلي , وتمسكِ بحبه وولاءه للقضية الفلسطينية , وذلك المشجع اللبناني الذي أنكرِ وجود إسرائيل وأكد أن اسمها فلسطين و رفض بحزامةٍ وشجاعة إجراء حوار مع مذيع القناة 12 الإسرائيلية , فالسعودي واللبناني حالة فردية من آلاف المشجعين الذي رفضوا إجراء مقابلات مع الاحتلال الإسرائيلي فور مشاهدته , فلا يجب أن تكون فلسطينياً لتحب فلسطين، لأن حبها لا يستحق هوية أو جنسية ، إن حبها بالفطرة ، فهو شيء يشبه حبنا لأمهاتنا بلا تفكير.
“أنت وقح” , هكذا وصف النجم الكولومبي “ما لوما “, صحفياً إسرائيلياً بعد أن حاول دفعه لإدانة قطر , وبالرغم من إنكار وجود الاحتلال وعدم الترحيب به , إلا أنه بكل صلافة وبجاحة , بدأ يستنكر جنسيته لكي يتم تقبله , لمَ لا فهو لا يمتلك جنسية بالأصل , كالصحفي الذي ادعى أنه أكوادوري محاولاً خداع وتضليل الجمهور العربي والمراسل الاسرائيلي الذي تحدث عن اكتشاف جنسيته وطرده من مركبة أجرة ومطعم , وتعلو أصواتهم بعبارةٍ واحدة ” ارحلوا أنتم تقتلون اخواننا الفلسطينيين ولا وجودَ لكم هنا ” ، الجماهير العربية لقنت الاحتلال درساً برفضها التعامل معه بمجرد معرفة جنسيته .
وحدة العرب الواحدة , ووحدة الجلدة الواحدة , والأمة الخالدة , أتت لتضيء قنديل الأمل في روح الفلسطيني , ليقف متهللاً فرحاً تارةً وفخوراً تارةً أخرى ويتغلغل إليه الشعور بالغبطة والسعادة والفرح يعتلي روحه من حيثُ لا يعلم , فحبُ فلسطين فطرةٍ من الله والشعوب العربية نشأت ورأت ظلم الاحتلال الإسرائيلي بشتى بقاع الأرض , وإبادته للشعب الفلسطيني في مجزرة صبرا وشتيلا , وقذائف حقده التي قتلت أطفال غزة , لتقول الجماهير العربية لفلسطين أنتِ نبضنا ودماؤنا , وفجرنا ومساؤنا ، وتصدع إعلام الاحتلال الذي فشل بكل المقاييس وأساليبه الدعائية ببث كي الوعي والتشرذم السياسي بين الفلسطينيين والشعوب العربية , وعلى الرغم من إبرامه صفقات تطبيعيه فاشلة مع الحكومات العربية , إلا أن الشعوب العربية ترعرعت على حب فلسطين وعجت بصوت واحد بلاد العُرب أوطاني , وكل العربِ إخواني .