2:04 صباحًا / 25 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

هل سنخرج من فصائليتنا؟؟؟ بقلم : نبيل عبد الرؤوف البطراوي

000

في العام 2008-2009 تعرضت غزة إلى حرب ضروس مثل تلك التي مازالت تشهد حلقاتها هذه الأيام وقد راح ضحيتها ما يزيد عن 1500شهيد إضافة إلى آلاف الجرحى ناهيك عن الدمار والخراب الذي أصاب المباني والمنشات والبنية التحتية والتي مازالت إلى اليوم تنتظر إعادة الأعمار .جميعنا يعي بأن المعيق الأساسي لإعادة أعمار غزة كان سببه الانقسام وعدم تمكن الإخوة الفرقاء في الساحة الفلسطينية من إعادة اللحمة والتوحد على الرغم من تلك الدماء التي نزفت ,إضافة إلى ما للإطراف الإقليمية والدولية من دور في بقاء كل طرف من الإطراف متمسك بمواقفه ,على الرغم من كثرة الحوارات واللقاءات والاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الإطراف ولكن كلها كانت تذهب إدراج الرياح بفعل عدم قدرة الطرفين من الخروج من العنق ألفصائلي والحسابات الحزبية المقيتة والتي كلفت ومازالت تكلف شعبنا الكثير من الدماء .
بالطبع دائما على الرغم من بشاعة الحروب بما تخلفه من خراب ودمار وموت للكثير من الطفولة والأبرياء وخاصة إذا ما كان العدو الذي يشن هذه الحرب مثل عدونا الصهيوني والذي تقوم نظرية بقاءه على هذه الأرض على أساس زوال شعبها وأهلها ,فأنه لها على الدوام ايجابيات في قاموس العمل الميداني والسياسي الفلسطيني حيث كانت توحد كل القوى الفلسطينية على الدوام أمام الخطر الخارجي ,ليس لحالة وعي أو تناسي الفصائلية ولكن نتيجة لان الكل في هذه الحروب يكون مستهدف من قبل العدو الخارجي .
اليوم نجد العدو الصهيوني والمتحدثين باسمه يدعون على الدوام ومن خلال الفضائيات العربية للأسف التي تفرد لهم مساحات من الحديث بأنهم يحاربون (حماس والجهاد والإرهابيين )حسب ادعائهم ,وهذا الادعاء في كل الصولات والجولات الإرهابية التي يمارسها العدو الصهيوني ضد شعبنا وهنا يوجد ألف قرينة وبرهان وسؤال ,هل حجم الأطفال والنساء والشيوخ هذا الذي يسقط من شهداء إرهابيين,هل كان محمد الدره ,وأيمان حجو,وعائلة السموني والعثامنه ,وغالية ,والدلو والكثير من تلك الزهور التي قتلت على ألأساس الذي يتعامل معه الصهاينة بأن كل فلسطيني هو مشروع مقاوم من هنا نجد بأنهم حريصين كل الحرص أن يكون السواد الأعظم من بنك الأهداف الاستراتيجي لعدوانهم من الأطفال والنساء .
واليوم نجد في هذه الحرب المدمرة البشعة التي يشنها العدو الصهيوني على شعبنا الأعزل ألا من إرادة الصمود والتحدي والثبات فوق هذه الأرض المباركة نلحظ بأن الوحدة التي فشل الساسة من تحقيقها عبر الحوارات الطويلة تتحقق في ميدان المواجهة والتصدي لهذا العدو الغاشم من قبل كل القوى الفلسطينية على أرض الواقع دون الحاجة إلى مئات الجلسات الحوارية في الفنادق متعددة النجوم ,كما نلحظ حالة الالتفاف الجماهيري الواسع من قبل كل القوي السياسية في الساحة الفلسطينية في عمليات التظاهر والاحتجاج ضد الهجمة الشرسة على غزة من قبل الجميع بمشاعر وضمائر وعقول موحدة دون أي شائبة تشوبها .
وهنا هل هذه الحالة الجماهيرية سوف تجد الأذان الصاغية من قبل كل القيادات الفلسطينية في كل الفصائل من أجل الخروج من حالة الانقسام ,وزيادة القناعة عند الجميع بأننا نصارع عدو واحد يستهدف الجميع دون تفريق بين هذا وذاك؟
هل بعد وصول كل القوى السياسية إلى قناعة بحالة فشل الأجندات الحزبية المنفردة أين كانت ,سوف تدفع الجميع إلى البحث عن أجندة وطنية جامعة شاملة وإستراتيجية موحدة وآلية عمل مشترك من قبل الجميع من أجل الوصول بشعبنا إلى بر الأمان؟
بالطبع لا يخفى على احد في الساحة الفلسطينية اليوم بأنه من ضمن الأهداف وربما الهدف الرئيسي لهذه الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل اليوم هو وضع العراقيل في وجه القيادة الفلسطينية من أجل أعاقة التوجه إلى الأمم المتحدة من أجل طلب عضوية دولة فلسطين كدولة مراقب ,
وهنا بالطبع تمكنت القيادات الفلسطينية من خلال ما يصدر عن بعض الفصائل من إفشال الأهداف الصهيونية من خلال الجهر بالموقف الوطني من قبل كل القيادات الوطنية والإسلامية من دعمها لتوجه الرئيس محمود عباس للأمم المتحدة ,إضافة إلى حالة الوقوف والعمل الجاد بكل الإمكانيات من قبل القيادة الفلسطينية وعلى كل الأصعدة من أجل إيقاف هذه الحرب المدمرة بالتشاور مع كل الأشقاء العرب ,
إضافة إلى توقف التراشق الإعلامي ألفصائلي وتوحد البث من خلال التغطية الكاملة لما تتعرض له غزة وشعبها من كل القنوات الهوائية والفضائية ,دون نبش في الماضي البغيض .
وهنا السؤال الذي سوف تجيب عليه الأيام القادمة ,هل هذه الوحدة الميدانية في كل شيء سوف يبنى عليها ويتم تطويرها من أجل المصالح الوطنية العليا؟
هل ستمكن هذا الدم الزكي الذي ينزف اليوم من محو تلك السنوات السوداء التي عاشها شعبنا من الانقسام والانفصال؟
أن خروج القوى الفلسطينية من هذه الحرب موحدين خلف أهداف وطنية سوف يكون الوبال والحصاد المر للحكومة الصهيونية وسوف يكون اللهب الذي يحرق الأصوات اليمينية الصهيونية والتي كانت تهدف إلى كسب الأصوات الانتخابية من خلال الدم والأشلاء الفلسطينية ومن خلال عرقلة الجهود الفلسطينية في الأمم المتحدة ,فهل سننجح ونفشل الأعداء بالخروج من الأجندات التي أثبتت فشلها؟؟؟

نبيل عبد الرؤوف البطراوي

شاهد أيضاً

اللجنة الرياضية لمحافظة سلفيت تزور نادي سرطة الرياضي

اللجنة الرياضية لمحافظة سلفيت تزور نادي سرطة الرياضي

شفا – بتوجيه من محافظ سلفيت اللواء د.عبدالله كميل، نفذت اللجنة الرياضية في محافظة سلفيت …