شفا – قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان في تقريره الأسبوعي اليوم السبت، إنّه “وبعد الصعود الكبير للفاشية في انتخابات الكنيست، فإنّ قطعان المستوطنين يتحضرّون لتشكيل ميليشياتٍ مسلحة”.
وأوضح التقرير، أنّه “كما كان متوقعًا، فقد اتفق حزب “الليكود” بزعامة بنيامين نتنياهو مع حزب “عوتسما يهوديت” بزعامة ايتمار بن غفير، ذو التوجهات الفاشية في إطار التفاهمات السياسية بين الطرفين للشراكة في الحكومة الاسرائيلية الجديدة على شرعنة 65 بؤرة استيطانية عشوائية في الضفة الغربية المحتلة، خلال 60 يومًا من تنصيبها وذلك خلال جلسة المفاوضات الائتلافية التي عقدت بين الجانبين وتوصيل هذه البؤر بالمياه والكهرباء والبنية التحتية الخليوية وتعزيزها بـتدابير أمنية. كما تشمل البنود التي تم التوافق عليها تعديل قانون الانفصال (عن غزة) بهدف شرعنة البؤرة الاستيطانية “حومش” القائمة على أراضي قرية برقه، بما يسمح بتواجد يهودي هناك للدراسة في المعهد الديني التوراتي. يذكر أنه بعد إخلاء “حومش” بموجب خطة الانفصال عن غزة دشن المستوطنون على الأرض التي كانت تقوم عليها المستوطنة مدرسة دينية وتحولت مع الوقت إلى وجهة لعشرات الآلاف من المستوطنين الذين يزورونها للمطالبة بإعادة بناء المستوطنة، هذا إلى جانب تسريع إجراءات التخطيط وإنشاء طرق التفافية للربط بين المستوطنات في الضفة المحتلة وتوسيع شارع 60 وتخصيص الميزانيات اللازمة لذلك بقيمة تتراوح بين مليار ونصف المليار شيكل، هذا الى جانب شرعنة البؤرة الاستيطانية “أفيتار” على أراضي بلدة بيتا الى الجنوب من مدينة نابلس، وعقد جلسة للحكومة فيها. وكانت مصادر في الليكود قد أعلنت في أعقاب اجتماع عقده نتنياهو مع رئيس حزب “الصهيونية الدينية” الفاشي بتسلئيل سموتريتش، أن نتنياهو عرض على الأخير تسوية البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة، مقابل الإسراع بتشكيل الحكومة. وتعتبر خطوة فتح قانون إخلاء المستوطنات غير مسبوقة في حال أقرها نتنياهو بعد تشكيل الحكومة لأنها سوف فتح الباب أمام عودة المستوطنين إلى ثلاث مستوطنات أخرى شمال الضفة وهي “صانور، غانيم وكاديم ” والتي أخليت بناءً على القانون في نفس العام”.
وتابع التقرير: “على هامش الصعود الواضح للفاشية في اسرائيل كما عبرت عنها الانتخابات الاخيرة للكنيست الاسرائيلي، بتشجيع من رئيس الوزراء القادم بنيامين نتنياهو، وتحول خطابها إلى جزء من الخطاب الرسمي الاسرائيلي تنتشر الدعوات في أوساط المستوطنين لتشكيل ميليشيات مسلحة على شاكلة أصحاب القمصان البنية في ألمانيا النازية والقمصان السوداء في ايطاليا الفاشية بعد الحرب العالمية الأولى. فقد دعا أحد قادة المستوطنين المتطرفين إلى تفعيل خلايا سرية من المستوطنين لردع الفلسطينيين، ومنع استمرار دائرة العمليات في ظل عجز الجيش الإسرائيلي عن وقفها. فقد دعا المتطرف “مئير اتينغر” والذي يعتبر من كبار قادة مجموعات “فتية التلال” المسؤولة عن مهاجمة المواطنين الفلسطينيين شمال الضفة معقباً على عملية “أرائيل”، “إن الجيش غير قادر على ردع الفلسطينيين كونه يعتبر جهة نظامية رسمية”، وادعى أن الوقت قد حان لإعادة تفعيل خلايا عسكرية مسلحة للمستوطنين بهدف ردعهم عن مواصلة العمليات”. وتابع عندما يعجز الجيش عن إخضاع ما أسماه الإرهاب العربي بسبب عدم التكافؤ القتالي بين تنظيمات إرهابية وجيش رسمي، فإن الطريقة الوحيدة لإخضاع الإرهاب، حسب تعبيره هي بإعادة تفعيل عمليات الانتقام المقدس بناءً على نظرية الحاخام ميلوفيفتش. وبالتالي وصلنا إلى واقع معقد، وبناءً عليه فعلى النظام الرسمي أن يهيئ الأرضية لقيام المواطنين بالعمل على الرد بالمثل على العدو، وذلك عبر مهاجمة الفلسطينيين وتدفيعهم الثمن بشكل غير رسمي. ويعتبر “أتينغر” من أشد المستوطنين خطورة، ويستوطن أراضي قرية “قصرة” جنوبي نابلس ويعيش داخل بؤرة “ايش كوديش” التي خرج منها المتطرفون المسئولون عن حرق عائلة دوابشة في قرية دوما قبل سنوات”.
ولفت التقرير، إلى أنّه “وفي نشاطات اسرائيل التهويدية والاستيطانية ما زالت مدينة ومحافظة القدس تحت ضغط عدد من المشاريع التي تهدف إلى تغيير طابع وديمغرافية المدينة والمنطقة المحيطة. فقد كشف وزير شؤون القدس زئيف الكين وهو يغادر موقعه في الحكومة المنصرفة النقاب عن مخططات ضخمة قام فريق الوزارة قد أعدها لاستكمال قرارات الحكومة الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة لتهويد القدس عن رصد موازنة كبيرة لمخطط المدينة المائية بقيمة 2 مليار شيكل اضافية بهدف تعميق الطابع اليهودي للمدينة، في الوقت الذي شرعت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة بالعمل فعليًا على بناء أطول جسر سياحي تهويدي فوق أراضي حي وادي الربابة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى بطول 200 متر، يمر فوق شمال غربي سلوان ويربط بين القدس القديمة و”جبل صهيون” وحي الثوري. وتنفذ المشروع، الذي تقدر تكلفته بنحو 20 مليون شيكل عدة مؤسسات تضم وزارة “شؤون القدس”، ووزارة السياحة، وسلطة “تطوير القدس” وبلدية الاحتلال وشركة “موريا” التابعة للبلدية وجمعية “إلعاد” الاستيطانية. وقد بدأ العمل بإقامة الجسر بعد سنوات من إجراءات قضائية قُدمت ضد المشروع، فيما جرت في السنوات الأخيرة عمليات تهويد مكثفة لمنطقة شمال غربي سلوان، أقيم خلالها جدار تسلق ومتنزه قرب حي الثوري ومشاريع أخرى. وكانت اللجان المحلية واللوائية في بلدية الاحتلال قد رفضت في الماضي الاعتراضات التي قدمها أصحاب الأراضي والمؤسسات المعنية في سلوان لمحاكم الاحتلال والبلدية ضد إقامة الجسر التهويدي. وتتضمن الأعمال التي تجريها سلطات الاحتلال في المنطقة المستهدفة مد بنى تحتية على جانبي الجسر وطرق وشبكات إنارة وأعمال بستنة وغيرها. ويبلغ طول الجسر الهوائي 200 متر، بارتفاع 35 مترًا عن سطح الأرض، وعرض 4.5 أمتار، ومن أجل إقامة هذا الجسر كانت بلدية الاحتلال قد صادرت نحو 199 دونمًا من أراضي سلوان، وتسعى لمصادرة ما تبقى من أراضي وادي الربابة البالغ مساحتها 300 دونم، كما أعدت سلطات الاحتلال مؤخراً خطة لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية على أراضي مطار القدس الدولي (قلنديا) شمال مدينة القدس المحتلة. وكشفت وقد تم الكشف عن مخططات لبلدية الاحتلال في القدس لم يصادق عليها بعد، لبناء 9 آلاف وحدة استيطانية على أنقاض مطار قلنديا، ضمن مشروع احتلالي لفصل القدس المحتلة عن شمالها الفلسطيني. ويعود هذا المخطط الخطير للواجهة، خاصة مع فوز اليمين الصهيوني المتطرف بانتخابات الكنيست وتشكيل حكومة مرتقبة ستكون أكثر حكومة في عهد الاحتلال تطرفًا”.
وأكمل التقرير: “في القدس كذلك أعلنت بلدية الاحتلال أنه سيتم، الأسبوع المقبل، افتتاح القسم الشمالي من مشروع توسيع طريق الأنفاق (60) بطول حوالي 1.5 كيلومتر. ويعتبر هذا الطريق شريان النقل الرئيس الذي يربط القدس بمستوطنات “غوش عتصيون وبيتار والمناطق المحيطة بها في جنوب القدس. ومن المتوقع أن يكتمل العمل في المشروع في العام 2024. وفي القسم الشمالي تم بناء جسر بطول 360 متراً، ونفق جديد بطول 270 متراً. إلى جانب الأنفاق الحالية، كما تمّت إضافة مسارَين مروريَّين في كل اتجاه، بالإضافة إلى مسار نقل عام يتغير وفقاً لساعات الذروة، بحيث يفتح في الصباح للسفر من “غوش عتصيون “إلى القدس، وفي فترة ما بعد الظهر سيتغير بالاتجاه المعاكس وذلك لزيادة فرص الوصول من وإلى القدس، حسب تعبير رئيس البلدية موشيه ليئون، كما تناقش لجنة التخطيط المحلية الإسرائيلية في القدس، الأسبوع المقبل، خطة لبناء 100 وحدة استيطانية جديدة و275 غرفة فندقية عند مدخل حي جبل المكبر بالقدس الشرقية المحتلة. علما أن المنطقة المخصصة لهذا البناء متاخمة لمستوطنة “نوف صهيون” القائمة في قلب جبل المكبر”. ومن شأن الخطة الجديدة أن في توسيع (نوف صهيون) وتوسيع حجمها بشكل كبير، وربطها بالمستوطنة الإسرائيلية المجاورة شرق تلبيوت “أرمون هنتسيف” وفي حالة الموافقة عليها سيتم تحويل “نوف صهيون” من جيب معزول للمستوطنين إلى امتداد لمستوطنة (شرق تلبيوت) ومن المعروف أن سلطة الأراضي الاسرائيلية كانت في تسعينات القرن الماضي قد قامت بتأجير قطعة الأرض لشركة (استثمارات كيلاس)، وهي شركة أجنبية يملكها إسرائيليون وكانت وراء الترويج لمستوطنة (نوف صهيون)، حيث قدمت الشركة نفسها الخطة الحالية للتوسع الاستيطاني، والمعروفة باسم (نوف زهاف). ويشغل مركز شرطة (عوز) حاليًا جزءً من قطعة الأرض المخصصة لهذا التوسيع، حيث تؤجر شركة “كيلاس” الأرض لشرطة إسرائيل. وفي حال تمت الموافقة على الخطة وتم نقل مركز الشرطة، فإن من شأن ذلك أن يمهد الطريق بشكل لتوسيع مستوطنة (نوف صهيون) وتعتبر (نوف صهيون) حاليًا جيبًا معزولاً للمستوطنين يقع في قلب المنطقة السكنية في جبل المكبر. لن يؤدي توسيع المستوطنة إلى توسيع حجمها فحسب، بل سيخلق أيضا حزامًا استيطانيًا يصل إلى المدخل بين جبل المكبر ومستوطنة (شرق تلبيوت). كما أن توسيع المستوطنة باتجاه المدخل الرئيسي لجبل المكبر سوف ينتهك حرية السكان في التنقل ويزيد من تعطيل نسيج الحياة في الحي، خاصة وأن التجارب السابقة خلال الاشتباكات وفترات التوتر وعدم الاستقرار كانت اسرائيل تندفع لفرض قيود جماعية بحجة حماية المستوطنين الإسرائيليين. في جبل المكبر، وإلى جانب ذلك نشرت سلطات الاحتلال إعلانات للاستيلاء على مئات الدونمات من أراضي بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة لتوسيع الشارع الرئيسي في البلدة، والممتد من مدخل بلدة عناتا مرورًا بمدخل حزما، وذلك خدمة للمستوطنين. وقد حذرت بلدية حزما من نية سلطات الاحتلال الاستيلاء على مئات الدونمات، بحجة توسيع الشارع المذكور وطالبت أصحاب الاراضي المستهدفة مراجعة البلدية لاتخاذ الاجراء القانوني، بالتعاون مع وزارة شؤون القدس، محذرة من أن هذا مخطط من عدة مخططات احتلالية إذا تم تنفيذها ستصبح حزما في وضع حصار ومقطعة الأوصال. كما أصدرت قوات الاحتلال أمرًا عسكريًا يقضي بالاستيلاء على 320 دونمًا، لتوسيع المستوطنات المقامة عنوة على أراضي المواطنين في الخضر ونحالين وأرطاس في محافظة بيت لحم. ويقضي الأمر العسكري بالاستيلاء على هذه المساحة من أراضي المواطنين لصالح مستوطنات “دانيال واليعازر وافرات”، وتشمل أحواض 12،13، 24 من أراضي الخضر، وحوض 7 موقع خلة أم الفحم في نحالين، ومنطقة الخربة مفصول رقم 3 من أراضي أرطاس. وأضاف بريجية أن المخطط سيدخل حيز التنفيذ خلال 30 من تاريخه”.
وعلى صعيدٍ آخر، قال التقرير، إنّ “وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي “بيني غانتس”، قرر بناء مقطع جديد من جدار الفصل العنصري بمنطقة شمالي الضفة الغربية المحتلة. وسيتم البدء ببناء 50 كم من الجدار تمتد من معبر سالم شمالي جنين وحتى معبر “التين” قرب طولكرم، فيما سيتم بناء 50 كم أخرى من معبر “التين” وحتى مستوطنة “اورانيت” جنوبي قلقيلية. والجدار الجديد سيحل مكان الجدار السابق الذي تم تشييده قبل 20 عامًا وسيتم تزويده بوسائل تكنولوجية. وجاء قرار “غانتس”، خلال جولة قام بها في منطقة جدار الفصل العنصري شمالي الضفة”.