حل صيني لمعضلة العصر ، بقلم : السفير قوه وي
في 15 تشرين الثاني الجاري، أعلنت الأمم المتحدة عن وصول عدد سكان العالم إلى 8 مليارات. وأشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مقالته إلى أن ازدياد التفاوتات في العالم يصاحبه ازدياد العائلة البشرية في انقساماتها.
وتمثلت معضلة العصر في “ما مشكلة العالم وماذا نعمل؟”. في نفس اليوم، ألقى الرئيس الصيني شي جينبينغ كلمة هامة في قمة قادة مجموعة العشرين بجزيرة بالي، مؤكدا على أن كافة الدول يجب أن تكرس مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتسعى إلى استبدال الانقسام والمجابهة والإقصاء بالتضامن والتعاون والشمول، بما يقدم حلا صينيا لمعضلة العصر.
وأشار الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى أننا يجب أن ندفع تنمية عالمية أكثر شمولا. إن الوحدة قوة والانقسام لا مخرج له. نعيش في نفس القرية الكونية، فعلينا تعزيز التضامن والتعاون لمواجهة مختلف المخاطر والتحديات. وينبغي أن تتبادل جميع الدول الاحترام وتسعى إلى إيجاد القواسم المشتركة وترك الخلافات جانبا وتتعايش بشكل سلمي، وتدفع ببناء الاقتصاد العالمي المنفتح. لا يخدم الانقسام والمواجهة مصلحة أي طرف، إنما التضامن والتعايش هما الخيار الصحيح.
علينا أن ندفع تنمية عالمية أكثر نفعا للجميع. إن التنمية المشتركة لجميع الدول هي التنمية الحقيقية. وليس التحديث حقا حصريا لأي بلد. على الدول التي تتقدم على الآخرين أن تساعد الدول الأخرى بنية صادقة لتحقيق التنمية في الأخير، وتوفر المزيد من المنافع العامة العالمية. وطرحت الصين مبادرة التنمية العالمية، وأنشأت صندوق التنمية العالمية وتعاون الجنوب الجنوب، وستزيد من الاستثمار في صندوق الصين- الأمم المتحدة للسلام والتنمية، وتعمل مع أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية على المضي قدما بهذه المبادرة، بما يقدم قوة دافعة جديدة لتنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.
علينا أن ندفع تنمية عالمية أكثر مرونة. تتعرض العولمة الاقتصادية للتيار المعاكس، ويواجه الاقتصاد العالمي مخاطر الركود، وتكون في مقدمتها الدول النامية. علينا بناء الشراكة العالمية من أجل الانتعاش الاقتصادي، وأخذ في عين الاعتبار صعوبات الدول النامية دائما، ومراعاة هموم الدول النامية. علينا أن نواصل الحفاظ على منظومة التجارة المتعددة الأطراف التي تكون منظمة التجارة العالمية مركزا لها، والعمل على دفع إصلاح منظمة التجارة العالمية وتحرير وتسهيل التجارة والاستثمار.
لا تستغني التنمية العالمية عن البيئة الدولية السلمية والمستقرة. لذلك طرحت الصين مبادرة الأمن العالمي، بهدف تكريس روح ميثاق الأمم المتحدة، والالتزام بمفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام وفقا لمبدأ الأمن غير القابل للتجزئة، والدعوة إلى حل الصراعات عبر التفاوض وتسوية الخلافات عبر التشاور، ودعم كافة الجهود التي تساهم في تسوية الأزمات سلميا.
يعد أمن الغذاء والطاقة من أكثر التحديات إلحاحا التي تواجهها التنمية العالمية، وتكمن الحلول في قيام الدول، تحت التنسيق من قبل الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية المتعددة الأطراف، بتعزيز التعاون في مراقبة الأسواق وبناء الشراكة في السلع الأساسية وبناء الأسواق المنفتحة والمستقرة والمستدامة للسلع الأساسية، وفي سبيل ضمان سلاسة سلاسل الإمداد واستقرار الأسعار في الأسواق. يجب معارضة بحزم تسييس قضية الغذاء والطاقة واستخدامها كأداة أو سلاح، وتوفير دعم لازم للدول النامية في الإنتاج والتخزين والتمويل والتكنولوجيا وغيرها.
في تشرين الأول الماضي، عقد الحزب الشيوعي الصيني المؤتمر الوطني الـ20 له، حيث تم بحث وتخطيط الأهداف والمهام والسياسات العامة لتطور قضية الصين حزبا ودولة في السنوات الخمس المقبلة حتى فترة زمنية أطول.
إن الصين باعتبارها جزءا مهما من العالم يبلغ عدد سكانه 8 مليارات، ستظل ملتزمة بحفظ السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة والدفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتوفر فرصا أكثر للعالم من خلال التحديث الصيني النمط، وستضيف قوة دافعة أقوى للتعاون الدولي، وتقدم مساهمة أكبر لتقدم البشرية جمعاء.
- – قوه وي – سفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين