الكتيبة والعرين وغياب الفصائل ، بقلم : عدنان الصباح
يوميا تثبت جميع الفصائل انها تختبئ خلف مجموعات من الشباب المؤمن بقضيته والمقاوم بالفعل على الارض وأيا كان نوع الدعم الذي تتلقاه هذه الفصائل فان الدعم الحقيقي والاهم يأتي من القيادة المنظمة ومن الفعل عبر برنامج سياسي وطني كفاحي حقيقي ينخرط به الجميع موحدين ومسلحين به لكي يصبح الايمان الشبابي والاقدام وروح التضحية العالي الذي يتمتع به شبابنا جزء من فعل يمكن ان يبنى عليه ليصبح مدماكا في بنيان حقيقي رسمنا صورته والطريق اليه ومراحله بدقة.
ان يترك شبابنا هكذا وحدهم أيا كان ايمانهم وصدقهم واستعدادهم فان ذلك يعني تقديمهم قرابين يوما فيوم على مذبح الوطن بينما تقف الفصائل متفرجة تدين او تستنكر او تشجع او تتبنى مما يعني ان لا فعل مشترك واعي ومدرك الى اين وكيف ينبغي لهذا الفعل المقاوم ان يذهب في طريق النصر.
الابطال العظام في جنين ونابلس بحاجة لدعم حقيقي في التخطيط والتدريب والعمل الاستخباري والمتابعة اليومية والتثقيف الامني لحمايتهم فلا يعقل ان يتشهد كل هذه الاعداد ان نستخلص العبر لحماية القادم ولكي نمنع أي تراجع وعلى العكس من ذلك الابواب على مصراعيها للالتحاق بهذه الفصائل التي باتت تنتقل من بلد الى بلد ومن مخيم الى مخيم ومن حي الى حي.
الاحتلال بات يدرك ان هذه الأنوية الصلبة للمقاومة لا يمكن مواجهتها وان امكن فانه لا يستطيع فعل ذلك دون ان تلحقه الخسائر على كل الاصعدة وبالتالي فهو اختار ان يلجأ لعمليات الاغتيال الفردي كما حصل مع البطل تامر الكيلاني او الاغتيال الجماعي كحالة الابطال الخمسة وهو ما يعني ان المواجهة ليست في صالح العدو كما ان الاغتيالات الفردية ليست في صالح المقاومة فأي السبل والوسائل التي تمكن هؤلاء الابطال من حماية التجربة وتعميقها وتطويرها وحدهم وبدون اسناد من اصحاب الخبرة والمعرفة والموجودين اليوم في صفوف الفصائل.
في الفصائل الرئيسية فتح وحماس والجهاد والشعبية والديمقراطية اصحاب خبرات حقيقية عسكرية وامنية وسياسية وحتى لوجستية واجتماعية ونفسية وكل ما نحتاج فاين هي هذه الخبرات اليوم ليتم نقلها الى هؤلاء الشباب المؤمنين والذين يملكون اقصى درجات الاستعداد للتضحية من جانب ثم اين هو دور الفصائل في تعزيز الحاضنة الشعبية للمقاومة والعمل على تعميقها ومنع اية اصوات قد تخرج للتحريض ضد المقاومة في ظل ضغط الاحتلال المتزايد على الجماهير للانفضاض من حول المقاومة وتصويرها على انها السبب في معاناتهم فإغلاق نابلس سببه الاحتلال كما ان المقاومة ايضا سببها الاحتلال ولولا وجود الاحتلال لما كانت مقاومة خصوصا وان افعال الاحتلال جيشا ومستوطنين تطال حياة الجميع بلا استثناء.
ان دور الفصائل الى جانب القيادة والتخطيط والالتفاف حول برنامج وطني سياسي كفاحي مقاوم وموحد للجميع يجعل من خلايا المقاومة هنا وهناك ومن افعالها اداة موحدة لهذا البرنامج والى جانب ذلك فان مهمة هذه الفصائل جعل الفعل الكفاحي الشعبي سمة وطنية شعبية عامة للجميع من كل حسب امكانياته واستعداداته بحيث تصبح المقاومة فعل انجاز للشعب والوطن وفعل مكلف على الاحتلال جيشا ومستوطنين وحكومة مما يصل بالاحتلال حد الادراك ان كلفة مواصلة الاحتلال اعلى بكثير من المأمول منه وهو الطريق الوحيد الى الحرية والتحرير.