12:46 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

خالد منصور يكتب.. في يوم الأرض خرجت سلفيت وخرجنا معها للدفاع عن أرض منطقة الظهر

خالد منصور يكتب.. في يوم الأرض خرجت سلفيت وخرجنا معها للدفاع عن أرض منطقة الظهر

من يوميات المقاومة الشعبية..

بعد توقيع اتفاق أوسلو رفعت إسرائيل وتائر مصادرتها للأرض الفلسطينية وبناء المستوطنات اليهودية، وبدأت بتنفيذ ما قاله رئيس وزرائها المجرم اسحق شامير – الذي وافق على التفاوض مع الفلسطينيين بضغط امريكي – فقد قال حين دخل المفاوضات: سأفاوض الفلسطينيين لسنوات وعلى الأرض سأواصل التهام ارضهم وبناء المستوطنات عليها.

وفي مواجهة التراخي الفلسطيني الرسمي الذي تسلل الى الجماهير من خلال الوهم بان أوسلو ستوصلنا الى الدولة، وشيوع شعور بان كل ما تقوم به إسرائيل من تغيير للوقائع على الأرض سيزول مع نهاية عام 1999 كما قالت أوسلو .. ورهان الشعب على ان السلطة ومن خلال التفاوض ستجلب لنا الاستقلال والدولة .. وهو اخطر ما حدث بعد أوسلو .. اذ اصبح الشعب في موقف الانتظار لما ستفعله وستجلبه له السلطة من خلال المفاوضات .. بعد ان كان الشعب قبل مجيئ السلطة يرى انه بنضاله هو لا غيره وبمقاومته وانتفاضته سينال كل حقوقه الوطنية المشروعة.

ولكن كثيرون ومنهم حزبنا وبعض القوى كانوا يقولون – ان مفاوضات بلا مقاومة لن توصلنا الى الحقوق – وفي الوقت الذي كان المحتل يفاوضنا على الطاولة .. لم يوقف عملية نهبه لأراضينا .. وقتل كل إمكانيات إقامة دولتنا .. وكان الاجدى بالقيادة الفلسطينية ان تفعل كما يفعل المحتلون .. أي ان تفاوض وفي نفس الوقت ان تدعم وان تشجع مقاومة ما يقوم به المحتل .. وان تعمل على أساس ان مرحلة التحرر الوطني لم تنتهي، وان تتوقف عن اعتبار ان شعبنا دخل في مرحلة بناء مؤسسات الدولة .. وبوضوح شديد ظهر ان هناك نهجان سياسيان متباينان في توصيف المرحلة .. هل هي مرحلة تحرر وطني ام مرحلة بناء وطني .. نهج يقول بان المفاوضات ولا شيء غيرها سيوصلنا للحقوق .. ونهج يقول بان المفاوضات عبثية ويستغلها المحتل لإكمال مشروعه في نهب الأرض الفلسطينية وتهويدها .. وبالتالي لابد من حشد كل طاقات الشعب والقوى وافشال مخططات المحتل .

وعلى الأرض تصاعدت وتيرة المقاومة الشعبية مع تصاعد وتائر الاستيطان .. ومع انها كانت ردّات فعل على جرائم المحتل .. الا انها أسهمت في ارباك تنفيذ المحتل لمخططاته .. كما واسهمت في الإبقاء على نظرة الفلسطينيين لإسرائيل بانها عدو محتل طامع يجب مقاومته .. وليست ( طرفا آخر ) .. وخضنا في سنوات التسعينات معارك كثيرة ضد المستوطنين والجيش في اكثر من نقطة احتكاك معهم .. وفي عشرات المناطق التي صودرت أراضيها او المهددة أراضيها بالمصادرة .. وواجهنا جرافات المحتل التي تشق طرقا التفافية لصالح الاستيطان وخدمة للمستوطنين .

واذكر واحدة من تلك المعارك والفعاليات خضناها في منطقة سلفيت .. وبالتحديد في مدينة سلفيت حين نظمنا بذكرى يوم الأرض 30/3/1998 مسيرة باتجاه منطقة الظهر في واد عبد الرحمن .. التي هددها المحتل بالمصادرة .. وظهرت اطماعه جلية بابتلاعها .. حيث نسقنا للفعالية مع قوى ومؤسسات سلفيت المدينة والمحافظة .. كما ونسقنا للفعالية مع حركة السلام الإسرائيلية ومع مجموعات من المتضامنين الدوليين. وما زلت اذكر يومها انه كان هناك تباينات داخل صفوف حركة السلام الإسرائيلية في مواقفهم تجاه حقوقنا .. وظهر ذلك جليا حين اعترض بعضهم على لوحة كنت احملها واعتبر ان فيها مساس برمز إسرائيل .. وقد تلافينا الخلاف لنحافظ على وحدة المسيرة .. وتجمع المشاركون يومها بمقر حزب الشعب الفلسطيني وانطلقنا منه عبر شوارع مدينة سلفيت باتجاه منطقة الظهر في واد عبد الرحمن، وما زلت اذكر أيضا انه كان الى جانبي بمقدمة المسيرة ( الأخ بلال عزريل امين سر حركة فتح بسلفيت والرفيق المرحوم محمود بدح “أبو بشار” والرفيق المرحوم سالم خلة “أبو زياد” والرفيق بكر حماد والاخ أبو علي مقبل والرفاق رزق أبو ناصر ونمر الحسن “أبو محمد” وعلي رزق الله .. سرنا ونحن نرفع اعلام فلسطين .. ونردد الهتافات الوطنية ( الاستيطان الاستيطان .. عدو الأرض والانسان .. خطر كبير عالاوطان ..عم بمد كالسرطان .. و .. وحدة وحدة يا اخوان .. حتى كنس الاستيطان .. و .. صادر ارضي وشردني .. من حقوقي جردني .. تراب الوطن بعرفني .. لما استشهد بحضني ) وحين وصلنا الأرض المهددة بالمصادرة كان جنود الاحتلال يتمركزون بكثافة فيها .. فوقفنا قبالتهم والقى يومها الأخ بلال عزريل كلمة قبل ان يهاجمنا الجنود بالرصاص والغاز السام .. صمدنا بالمكان لبعض الوقت لكن غازهم خنقنا واضطرينا للانسحاب .. وبدأت بعد انسحاب كبار السن والأجانب .. مواجهة شديدة بين الشبان والجنود .. حيث استخدم الشبان الحجارة واستخدم المحتلون الرصاص والغاز.

خالد منصور عضو المكتب السياسي في حزب الشعب الفلسطيني.

شاهد أيضاً

الصحفي حسن أبو قفة

استشهاد الصحفي حسن أبو قفة في قصف إسرائيلي على النصيرات وسط قطاع غزة

شفا – استشهد، مساء اليوم الجمعة، الصحفي الفلسطيني حسن أبو قفة ونجله عماد بعد غارة …